إنجازات موسى بن نصير في الدولة الأموية

اقرأ في هذا المقال


رجوع موسى بن نصير إلى بلاد الشام

بعد استشهاد بشر بن مروان ابن الخليفة الأموي مروان بن الحكم في الحرب، كان على القائد الأموي موسى بن نصير الرجوع إلى بلاد الشام، حيث كان الخليفة عبد الملك بن مروان يواجه صعوبة في إنهاء الأعمال لوحده لذا قرر موسى الذهاب للعاصمة دمشق ومساعدة الخليفة.

كان هذا الأمر نقطة التحول الكبرى في حياة القائد الأموي موسى بن نصير الذي كان يبلغ من العمر (55) عامًا، حيث غادر من هذه اللحظة العمل في مجال السياسة في الشرق ليذهب بنفسه وخبراته السياسية والعسكرية الطويلة إلى الميدان المغربي الذي كان يواجه الصعوبات.

الحياة العسكرية والفتوحات في عهد موسى بن نصير

كانت مصر قاعدة لشن عمليات عسكرية من أجل الفتح الإسلامي تجاه بلاد المغرب العربي منذ عهد الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان – رضي الله عنهما – ومن تبعوهما، كانت هذه الفتوحات قد شهدت قبل مجيء القائد الأموي موسى بن نصير تقدمًا عظيمًا وذلك على يد قادة عبقريين مثل عقبة بن نافع الفاتح الشهير الفهري، الذي أسس وحدة الفتوحات الإسلامية في منطقة برقة التي تقع في ليبيا اليوم.

ومن هناك انطلق هذا القائد العظيم نحو الجهة الشمالية لإفريقيا (تونس) وقام بفتح مدينة القيروان الشهيرة التي أصبحت فيما بعد قاعدة للجنود والإسلام في وسط المغرب العرب، ومن الجدير بالذكر أن مدينة القيروان هي مدينة تونسية استمرت لمدّة أربعة قرون عاصمة الإسلام لأفريقيا والأندلس، وكانت مركز الجهاد والدعوة للمسلمين.

ومن هذه القاعدة استطاع هذا القائد الشجاع القيام بطرد القوات البيزنطية من أجزاء كبيرة من الجهة الشمالية لأفريقيا التي تشمل المغرب العربي كله، وانتشار الإسلام بين البربر، إذ ذيع صيت شجاعته حتى وصل إلى مدينة طنجة التي تقع على ساحل المحيط الأطلسي، حيث كان مؤسسًا عظيمًا وقدوة عظيمة لكل من جاء بعده.

لكنّ وفاة عقبة بن نافع عام (62) هـ ووفاة القائد زهير بن قيس البلوي عام (70) هـ/(690)م على أرض برقة قد أطاح بمعظم جهود هؤلاء الكبار، القادة في شمال إفريقيا، وبدا أن الموقف يحتاج إلى عمل مستمر مرة أخرى، وحملة حسن بن نعمان التي غادرت مصر في عام (766)هـ/ (696) م لخلق الاستقرار المنشود في الميدان المغربي، وظل الوضع هناك محتاجًا المزيد من الجهود السياسية والعسكرية.

قام موسى بن نصير بدراسة تجارب الرجال الذين أصبحوا يعمل تحت قيادته، وكان قد أدرك أنّ المهمة الأولى هي القيام بالتخلص من الوجود الروماني البيزنطي وقواعده التي كانت سبب عدم استمرار عمليات الفتح، خاصة في المناطق الأفريقية، في تونس وغرب ليبيا اليوم.


شارك المقالة: