الأناضول قبل قيام الدولة العثمانية:
في بداية القرن الثالث عشر، تمّ تقسيم الأناضول بين دولتين قويتين نسبيًا: الإمبراطوريّة البيزنطيّة في الغرب وسلاجقة الأناضول في الهضبة الوسطى.
تمّ تعطيل التوازن بينهما بسبب الغزو المغولي وفتح السلاجقة في أعقاب معركة كوس داغ في عام (1243)، واستعادة القسطنطينية من قبل سلالة باليولوج البيزنطية في عام (1261)، مما أدى إلى تحويل الاهتمام البيزنطي بعيدًا عن حدود الأناضول.
دفع الضغط المغولي القبائل التركيّة البدوية للهجرة غربًا، إلى الأراضي البيزنطيّة التي لا تتمتع بحماية جيدة، منذ ستينيات القرن الثاني عشر فصاعدًا، بدأت الأناضول في الانزلاق بشكل متزايد من السيطرة البيزنطيّة، حيث تمّ إنشاء بيليك الأناضول الأتراك في كل من الأراضي البيزنطيّة سابقًا وفي أراضي السلطنة السلجوقيّة المنقسمة.
وهكذا كانت السلطة السياسيّة في غرب الأناضول مجزأة للغاية بحلول نهاية القرن الثالث عشر، ومنقسمة بين حكام محليين، ومجموعات قبليّة، وشخصيات مُقدّسة، وأمراء حرب، مع وجود السلطة البيزنطيّة والسلجوقيّة على الدوام ولكنها تضعف بسرعة.
حسب الروايات التاريخيّة أدى تفكك السلطة إلى وصف الكيانات السياسيّة في الأناضول في القرنين الثالث عشر والرابع عشر بأنها طوائف، أو “الملوك الصغار”، مقارنة بتاريخ إسبانيا الإسلامية في العصور الوسطى المتأخرة، كانت قوة هذه الجماعات تعتمد إلى حد كبير على قدرتها على جذب القوى البشريّة العسكريّة.
كان غرب الأناضول في ذلك الوقت مرتعًا لنشاط الإغارة ، حيث قام المحاربون بتحويل ولائهم متى شاءوا لأي زعيم يبدو أنه الأكثر قدرة وقوة على تزويدهم بالثروة والمجد.