الأندلس بعد الفتح الأموي

اقرأ في هذا المقال


الأندلس بعد الفتح الأموي:

بعد فتح الأمويون للأندلس، ضمن المسلمون حرية المسيحيين واليهود مقابل دفعهم الجزية الإسلامية، خلال الحكم الإسلامي استطاع المسيحيين واليهود التمتع بالحرية والأمان أكثر من أي وقت مضى.

استطاع اليهود والمسيحيين امتلاك المتاجر والكنائس والمعابد، وفي حالات انتهاك الشريعة الإسلامية تمت محاكمتهم وفقًا لقوانينهم الخاصة، هذه الحرية الدينية جعلت المسيحيين قريبين من المسلمين بحيث كان هناك زواج بين رجال مسلمين ونساء مسيحيات.

ويُذكر أنّ بعض المسيحيين سموا أسماء إسلامية وحضروا احتفالات جيرانهم المسلمين، احترم المسيحيون عادات وآداب المسلمين، كما عامل المسلمون الأندلسيون اليهود بسلام، عندما بدأ قتل اليهود في بعض أجزاء أوروبا، غادر بعضهم إلى الأندلس كلاجئين، ووفر لهم المسلمون الحماية والأمان.

ازدهار الفن والثقافة في الأندلس بعد الفتح الأموي:

بعد الفتح الإسلامي للأندلس، ازدهر الفن والثقافة في هذه المنطقة، وفقا لهنري ستيفن لوكاس، كاتب كتاب “تاريخ قصير للحضارة”، فإنّ الإنجازات العظيمة للمسلمين في المنطقة كان لها أهمية كبيرة للثقافة الأوروبية.

بعد فتح أبواب إسبانيا للمسلمين، قام  الحكام المسلمون بنشر الثقافة والفن والفكر الإسلامي مع قبول القيم والتقاليد الإسلامية، تغيرت حياة الناس، وأصبحت مدن قرطبة وطليطلة وغرناطة مراكز ازدهار علمي وثقافي وفني، وتم تصدير التعليم الإسلامي إلى الأراضي المسيحية الأوروبية، وخاصة فرنسا و ألمانيا.

تسببت الحركة العلمية التي جاءت إلى الأندلس مع قدوم الإسلام في ازدهار علماء مشهورين مثل ابن رشد وابن عربي وابن سيد بطلميوسي وحيان بن خلف قرطبي وعبد الحميد بن عبدون الأندلسي وغيرهم، كان هناك (400000) كتاب في مكتبة قرطبة، كان هذا هو الحال في الأندلس الإسلامية، من جهة أُخرى كانت أكبر المكتبات المسيحية في أوروبا قبل القرن الثاني عشر تضم بضع مئات من الكتب فقط.

أصبح الإسلام في الأندلس مصدر تقدم وازدهار وتشكيل النظم الاجتماعية وتطوير هذه المنطقة، لذلك تقدمت شؤون المدن والخدمات العامة والاتصالات بشكل سريع، وتطور الأنشطة الاقتصادية في مختلف قطاعات الصناعة، ونمت حياكة الغزل والنسيج بشكل كبير.

اشتهرت أقمشة غرناطة حتى أن أقمشتها صُدّرت إلى أجزاء مختلفة من أوروبا، أدى وصول الأقمشة عالية الجودة إلى الأسواق الأوروبية إلى لبس المسيحيين على طريقة المسلمين، ازدهرت أعمال الزجاج بشكل متزايد في الأندلس، كان عباس بن فرناس أول من صنع الزجاج من الحجر.


شارك المقالة: