اقرأ في هذا المقال
تساهم الأنثروبولوجيا المرئية ليس فقط في أرشفة الثقافة، وإنما أيضاً في إعادة إنتاجها، وتطورها وديمومتها مع الزمن، وأرشفتها لتتلاءم مع الثقافة والتراث الثقافي.
إسهامات الأنثروبولوجيا المرئية:
وهكذا تساهم الأنثروبولوجيا المرئية ليس فقط في أرشفة الثقافة وإنما أيضا في إعادة إنتاجها، والعمل إلى جانب رصدها وحفظها على إحيائها و استمرارها عبر الأجيال القادمة. وبهذا يستعيد الأنثروبولوجي من خلال تلك الأرشفة تشكيل هويته الثقافية إذ تسهم الأنثروبولوجيا البصرية في رصد التراث الثقافي، وتسجيل ممارسات الحياة اليومية والعلاقات والتفاعلات بين الفرد والجماعة في إطار المجتمع المحلي والمجتمع العام.
وكل هذا يكون بمثابة مادة إثنوجرافية تعالج بواسطة الحاسب الآلي. ولاشك أن هذا يحتاج قدراً ما من المعرفة بتسجيل بعض البيانات لتحليلها تحليلاً كمياً، حيث يفيد هذا في معرفة مدى انتشار الظواهر المدروسة وعقد المقارنة بين المناطق سواء داخل مجتمع الدراسة أم المجتمع الأكبر. كما يحتاج الأنثروبولوجي إلى قدر من التحليل الإحصائي في تدعيم تلك البيانات، للوصول إلى قدر من العمومية.
إسهامات التغيرات التكنولوجية في الأنثروبولوجيا المعاصرة:
وقد ساهمت التغيرات التكنولوجية أيضاً في إعادة قراءة الأنثروبولوجيا المعاصرة لمستويات التحليل التي يستند إليها ووضع حد للمناقشات العقيمة التي شغلت فكر بعض الأنثروبولوجيين والسوسيولوجيين على حد سواء حول التحليل الجزئي والكلي وأيهما أفضل، إذ تنبثق في ظل التغيرات العالمية وانتشار وسائل الاتصال مستويات تحليلية أخرى جديدة أخذت موضع الاعتبار في المنهج الأنثروبولوجي، وكذلك الحال في المنهج السوسيولوجي.
فقد أوضح بايفن فايلوبا أن التكنولوجيا ساهمت في تحديد أربعة مستويات للتحليل وهي: الجزئي والوسط والكلي وأخيراً العالمي (Global). وتعد تلك المستويات بمثابة موجه لتفسير علاقات الارتباط بين المتغيرات في الدراسة الميدانية، ويمكن استخدامها كل منفصل عن الآخر في علاقة النسق والمتغيرات الاجتماعية وغيرها، أو تتضافر جميعها في منظومة واحدة. مع الأخذ في الاعتبار أن يتم التحليل في ضوء الزمان والمكان، وجميعهم في ضوء الإطار التصوري.
ويربط الأنثروبولوجي بين تلك المستويات التحليلية، فعلى المستوى الميكروي درس: الفرد والجماعة العنصر المدروس ويربط ذلك بمستوى الوسط بناء المجتمع المحلي، وهذا فى إطار الماكرو المجتمع الأكبر الذي يحتويها جميعاً وأخيراً العالمي مجتمعات العالم الأخرى. وغالباً ما يسود التحليل الكيفي في كل المستويات خاصة الأول و الثاني. ويمكن الاستعانة بالأسلوب الإحصائي في كل المستويات أيضاً.
وخاصة في المستوى الثالث والرابع. وبغض النظر عن اتجاه التحليل، فالمهم الوصول إلى العمق في التناول باستخدام الأساليب الكيفية، والوصول إلى أكبر قدر من تعميمو تجريد النتائج باستخدام الإحصاءات، ويتوقف هذا بالطبع على طبيعة الموضوع وخصوصيته.