الأسس الاجتماعية والنفسية للتغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


أصبح التغير الاجتماعي من الأمور والظواهر الثابتة التي لا تحتاج إلى أدلة كثيرة لإثباتها؛ لأنها ظاهرة يلاحظها الباحث المتخصص والشخص العادي إذا قام بفحص أوضاع المجتمعات من حوله ومع ذلك، فإن معرفة الأسس التي تحدث عليها هذه التغيرات في نفسية الإنسان وفي المجتمعات البشرية لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض والمهتمون بدراسات التغير الاجتماعي يتمتعون بجانب من الغموض الكلي أو الجزئي.

الأسس النفسية والاجتماعية للتغير الاجتماعي:

ترجع أسباب الاختلاف إلى الاختلاف المنهجي في الدراسة إذا كانت نقاط البداية مختلفة، فليس من المستغرب أن تكون النتائج مختلفة إذا كان هناك علماء ينطلقون من البديهيات التي ترى القيم الاجتماعية تأتي من الإنسان، فإن وجهة نظره ستكون مختلفة كثيرًا أو أقل عن الرأي الآخر الذي يرى المجتمع باعتباره منتجًا لهذه القيم، وسيكون الاثنان مختلفين عن في الرأي على الرغم من هذا الاختلاف، إلا أن هناك أهمية مهمة بين الباحثين لكن الجميع تقريبًا يفهم أهمية النفس البشرية وتأثيرها على التغير الاجتماعي والاستقرار، وكذلك الواقع الاجتماعي ومستوى التماسك بين أفراد المجتمع نفسه.

لذلك يتم إدراك أن الأسس النفسية للتغير الاجتماعي هي موضوع بحث لطلبة التغيير، وتوصلوا إلى نتائج تثبت الأهمية الكبيرة التي تحققها هذه الأسس للباحثين، المعلومات التي هي أساس الأفكار التي يدركها الفرد وتخضع لعملية (الإدراك) في المراحل المختلفة التي تمر بها إلى الظروف النفسية للفرد والظروف الاجتماعية التي لها تأثير كبير على إدراك و الإدراك هو المراحل اللاحقة من تكوين المعرفة.

يقوم عقل الإنسان بتخزين المعلومات الجديدة لدعم وتأكيد المعلومات والمعتقدات التي تم تخزينها بالفعل أو إضافتها إليها، ومن ناحية أخرى قد يغير العقل المعتقدات والآراء المخزنة مسبقًا على أساس على المعلومات الجديدة هذه هي العملية التي يقوم بها العقل البشري لتكوين ودعم وتصحيح المعلومات حول الأشياء أو الأشخاص والمواقف وتخزينها في الذاكرة لاستخدامها عند الحاجة إليها في المواقف المستقبلية.

الإدراك عملية عقلية تخضع لتغير العناصر النفسية التي تؤثر على مستوى الأفراد، سواء كان الفرد في طور التواصل الذاتي أو التواصل مع الآخرين، وسواء كان في دور المرسل أو المستلم (والعوامل النفسية) هي متغيرات وعوامل نفسية مهمة وتؤثر على الاستجابة لعملية الاتصال وبالتالي على السلوك الفرد، وهذه العوامل مرتبطة بنمط الحياة والتي تنمو من خلال عضوية المجموعة والخلفيات الثقافية للأفراد وأنواع ومستويات التعليم.

هذه العوامل وإن لم تكن من بين مكونات علم النفس الفردي إلا أنها جزء من البيئة التي تؤثر على الفرد ومدى استجابته للمثير والإدراك اللاحق والتأثير، وجد علماء النفس أن عملية الإدراك ليست هي العملية من تحويل المنبهات إلى محتويات ذهنية متطابقة تمامًا، وذلك لأن الرسالة التي تم استلامها مرتبطة برسائل أخرى مماثلة تم استلامها في الماضي وبالرسائل ومواد أخرى تتعلق بالشيء أو الشخص أو الموقف.

نتيجة لذلك قد يهمل الفرد أو يركز على بعض أجواء الرسالة دون غيرها، وكذلك عملية ربط المعلومات الجديدة ووضعها في تنسيقات معينة، ومن ثم قد تكون الرسالة التي يتلقاها الشخص في النهاية مختلفة تمامًا عن الرسالة التي تعرض لها شخص آخر، للفرد في وعيه بمحفزات مختلفة، وهذا فقط بسبب الاختلاف في البنية النفسية بين شخص وآخر وبنفس الاختلاف النفسي بين الأفراد ، فإن المسؤولية الشخصية في الإسلام تقوم على أساس أن الفرد مسؤول عن فسادهأو إصلاح نفسه، أنّ الفرد مسؤول عن صلاح نفسه وفسادها بل إنّ الخير والشر في مستقبله مرتبط بإصلاح نفسه أو إهمالها وتركها.

النتائج التي وصل لها التغير الاجتماعي:

ومن خلال تقديم المفاهيم وجوهر ماهية التغير الاجتماعي والنظريات لتفسيره، لفت المفكرون وعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا الانتباه إلى ظاهرة التغير الاجتماعي منذ العصور القديمة، تتغير الشركات بطبيعتها وأن سرعة التغير الاجتماعي تعتمد على عملية تطور المجتمع لأن لكل مجتمع ظروفه الخاصة التي يتبنى بموجبها عملية التغيير الاجتماعي.

إن النظريات والاتجاهات التقليدية للتغير الاجتماعي، والتي ركز باحثوها على عامل واحد في عملية التغير الاجتماعي، لأنهم نظروا إلى التغير الاجتماعي بشكل عام ورأي واحد في جميع المجتمعات دون أهمية اختلاف الزمان والمكان، النظريات هي اتجاهات التقدم ، الاتجاه التصاعدي، اتجاهات الدورة الاجتماعية، واتجاه التنمية الاجتماعية وأن النظريات القديمة والكلاسيكية أو اتجاهات التغيير الاجتماعي تشكل مرجعية علمية للفكر الاجتماعي، حيث ترى النظريات المعاصرة أنها تعتمد على عامل الزمن؛ لأن النظريات تعتمد على بعضها البعض ووفقًا لعصورها القديمة، وعلى النظريات السابقة كإطار منهجي.


شارك المقالة: