الأنثروبولوجيا وعلاقتها بعلم الأحياء

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم الأحياء فرع من علم الإنسان المختص بدراسة الكائنات الحية من وحيد الخلية الأبسط تركيباً، وحتى كثير الخلايا والأكثر تعقيداً، وبدراسة آليات تطوره البيولوجي.

مفهوم علم الأحياء وارتباطه بالعلوم الطبيعية:

علم الأحياء: علم الأحياء أو علم البيولوجيا هو جزء من العلوم الطبيعية، والتي تركزعلى دراسة كل ما لهُ علاقة بالكائنات الحية، بكل ما تتضمنه من مراحل نمو وتطور هذه المراحل ودراسة تصنيفاتها.
 

ويرتبط علم الأحياء بالعلوم الطبيعية، ولا سيما علم وظائف الأعضاء والتشريح وحياة الكائن الحي. وتسهم في ذلك، نظرية التطور التي تركز على فكرة بأن أجسام أجناس الكائنات الحية وأنواعها ووظائف أعضائها، تتغير باستمرار ما دامت هذه الكائنات الحية تتكاثر وتنتج أجيالاً جديدة، قد تكون أرقى من الأجيال السابقة، كما هي الحال عند الإنسان.

كما تركز هذه النظرية على أن الإنسان نشأ كائناً حياً بخلية واحدة، تكاثر في إطار بيئي معين، إلى أن انتهى إلى ما هو عليه الآن من التطور العقلي والنفسي والاجتماعي. وهذا ما دلّت عليه بقايا عظام الكائنات الحية المكتشفة في الحفريات الأثرية.

فالأنثروبولوجيا من الناحية النظرية، نجدها قريبة جداً من البيولوجيا، فكل منها يركز بدراسته على عملية إعادة إنتاج الحياة، وكلاهما يعتمد على نموذج نظري للتنوع، تنوع جيني وتنوع اجتماعي.

ماذا يُدرس في علم الأحياء؟

يركز علم الأحياء اهتمامه بدراسة الكائنات الحية، حيث أن تلك الكائنات لا تزال على قيد الحياة بفضل أساليب الاستهلاك وإمكانية الاستفادة منها وتحويلها لطاقة، فتركز الكيمياء الحيوية في دراستها على العمليات الكيميائية التي لها صلة وثيقة بالكائنات الحية، كما يركز علم الأحياء الخلوي بدراسة كل ما يخص الخلية كوحدة بناء، أما علم الأحياء التطوري يهتم في مضمونه بدراسة العمليات الحيوية التي ساعدت على تنوع الحياة، وغيرها من الفروع الأخرى مثل الأحياء الجزئية وكذلك علم النباتات.

ما هي علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء؟

تتمحور علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الأحياء من خلال تحليل نظرية التطور لكارلوس سافيدرا ونظرية النشوء والارتقاء لدارون رائد علم الأحياء.

نظرية التطور لكارلوس سافيدرا: تركز نظرية التطور على الناحية المنطقية والمنهجية، بشكل توالي أو بشكل نموذج، يتحرك من الثبات إلى التغير. فبنوا الإنسان من أصل واحد، سواء أكان التطور بالتعبير التطوري أو بتركيب الحمض النووي أو بالتعبير التزامني. ولكن هناك أيضاً تشوهات وتغيرات مختلفة الأشكال، بنيوية وتركيبية بالمصطلح الأنثروبولوجي. ويحظى تحليل نظرية التطور بدورين أساسيين دور حيوي هو التنوع الجيني في علم (البيولوجيا) والتنوع الاجتماعي في (الأنثروبولوجيا)، فالتنوع أمر أساسي لما تسميه البيولوجيا “الفاعلية البيولوجية ” وهي القدرة على مواصلة الحياة، واختلاف الذرية. والأمر ذاته نجده في الأنثروبولوجيا فيما يُطلق عليه إشباع الحاجات الأساسية.

نظرية النشـوء والارتقاء لدارون رائد علم الأحياء: يركز دارون رائد علم الأحياء، في نظرية (النشـوء والارتقاء) على حياة الإنسان، وتنوع أشكالها ومظاهرها وتلاؤمها مع الظروف البيئية. والتي قدم لها تفسيراً منهجياً معقولاً، يتلخّص في الأمور التالية:

١- إن عمليات الحياة المتتالية بمعطياتها وكافة ظروفها، تنتج كائنات حية مختلفة عن أصولها. وهذا يعني أن أنواع هذه الكائنات لا تتكرر هي ذاتها من خلال التكاثر، بل تتنوع في أشكالها ومظاهرها.

٢- إن معظم الخصائص التي تستمدها بعض الكائنات الحية، تمكنها من البقاء أكثر من بعضها الآخر، حيث تستطيع هذه الكائنات الحية الـتلاؤم مع الظروف البيئية الخاصة التي تحيط بها.

٣- إن الكائنات الحية الجديدة، الأكثر قدرة ورقياً، تكتسب عوامل التكاثر والاستمرار على قيد الحياة، لفترة أطول مقارنةً ببعض الكائنات الضعيفة الأخرى، التي تتعرض للانقراض السريع.

٤- إن بعض الصفات البيولوجية (الصفات المهلكة) عند بعض أنواع الكائنات الحية تؤدي إلى موتها بشكل سريع، وأحياناً مباشرة، خاصةً إذا لم تكن هذه الخصائص تدفعها للتكيف مع الظروف البيئية المختلفة. وهذا ما يؤثّر سلباً في نسل هذه الكائنات من حيث البنية والمقاومة.

وبناءً على هذه المبادىء التي جاء بها دارون في أصل الكائنات الحية وطريقة تطورها، ووصولاً إلى وضعه الحالي، اكتشف العلماء قـوانين الوراثة وما يتبعها من الجينات (الخلايا) التي تحمل صفات الكائن الحي، وتنقلها من الآباء إلى الأبناء، عبر التلقيح والتكاثر. وهذا ما جعل علماء الأنثروبولوجيا يعتقدون بأن الجنس البشري مر بمراحل تطورية مختلفة، حتى وصل إلى الإنسان (الحيوان الناطق والعاقل).

ومهما كان الأمر، فإن الحوار ما زال مفتوحاً حول أهمية دور الأنثروبولوجيا في الدراسات الخاصة بتطور الكائن الحي، هذا التطور الذي يحلل الإطار التاريخي، ولكن بطبيعة بيولوجية، لذلك لا بد من دراستها لمعرفة مبادئها ومظاهر تغيرها.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا،2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية،2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: