الأسس العلمية لبرنامج رعاية الموهوبين والمتفوقين داخل المدرسة:
يحتوي البرنامج على ثلاث نظريات علمية أساسية تبين فلسفته وتوضيح أهدافه، بالإضافة إلى طريقة اختيار المشاركين فيه وتبين طرق أخذ الخبرات التربوية، ويشترط على كل مطبق لهذا النموذج أن يكون له نظرة وخبرة بهذه النظريات وعلى معرفة بها، وفهم كبير لمغزى وفلسفة كل النشاطات المحركة للخبرات التربوية في النموذج؛ لأن ذلك يساهم في الانطلاق لتنفيذ البرنامج بالإضافة لتحقيق أهدافه والالتزام بتفصيلاته الدقيقة والتي لا تتناسب مع البيئة المنفذ فيها.
بالإضافة الى إعطائه قدر كافي من المرونة للتحرك حسب المتغيرات والمستجدات، التي قد تحصل خلال التنفيذ، ومن أهم ما تتكون منه كل نظرية من هذه النظريات التوضيح وفهم البرنامج وأهدافه.
1- النظرية البنائية:
تعتبر هذه النظرية هي النظرية الأولى التي يتبناها النموذج، وتكون الإطار والاتجاهات التربوية المتنوعة وفي بنية الأنشطة التربوية في البرامج المتنوعة التي تقدم للفرد، كما ترسم صيغة التفاعل التي تتواجد بين مختلف المشاركين سواء كانوا معلمين أو طلاب أو إداريين ومعرفة العلاقة بينهم.
وتعمل هذه النظرية على فكرة مهمة هي أن المتعلم يكون المعرفة عن طريق خبراته السابقة الشخصية، وكذلك الاجتماعية وليس مجرد اكتسابها، كما وأن لكل شخص من الطلاب والمتعلمين طريقة فهمه الخاصة به للخبرة التعليمية التي يتعرض لها، وتبين هذه النظرية أن طرق التلقين الدراسي في الفترات لا تحقق الأهداف التعليمية، لذلك يجب تجاوزها إلى تعليم.
ويعطي للطلاب الفرصة حتى يقوموا بصنع المعلومة بطريقتهم الخاصة، عن طريق تفاعل نشط يكون ما بين معلوماتهم أو قناعاتهم السابقة وبين المعلومات الجديدة، ويشترط بذلك أن يكون التعليم والتعلم متمركزة حول الفرد أو الشخص المتعلم نفسه، يساهم هو في صنعه ويكون المعلم هنا ليس المسيطر على العملية التربوية والتعليمية إنما الموجه لها.
ونتيجة لذلك تبين هذه النظرية مكونات البرنامج المقترح إلى نتيجتين مهمات جداً هما، أن الفرد الموهوب داخل البرنامج الإثرائي الذي يتعامل ويتفاعل مع المعلومات والبيانات بشكل مباشرة، وهو المسؤول عن الدور الرئيسي خلال عملية التعلم، والطالب الموهوب خلال البرنامج يقوم بصنع وبناء مفاهيمه الخاصة عن آلية التفاعل مع الخبرات التي يتم تقديمها له أي فرص الإبداع.
2- نظرية الحلقات الثلاث:
وأكثر ما يميز هذه النظرية امكانياتها على تمييز الطلبة الموهوبين، مما يعمل على الكشف عن القدرة واختيار البرنامج الفاعلة التي يتوجب تقديمها للطالب، وتفترض هذه النظرية أن السلوك الذي يتصف بالموهبة هو ناتج عن توافر ثلاث خصائص لدى الطالب هي قدرات عقلية تعد أعلى من المتوسط في مجال معين، ومستوى مرتفع من الإبداع، ومستوى مرتفع من الإصرار بالإضافة إلى الالتزام لأداء عمل معين.
وهذا التوقع لطبيعة الموهبة يحولها من كونها مجرد صفة يتميز بها الشخص، إلى كونها سلوك يحتاج إلى الكثير رعاية واهتمام حتى نتمكن من تنميته بصورة صحيحة إلى أكبر درجة ممكنة، وهذا الفهم لطبيعة الموهبة يعتبر له أثر كبير في وضع هذا البرنامج ومحتواه من جانبين طرق اختيار الموهوبين للبرنامج لم تتوقف على معرفة قدراتهم العقلية العالية فقط وإنما معرفة مؤشرات الدافعية العالية والإمكانات الإبداعية باعتبارها محكات ضرورية في تمييز الطلاب الموهوبين حتى يتمكنوا من الانضمام للبرنامج.
اختيار النشاطات التي سيتم تقديمها للطلاب في البرنامج بحيث تشكل تحدي كبير لقدراتهم العقلية، وإعطاء فرصة بالمراقبة المستمرة لدوافعهم الداخلية والاهتمام بتنميتها بطرق متعددة وغير مباشرة.
3- النظرية الثلاثية:
ويتوجب هذه النظرية أن يكون لدى الفرد الموهوب ثلاث قدرات على مستوى مرتفع، حتى يمكن أن يقال عنه موهوبة هذه القدرات هي الذكاء المنطقي أو التحليلي الإبداع الذكاء التطبيقي، وتفترض النظرية أن الذكاء يمكن تطويره عن طريق إتاحة الفرصة لتطوير القدرات الثلاث المشار إليها لدى الفرد الموهوب.
ويعتبر هذا الفهم لطبيعة الموهبة كان له أثره في تكوين التنظيم الحركي داخل النماذج المقترح، وذلك عن طريق ما يلي: لا يتم التدريب على مهارات التفكير بصورة منفصلة عن حياة الطالب الاجتماعية إنما يتوجب علينا مراعاة خبرات الطلاب السابقة ومعرفة دوره الفعال في التعلم.
واختيار موضوعات الوحدات الإثرائية في البرنامج، واختلاف طرق التعامل مع المواقف والمشكلات داخل النموذج يعطي الفرصة لاقتراح حلول وتصورات جديدة أي إبداع، وأنشطة البرامج تشجع وبشكل كبير الفرد ذو الموهبة على إظهار طرقهم الخاصة في التعامل مع المواقف والمتنوعة وتعليمهم أساليب جديدة.