معاوية بن أبي سفيان قبل الخلافة الأموية
كان معاوية بن أبي سفيان من الصحابة في عهد النبي محمد علية الصلاة والسلام وكان يلازم النبي في حياته، وهو أخ زوجة النبي عليه السلام أم حبيبة، كان النبي يثق فيه وكلفه بكتابة الوحي والرسائل التي يبعثها الرسول علية الصلاة والسلام للعرب الذين يقنطون في البادية، وقد روى عن الرسول علية الصلاة والسلام حوالي (163) حديثًا، وقام بالعديد من الفتوحات في أراضي الشام، كان له أيادي بيضاء في الكثير من أعمال الخير، وعندما قُتل علي بن أبي طالب تم مبايعته كخليفة للمسلمين.
شارك معاوية بن أبي سفيان مع النبي عليه السلام في الكثير من المعارك والغزوات ومنها: حنين والطائف وتبوك، أما في عهد الخليفة أبي بكر الصديق شارك في حروب المرتدين مثل معركة اليمامة، أمره أبو بكر الصديق بقيادة جيش المسلمين والانضمام لجيش يزيد بن أبي سفيان في الشام.
شارك في فتوحات الشام وفتح بيت المقدس في أثناء حكم الخليفة عمر بن الخطاب، وهو من ضمن الشخاص الأربعة الذين شهدوا العهدة العمرية، واستطاع فتح قيسارية، وعندما توفي أخوه يزيد بن أبي سفيان منحه الخليفة عمر بن الخطاب إمارة دمشق، واستطاع فتح مدينة عسقلان وما تبقى من أراضي فلسطين.
أهم أعمال معاوية بن ابي سفيان
كان معاوية بن أبي سفيان يتطلع لفتح سواحل بلاد الشام وأراد الحفاظ على الشواطئ التابعة للدولة الإسلامية، من هجمات وغارات البيزنطيين، منذ عهد الخليفة أبو بكر الصديق، وعرض هذه الفكرة على عمر بن الخطاب، لكن الأمر لم يكن سهلًا بسبب حصانتها القوية، ولأنها كانت محطة لسفن القادة البيزنطيين، ورفض الخليفة عمر بن الخطاب ذلك بسبب خوفه على المسلمين.
أما في عهد الخليفة عثمان بن عفان عرض معاوية عليه الفكرة، إلاّ أنه رفض ذلك، ولكن معاوية بن أبي سفيان لم يستسلم حتى أقنع عثمان بن عفان، ووافق على ذلك ولكن بشرط أن لا يجبر أحد على العمل معه إلا إذا قبل ذلك، ومن هنا بدأ معاوية بن أبي سفيان بإنشاء أول أسطول بحري إسلامي، عين عمر بن الخطاب يزيد بن معاوية واليًا على دمشق وعندما توفي عين أخوه معاوية بن أبي سفيان خليفة له، استمر معاوية واليًا على الشام لمدة عشرين عامًا، وقد أحبه الناس فقد كان رحيمًا وقريبًا من الناس، وكان سياسيًا محنكًا.
تأسيس الدولة الأموية
أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية في عام (41) للهجرة، وجعل دمشق عاصمتها، امتدت أراضي الدولة الأموية إلى مسافات شاسعة حتى وصلت جميع أراضي شبه الجزيرة العربية ومصر والعراق وتونس والدولة الساسانية، ووصلت فتوحات الدولة الأموية إلى الصين وشبه الجزيرة الإيبيرية، ومن الجدير بالذكر أن فتوحات الأمويون لم يكن الهدف منها عسكريًا أو ماديًا بل من أجل نشر الدين الإسلامي واللغة العربية، وقد شهدت هذه الأراضي المفتوحة تطورًا في جميع النواحي.
ضُرب المثل عند العرب بسياسة الخليفة معاوية بن أبي سفيان فقد استخدموا مصطلح “شعرة معاوية”، وضُرب به المثل كناية عن سياسته ودهائه وحنكته، فقد كان دبلوماسيُا وذُكر عنه أنه قال: “لو أن بيني وبين الناس شعرةً ما انقطعت، فإذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها”.
