اقرأ في هذا المقال
- تقسيم الإمبراطورية الكارولنجية
- علاقات ألمانيا مع فرنسا في عهد أرنولف
- علاقات مع ألمانيا مع إيطاليا في عهد أرنولف
ظلَّت الإمبراطورية الكارولنجية التي أقامها شارلمان قوية طوال حياته، وعندما توفي في عام 814 ميلادي، بدأت عوامل الضعف تبيّن فيها نتيجة عوامل التقسيم، فقد تم تقسيم الإمبراطورية طبقاً لتقاليد الفرنجة، حيث تم تقسيمها بين أولاده.
تقسيم الإمبراطورية الكارولنجية:
في عام 817 ميلادي، قام لويس بتقسيم الدولة إلى ثلاثة ممالك، يحكمها أبنائه الثلاثة، وهم: “بيبن، لوثير، لويس”، ولكن تم تعديل هذا التقسيم بعد أن أتاه ابنه من زوجته الرابعة، وعرف اسم ابنه باسم شارل الأصلع، وقد قام الأبناء بالتمرد على أبيهم وترتب على ذلك صراع بين الأسرة وصل لدرجة الصراع المسلح، وقد تم إعادة تقسيم الإمبراطورية في عام 843 ميلادي، بموجب معاهدة فردان بعد وفاة بيبن في عام 834 ميلادي، ولويس التقى عام 840 ميلادي.
وبموجب هذه المعاهدة اختص لويس الأبن الأراضي المحصورة بين الألب والراين، وقام شارل بحكم الجزء الأكبر من فرنسا وولايات الحدود الإسبانية، وتم إعطاء لوثر إيطاليا و الأراضي المحصورة بين بين الرافدين شرقاً، والشلد والساؤون والرون غرباً، وقد كان لهذا التقسيم أهمية كبيرة؛ لأنه قام بوضع بداية لظهور بعض الدول، مثل فرنسا وألمانيا، وقد أدى هذا التقسيم وبعض العوامل الأخرى مثل الغارات الشمالية، أدت إلى انهيار الإمبراطورية وظهور الإقطاع.
وفي ظل النظام الإقطاعي ارتبط نظام الحكم والنظام الاجتماعي إلى ارتباط وثيق بملكية الأرض، وأصبح بذلك صاحب الأرض هو الحاكم والقاضي والقائد العسكري وجامع الضرائب، وقد ارتاح معظم الناس لهذا النظام، وأن يكونوا تحت رئاسة حاكم محلي يقوم بالدفاع عنهم، أفضل من تواجدهم تحت حكم ملك أو إمبراطور لا يقوى على حمايتهم، وقد كان هذا الحاكم المحلي مرتبط ارتباط رسمياً بالملك.
ويمكننا القول أن الإقطاع كان ضعيفاً عندما يكون الملك ضعيفاً، وتكون الملكية قوية إذا ما كان الإقطاع ضعيفاً؛ ممّا أدى ذلك إلى ظهور الإقطاع بعد الإمبراطورية الكارولنجية والملكية في ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، على أنقاض الإقطاع.
علاقات ألمانيا مع فرنسا في عهد أرنولف:
شهدت ألمانيا في عهد الملك أرنولف في عام 888 ميلادي، نشاطاً سياسياً وعسكرياً كبيراً، فتمكنت من التغلب على أعدائها في الشمال والشرق، عدا حصولها على نوع من الزعامة على بقية دول أوروبا الغربية، ففي عام 891 ميلادي، أغار النورمانديون على الأراضي الألمانية، إلا أن أرنولف قام هاجمهم بجيشه، وألحق بهم هزيمة ساحقة، حتى أنهم لم يستطيعوا بعدها التوغل داخل ألمانيا، بل اقتصر نشاطهم على مهاجمة السواحل الألمانية، فقامت القبائل السلافية “التشيل والمورافيون” الحدود الألمانية الشرقية، إلا أن آرنولف تمكن التصدي لهم واخضاعهم للسلطة.
وفي عام 888 ميلادي، نصب الأمراء الفرنسيون على العرش الفرنسي رجلاً قوياً من خارج الأسرة الكارولنجية الحاكمة، وهو الحاكم “أودو بن روبير” القوي، حيث كان شارل البسيط حينها في الثامنة من عمره، فاعترف الملك الألماني بهذا الملك الفرنسي الجديد، وبعد سنوات طالب شارل البسيط بحقه في العرش الفرنسي، فأيده في قريبه الألماني أرنولد في هذه الطلب، ومن ثم نشب الصراع المسلح بين أودو وشارل البسيط على العرش الفرنسي.
وفي عام 893 ميلادي، تدخل أرنولف في الصراع، وتم استدعاء الاثنين إلى البلاط لنصف بينهم، فحضر أودو وحده إلى البلاط الألماني، وقام أرنولف بيده لتثبيت سلطته في فرنسا، وبعد ذلك انشغل أرنولف بحملته الثانية على إيطاليا، ولم يهتم بالصراعات الداخلية في فرنسا، ومات أدوو في عام 898 ميلادي، وتولى بعدها شارل البسيط ملكاً على فرنسا.
علاقات مع ألمانيا مع إيطاليا في عهد أرنولف:
كان أرنولف منذ الصغر يحلم بأن يكون إمبراطوراً، ولم يمنعه ذلك من أن يزج نفسه في الصراع السياسي الذي كان يدور بين الأمراء الإيطاليين، ففي عام 894 ميلادي، استدعى البابا فورموزا الملك الألماني أرنولف للتدخل في إيطاليا، وقام أرنولف بحملة عسكرية، احتل فيها المدن الإيطالية الشمالية، إلا أنه ما لبث من رجع إلى ألمانيا بسبب الصعوبات التي واجهته، وفي عام 895 ميلادي، عاد آرنولف هو وجيشه إلى إيطاليا، ودخل روما فقام البابا فورموز بتتويجه إمبراطوراً على إيطاليا، إلا أن سلطة أرنولف في إيطاليا كانت ضعيفة.
حيث أن المعارضة والمقاومة لم تتوقف إلى جانبه وبقيت تقاتل فيه، وحاول أرنولف وقتها القضاء على بعض المعادين له في إيطاليا، إلا أنه حينها قد أصيب بالشلل ونقل على أثرها إلى ألمانيا، لتلقي العلاج، كما عمل على إجلاء جيوشه من إيطاليا دون أن يحصل على مشروعه التوسعي.