من المعروف أن الثقافة تختلف من مكان لآخر، وحيث يوجد بشر فأنه يوجد ثقافات عامة وخاصة بهؤلاء البشر. حيث نلاحظ أن العادات والتقاليد والأعراف عند دولة معينة تختلف عنها عند دولة آخرى، وقد تختلف أيضاً هذه العادات والأعراف عند مجتمع معين عن المجتمعات الثانية الموجودة داحل نفس الدولة. وهذا يظهر مدى تنوع أشكال الثقافات والحضارات حول العالم.
الأنثروبولوجيا تبدأ حيث ينتهي علم الإثنولوجيا:
يمكننا القول بأن الأنثروبولوجيا تبدأ حيث ينتهي علم الإثنولوجيا. حيث يركز عالم الإثنولوجيا على دراسة وتفسير الحضارات المتنوعة أين ما وجدت، مثل القارات الواسعة أو في المناطق الصحراوية وفي الغابات الأفريقية، وفي المدن ذات الكثافة السكانية كأوروبا وأفريقيا. ولذلك يهدف الجانب المهم من عمل العالم الإثنولوجي على شرح الصفات الثقافية للمجموعات الإنسانية المتنوعة.
ولأن معلوماتنا قليلة عما يُعرف بمصطلح الشعوب القديمة النائية الموجودة في العالم، نرى العالم الإثنولوجي يضع حيزاً كبيراً من وقته من أجل دراسة ثقافات تلك الشعوب القديمة ذات المستوى الحضاري والثقافي المتخلف بصورة نسبية. ولكننا لا يجوز لهذا السبب أن نعطي مفهوم الإثنولوجيا على أنها دراسة للحضارات والثقافات النائية والبعيدة. فيوجد عدد كبير من الدراسات الإثنولوجية التي تدرس المدن والقارات الريفية كالمكسيك واليابان، فابختصار يركز الإثنولوجي بالثقافة بوصفها ظاهرة مهمة للإنسان في كل المناطق، وليس بثقافات شعب معين أو مجموعة من الشعوب.
ومن الواضح أن الثقافات الإنسانية تختلف من قارة لآخرى، كما تختلف تماماً من عصور إلى عصور آخرى. حيث يوجد في كل مكان من العالم ويسكن فيها البشر ثقافات بارزة وخاصة بها، إذ نلاحظ أن أخلاقيات السلوك والتقاليد المأخوذة بعين الاعتبار عند شعب جزيرة البحر الجنوبية تختلف بشكل كبير وملحوظ عن تقاليد سكان أفريقيا، أو جزيرة البحر الشمالية أو أوروبا مثلاً.
البحوث الأركولوجية والأنثروبولوجيا:
لا تساعد البحوث الأركولوجية على إعادة صياغة الماضي فقط. بل تساعدنا أيضاً بأنها تعطينا الكثير من طرق فهم الوسائل التي تطورت عن طريقها الثقافات والحضارات البشرية، وتساعدنا مجموعة المعلومات التي يمدنا بها العالم الأركيولوجي وذلك إذا استطاع الربط بينها وبين مجموعة المعلومات التي تمدنا فيها العلوم الاجتماعية المختلفة، ولا سيما علم الإثنولوجيا وعلم اللغويات، على فهم الظواهر المتنوعة المنظمة التي تؤدي إلى نمو وتطور الثقافة.