الأجيال الجديدة والتغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


قد تتعارض القيم والاتجاهات والمفاهيم الجديدة مع بعض العناصر الثقافية السائدة، يتم عرض دور التعليم بوضوح من خلال المناهج في القيم والمفاهيم والسلوكيات والأعراف الاجتماعية وأهميتها للأفراد والمجتمع وطرق ووسائل التعليم في فترات التغير الاجتماعي السريع يساهم في بناء النظام الاجتماعي الجديد كما تعمل على الحفاظ على القيم المهمة للمجتمع وتراثه الثقافي والحفاظ على هوية المجتمع وفكره.

الأجيال الجديدة والتغير الاجتماعي:

لقد شهدت المجتمعات العديد من التغييرات في مختلف المجالات، وما نتج عنها من تحديات للمجتمع ومختلف الأفراد والمؤسسات، نجد أن للتربية الاجتماعية الدور الأكبر من حيث متابعة التغير الاجتماعي وتوجيه التغير ومساعدة الناس وإعدادهم لفهمه وقبوله والتكيف معه والاستفادة منه، ومن الواضح أن لكل مجتمع معاييره واتجاهاته ومفاهيمه الثقافية التي تختلف عن المجتمعات الأخرى.

قد تتعارض القيم والاتجاهات والمفاهيم الجديدة مع بعض العناصر الثقافية السائدة وهنا يظهر دور التعليم بوضوح في هذه القيم والمفاهيم والسلوكيات والأعراف الاجتماعية وأهميتها للإنسان والمجتمع من خلال المناهج والأساليب والتعليم ودورها الواضح في حدوث التغير الاجتماعي.

علم الاجتماع التربوي أو علم اجتماع التعليم هو أحد فروع علم الاجتماع العام الذي يمنح العلم الأبحاث والدراسات لمعرفة دوافع الطبيعة الاجتماعية لفهم هذه الطبيعة ووصفها والتنبؤ بها والتحكم فيها للاستفادة منها لتحقيق الأهداف المرجوة وحدوث التغيرات الاجتماعية والتربوية.

يعتقد إميل دور كايم رائد علم الاجتماع الحديث أن التعليم يقوم على التنشئة الاجتماعية المنهجية التي مرت بها الأجيال السابقة أو الكبار على الجيل الصاعد الذي لم ينضج بعد لمواجهة تحديات المجتمع من خلال تطوير الفسيولوجية الفكرية والتفاعل الأخلاقي للطفل الذي تتطلبه البيئة الثقافية والبيئة الاجتماعية السياسية والخاصة العامة.

تعتبر الاستمرارية الثقافية مع الحفاظ على التراث الثقافي أساس استقرار المجتمع وتقدمه وهذه الاستمرارية ترتكز على كاهل التربية الاجتماعية لذلك يسعى التعليم إلى التخلص مما يتعارض مع تحقيق الأهداف التربوية واستبدالها بقيم وعادات واتجاهات جديدة لتحقيق فائدة عملية وفاعلة.

التغيرات الاجتماعية والثقافية السريعة التي أدت إلى التغيير والتحديث في العديد من البلدان النامية يمكن أن ينطبق هذا على العديد من الدول في المجتمعات النامية، ساعد التواصل بين المجتمعات على تعزيز وتسريع انتشار الثقافات المختلفة والانفتاح على العالم الخارجي، وبالتالي حدث التبادل الثقافي وهذا يؤدي إلى رغبة الدول في التحديث ومواكبة العصر حتى انتشار عناصر ثقافية جديدة لم تكن معروفة من قبل في المجتمعات.

دور التعليم في حدوث التغير الاجتماعي وتأثيره على الأجيال الجديدة:

يحدث التغير على جميع المستويات بحيث يتغير نمط الحياة في هذه المجتمعات في أنظمة ومراحل التعليم  في مكانة المرأة وفي وضعها الاجتماعي وفي طبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية، أن المجتمعات التي تتعرض لمثل هذا التغير السريع تختلف باختلافها في اتجاهها ومن حيث قبولها للتغير والتكيف معه والعمل على إحداثه، بحيث ينقسم الناس بين مؤيد ومعارض من العناصر الثقافية الجديدة من الاختراعات والأفكار والقيم والاتجاهات والمعرفة والعادات، ويحاول المؤيد قبول الجديد والتكيف معه وتحاول المعارضة إبقاء كل شيء قديمًا وترفض استخدام العديد من المقاييس والمفاهيم والأساليب والقيم الجديدة.

دور التعليم في توجيه التغير الاجتماعي ومساعدة الناس وإعدادهم لفهمهم وقبولهم وتكييفه وتغييره في استخدامه  وتوضيح التناقض بين العوامل الثقافية الجديدة، وعن بعض عناصر الثقافة السائدة يدعو التعليم إلى المرونة والتفكير العلمي لقبول عناصر ثقافية جديدة وتوجيه الفرد لأهمية دوره في استغلالها الإيجابي مما يسمح للمجتمع بمواكبة المستجدات واستغلالها في التنمية الفردية والتقدم وتعزيز مكانته الاجتماعية والثقافية.

عادةً ما يصاحب التغير الاجتماعي السريع بعض المشكلات الاجتماعية وأهمها الصراع الثقافي والاجتماعي لذا فإن دور التعليم هو تثقيف الناس لحل العديد من المشكلات الاجتماعية وكيفية التغلب عليها، كما أن التغير الذي يحدث في أي عنصر ثقافي واجتماعي يجب أن ينعكس في بعض العناصر الثقافية أو النظم الاجتماعية ذات الصلة بحيث إذا لم يحدث التغير بنفس المعدل فقد يتسبب في ما يعرف بالتخلف الثقافي.

يساهم التعليم في فترات التغير الاجتماعي السريع في بناء نظام اجتماعي حديث فضلاً عن المحفاظة على القيم المجتمعية الهامة والتراث الثقافي والحفاظ على هوية وأفكار المجتمع في الوقت نفسه يساعد الناس على قبول التغيرات المهمة والأساسية والتكيف معها، وتدريبهم ليصبحوا أداة تغيير فعالة في المجتمع، كما يساهم التعليم في تحقيق التغير الاجتماعي من خلال المؤسسات التعليمية، بحيث تلعب هذه المؤسسات دورًا رئيسيًا في هذا الصدد ومن أهم هذه المؤسسات “الأسرة”.


شارك المقالة: