منذ الأزل يشكل الإنسان لغزاً كونياً يدور حول تكونه ونموه وتطوره، وكيف عاش منذ القدم إلى العصور الوسطى وحتى وصوله إلى المستقبل، وما التنبؤ لما سيحدث معه لاحقاً، وهنا بحث الإنسان لمعرفة ما دوره في هذا الكون، وموقعه بين الكائنات الحية.
ما المقصود بعلم الفلسفة؟
انطلق مفهوم الفلسفة في الحياة لفهم الوقائع والمعالم والظواهر المختلفة، ودراسة المجتمعات البشرية وكل ما يتعلق بها من نواحي اجتماعية ونفسية وثقافية. فكلمةالفلسفة هي: كلمة يونانية تتألف من جزئين يعنيان معاً (حب الحكمة). أما علم الفلسفة: فهو العلم الذي يهتم بدراسة التأمل القائم على حياة الأفراد، والتحليل والتفكير في مجريات حياته، والمشكلات اليومية للناس. وللفلسفة أنواع عدة منها:
- المنطق.
- نظرية المعرفة.
- ما وراء الطبيعة.
- علم القيم.
- الفلسفة الاجتماعية والسياسية.
- الكماليات (الجماليات).
ما علاقة الأنثروبولوجيا بعلم الفلسفة؟
يعتمد نجاح الشخص أو فشله في أمور حياته على العامل النفسي لديه، وتفكيره الصحيح، وطريقة تخطيطه للأمور. فللعقل دور كبير في تنفيذ مخططاته الشخصية، فهو المحرك الرئيسي له، لذلك عند القيام بأي من الأعمال لا بد من استخدام الحكمة في تصرفاتنا.
فيرتبط علم الأنثروبولوجيا بعلم الفلسفة ارتباطاً واسعاً، فهما لا ينفصلان عن بعضهما، حيث أن دراسة حياة الإنسان والبحث فيها وتطوراتها وما ستؤول إليه والتنبؤ بالمستقبل هو النظرة الشاملة لهما، وهو ما تدرسه الفلسفة، حيث تدرس طبيعة وحقيقة الموجودات في الكون، كما أن الفلسفة تقوم على تحليل وتفكيك الموضوع للوصول إلى جميع التفاصيل والحقائق، وكذلك الأنثروبولوجيا تقوم بتحليل وفهم سلوك البشر والهدف من وجوده، وأصل تاريخه. وإذا نظرنا إلى مفهوم الإنسان فإنه يُعد نقطة ركيزة أساسية يتمثل فيها كخطاب فلسفي، مما قد يجعل مفهومه أشمل لفعالياته في الحياة الكونية.
وقد أصبحت الأنثروبولوجيا أحد علوم الفلسفة الرئيسية، حيث تقوم على تعزيز مكانة الإنسان في هذا الكون، وقد درست جميع المواضيع الشاملة لحياة الإنسان، وما يستطيع القيام به في هذا العالم وما يمكن أن يفعله في المستقبل، كما أنها شملت جميع إنجازاته ولغاته ودينه ومخاوفه والتحديات التي يمكن أن تظهر أمامه، فلا يمكننا أن نفصل بين هذان العلمان لما بينهما من أوجه اشتراك تجمعهما معاً.