أسرة الخليفة أبو العباس السفاح

اقرأ في هذا المقال


أُسرة الخليفة أبو العباس السفاح:

فيما مضى كان أُسرة السفاح كبيرة فكانت مُسانداً له، ومن يريد أن يؤسس أسرةً حاكمةً فإنه كان عدد أفراد عائلته تلعب دوراً كبيراً في سهولة مُهماته فقد كان سيدنا معاوية بن أبي سفيان، رضي الله عنهما، أسس أُسرةً لكن لم يطل عهدُها، ولم يحكم بعده سوى ابنه يزيد، على حين أن أُسرة بني مروان قد استمر أمرُها ما يقرب من سبعين سنة لكثرة أولاد عبد الملك بن مروان.

لقد كان للسفاح سبعة أعمام استلموا له قيادة الجيوش، وقيادة كلا الولايات، فضبطوا الأمر، فكانت ولاية الشام لعبد الله بن علي، وفلسطين لصالح بن علي، والبصرة لسليمان بن علي، وجزيرة العرب لداود بن علي، والموصل والأهواز وفارس لإسماعيل بن علي، وسار عيسى بن علي إلى فارس، وقاد عبد الصمد بن علي الجيوش في الشام دعماً لأخيه عبد الله بن علي. ولم يكن أبناء عمومته أقل دور من أعمامه فموسى بن داود، وداود بن عيسى، ويحيى بن جعفر كلهم كان لهم دور في توطيد دعائم الدولة.

ويستند على أخويه عبد الله بن محمد، ويحيى بن محمد في حكم الجيوش وتولي الإمارة، والاستشارة، فكان المنصور عبد الله بن محمد على رأس القوة التي سارت نجدةً للحسن بن قُحطبة في حصار يزيد بن عمر بن هبيرة في واسط، ثم كان أمير الجزيرة حتى استخلف، وكان يحيى بن محمد أمير الموصل. ثم كان ابن أخيه عيسى بن موسى سيف بني العباس
الصارم. كما كان ولي العهد لأبي العباس بعد المنصور.

لقد كان السفاح يرغب أن يكون دائماً أحد أفراد بيته على الإمارة أو قيادة الجيوش ليضمن الأمر، فعندما أرسل أخاه أبا جعفر دعماً للحسن بن قُحطبة كتب إليه: (إن العسكر عسكرُك، والقواد قوادك، ولكن أحببت أن يكون أخي حاضرِاً فاسمع له وأطع، وأحسن مؤازرته). وأرسل إلى فارس عمه عيسى بن علي رُغم أن أبا مسلم الخراساني كان قد بعث محمد بن الأشعث إليها ولما ردَّ محمد بن الأشعث عيسى بن علي أصرّ السفاح على أن يكون أحد أهل بيته على فارس فأرسل عمه الآخر إسماعيل بن علي.

وبعد أن فرَّ مروان بن محمد من الزاب وغادر الموصل عيّن عبد الله بن علي محمد بن صول غير أن السفاح لم يلبث أن بعث إلى الموصل أميراً من أهل بيته من أخوه يحيى بن محمد ثم استبدله بأحد أهل بيته أيضاً، وهو عمه إسماعيل بن علي. واستعان السفاح كذلك بأخواله فبعد أن توفي عمه داود بن علي أمير جزيرة العرب ولّى على المدينة زياد بن عبد الله الحارثي، وعلى اليمن محمد بن يزيد بن عبد الله الحارثي، ثم علي بن الربيع الحارثي.

أبو مسلم الخراساني في عهد خليفة أبو العباس السفاح:

الذي بقدرة حكمته، وحزمه، وقوته، أن يفوز في الدعوة للعباسيين، وأن يقود الجيوش ضد نصر بن سيار والي الأمويين على خراسان وأن ينتصر عليه رُغم حداثة سنه إذ قامت الدولة العباسية ولم يتجاوز الثانية والثلانين، وقتل ولم يناهز السابعة والثلاثين من عمره، وبقيت خراسان على عهدها ما بقي فيها أبو مسلم، بل كان سيف الدولة المصلت تضرب به من يخرج عن طاعتها.

العصبية القبلية في عهد أبو العباس السفاح:

ظهر قرن العصبية أيام الدولة الأموية وهذا مما أدّى إلى أضعفها، وهدَّ كيانها، وكان سبباً في سقوطها وزوالها، وأفاد العباسيون منها، إذ رأوا الفرقة والخلاف بين القيسية واليمانية، فلما كان آخر ولاة بني أُمية من القيسيين لذا فقد ضمّ العباسيون اليمانيين إلى صفوفهم، فلما قامت دولتهم بقوا محافظين على هؤلاء اليمانيين لذا نجد أكثر قادتهم منهم.

وذكر أمام أبي العباس ما صنع أبو سلمة، فقال أحدهم: ما يدريكم، لعل ما صَنَعَ أبو سلمة كان عن رأيّ أبي مسلم، فقال أبو العباس: لئن كان هذا رأي أبي مُسلم إنا لبعرض بلاء، إلا أن يدفعه الله عنا. فأرسل أبو العباس أبا جعفراً إلى أبي مسلم ليتعرف على الرأي، فلما وصل استقبله أبو مسلم استقبالاً حسناً، وبعد ثلاثة أيام سأله عن سبب قدومه، فأخبره، فقال: فعلها أبو سلمة! أكفيكموه! فدعا مرار بن أنس الضبي، فقال: انطلق إلى الكوفة، فاقتل أبا سلمة حيث لقيته، فذهب وقتله، وقالوا: قتله الخوارج.


شارك المقالة: