اقرأ في هذا المقال
خلال فترة ما قبل الإسلام، كان الأمويون أو “بني أمية” من القبائل الرائدة في قبيلة قريش في مكة، وبحلول نهاية القرن السادس سيّطر الأمويون على الشبكات التجاريّة المُزدهرة بشكل مُتزايد في قريش مع سوريا، وطوروا تحالفات اقتصاديّة وعسكريّة مع القبائل العربيّة البدويّة التي كانت تسيطر على مساحات الصحراء الشماليّة والوسطى العربيّة، ممّا منح العشيرة درجة من القوة السياسيّة في المنطقة.
كان الأمويّون بقيادة أبو سفيان بن حرب القادة الرئيسيين للمُعارضة المكيّة للنبي الإسلامي محمد عليه السلام، ولكن بعد أن فتح سيدنا محمد علية الصلاة والسلام على مكة عام 630، اعتنق أبو سفيان وقريش الإسلام.
من أجل التوفيق بين رجال قبيلة قريش ذوي النفوذ، أعطى محمد عليه السلام خصومه السابقين، بما في ذلك أبو سفيان، حصة في النظام الجديد انتقل أبو سفيان والأمويون إلى المدينة المنورة، المركز السياسي الإسلامي، للحفاظ على نفوذهم السياسي الجديد في المجتمع المسلم الناشئ.
ترك موت محمد عليه السلام عام (632م) الباب مفتوحا لخلافة قيادة الجالية المسلمة ناقش قادة الأنصار، أهل المدينة الذين قدموا لمحمد عليه السلام ملاذاً آمناً بعد هجرته من مكة عام (622)، إعادة توجيه مرشحهم خوفاً من أنّ المهاجرون، أتباع محمد الأوائل وزملائهم المهاجرين من مكة، سيتحالفون مع إخوانهم من القبائل من النخبة القريشية السابقة ويسيطروا على الدولة الإسلامية.
أعطى المهاجرون الولاء لواحد منهم، رفيق سيدنا محمد، أبو بكر الصديق، ووضع حدًا للمداولات الأنصاريّة وقد اعتبر النخبة من الأنصار والقريش أبو بكر مقبولاً، واعترف به خليفة للمسلمين
أظهر صالحًا للأمويين من خلال منحهم أدوارًا قياديّة في الفتح الإسلامي لسوريا كان أحد المعينين يزيد، نجل أبو سفيان، الذي امتلك ممتلكات وحافظ على شبكات تجاريّة في سوريا.
خليفة أبو بكر عمر بن الخطاب (حكم 634-644م) قلل من تأثيرالقبائل القريشيّة في أمور الحكم وقيادة الجيش، لصالح مؤيدي سيدنا محمد علية الصلاة والسلام الأوائل (المهاجرين والأنصار).
عندما توفي والي بلاد الشام أبو عبيدة بن الجراح عام (639)، عيّن يزيد بن أبي سفيان واليًا بعده، مات يزيد بعد فترة وجيزة وعيّن عمر بن الخطاب شقيقه معاوية بن أبي سفيان في مكانه.
كانت معاملة عمر بن الخطاب استثنائية لأبناء أبو سفيان نابعة من احترامه للعائلة، وتحالفها المزدهر مع قبيلة بني كلب وقوتها، مات أبو عبيده ويزيد بوباء أمواس، وأصبح معاوية بن أبي سفيان واليًا على سوريا، وقد نظم وسيطر على النظام الداخلي والخارجي فيها، وكانت مستقرة