أنشأ الخليفة معاوية بن أبي سفيان الدواوين مثل ديوان الرسائل وديوان الخاتم وديوان البريد وله الفضل بإدخال ديوان البريد للدولة الإسلامية، وقام بتعيين الكتبة في كل ديوان أنشأه، استطاع معاوية بن أبي سفيان أن يوطد الأمن والاستقرار في أثناء خلافته، فقد عين الحرس لحماية الدولة والخليفة من المتمردين والثوار الذين كانوا يهددونه.
أما نظام الشرطة الذي تأسس في عهد الخليفة عثمان بن عفان فقد استمر في عهد معاوية بن أبي سفيان، والذي كان له دور كبير في استقرار النظام في الولايات الأموية، وكان له حاجب من أجل حمايته، كما واهتم بالمخابرات وذلك من أجل معرفة ما يدور في داخل الدولة الأموية وخارجها.
كان معاوية بن أبي سفيان محنكًا وسياسيًا في اختياره حاشيته، فقد أحسن الاختيار، وكان كريمًا ومعطاءً ليضمن ولاء من حوله، فقد ذُكر عنه أنه الملك الذي لم يهجوه رعيته، أولى الخليفة معاوية الجيش اهتمامًا كبيرًا وما يدل على ذلك توسع رقعة الدولة الإسلامية في عهده حتى وصلت بلاد الروم والسند وما وراء النهر وشمال أفريقيا، واهتم أيضًا بالأسطول فقد تمكن من فتح العديد من الجزر في البحر الأبيض المتوسط.
أعمال معاوية بن أبي سفيان في مجالات مختلفة
السياسة والإدارة
- تأسيس الدولة الأموية: أسس معاوية بن أبي سفيان الدولة الأموية سنة 41 هـ بعد حرب صفين، واتخذ من دمشق عاصمة لها.
- نقل عاصمة الدولة من الكوفة إلى دمشق: كان هذا القرار له أثر كبير على استقرار الدولة الأموية، حيث ساعد على توحيدها وتعزيز سيطرة معاوية على أقاليمها.
- تنظيم الدواوين: نظم معاوية الدواوين، ووضع لها قوانين وأنظمة، مما ساعد على تحسين الإدارة المالية للدولة.
- تطوير البريد: طور معاوية نظام البريد، وأنشأ محطات بريد على طول الطرق الرئيسية في الدولة.
- إنشاء ديوان الجند: أنشأ معاوية ديوان الجند، ووضع نظامًا للجيش، مما ساعد على تقويته وتحسين كفاءته.
الفتوحات التي قام بها معاوية بن أبي سفيان
- استئناف الفتوحات الإسلامية: بعد توقف الفتوحات الإسلامية لفترة من الزمن، استأنف معاوية الفتوحات في عهده، وتم فتح بلاد المغرب والأندلس وبعض أجزاء من آسيا الصغرى.
- إنشاء الأسطول البحري: أنشأ معاوية الأسطول البحري الإسلامي الأول، مما ساعد على حماية سواحل الدولة الأموية من هجمات البيزنطيين.
أعمال معاوية بن أبي سفيان في الاقتصاد
- تحسين النقود: قام معاوية بتحسين النقود الإسلامية، وضرب العملة باسمه.
- تشجيع التجارة: شجع معاوية التجارة بين أقاليم الدولة الأموية، وفتح الطرق التجارية بينها.
- عمران البلاد: قام معاوية ببناء العديد من المساجد والقصور والجامعات، مما ساعد على عمران البلاد وتطورها.
أعمال معاوية بن أبي سفيان في العلم والثقافة
- ترجمة الكتب: شجع معاوية ترجمة الكتب من الفارسية واليونانية إلى العربية، مما ساعد على نشر العلم والمعرفة.
- إنشاء المدارس: أنشأ معاوية العديد من المدارس في مختلف أقاليم الدولة الأموية، مما ساعد على نشر التعليم.
أعمال معاوية بن أبي سفيان في الدين
- محاربة الخوارج: حارب معاوية الخوارج، وهم فرقة من المسلمين خرجوا على علي بن أبي طالب.
- نشر الإسلام: ساعد معاوية على نشر الإسلام في العديد من البلدان التي فتحها المسلمون.
ملاحظة:
- يختلف المؤرخون في تقييم معاوية بن أبي سفيان وإنجازاته.