هناك العديد من الأنماط الاجتماعية لمشكلة الفقر والتي توضيح كيف تساهم هذه الأنماط في زيادة مشكلة الفقر، ومن هذه الأنماط الاجتماعية هي العرق والجنس البشري وغيرها.
الأنماط الاجتماعية لمشكلة الفقر
إن معدل الفقر يختلف باختلاف الخصائص الاجتماعية الديموغرافية الهامة كالعرق والجنس والعمر، ويختلف أيضًا حسب المنطقة والأمة وبنية الأسرة، وتعتبر الاختلافات في معدل الفقر بناءً على هذه المتغيرات ضرورية لفهم الطبيعة والنمط الاجتماعي للفقر في العالم، وينظر علماء الاجتماع إلى كل من هذه المتغيرات بدوره مع بيانات التعداد.
النمط الاجتماعي العرقي لمشكلة الفقر
معظم علماء الاجتماع عندما يفكرون في الفقراء فإنهم يميلون إلى تصوير الأفارقة السود، ويُعتقد أن هذا النمط الاجتماعي للفقر يقلل من تعاطف الجمهور مع الفقراء وتقودهم إلى معارضة زيادة المساعدات الحكومية للفقراء، ويعتقد أن آراء الجمهور حول هذه الأمور تلعب بدورها دورًا رئيسيًا في سياسة الحكومة الخاصة بالفقر، لذلك من الضروري أن يكون لدى الجمهور فهم دقيق للنمط الاجتماعي العنصري والعرقي للفقر.
ولسوء الحظ فإن الصورة العرقية للفقراء خاطئة، حيث تكشف بيانات الإحصاء أن الفقير الأكثر شيوعًا هو من الفقراء البيض وليكون ذلك أكثر دقة، فإن 42.4 في المائة من الفقراء هم من البيض غير لاتيني، و28.7 في المائة من اللاتينيين، و23.1 في المائة من السود، و3.7 في المائة من الآسيويين، كما تظهر هذه الأرقام أن البيض غير اللاتينيين يشكلون بالتأكيد أكبر عدد من الفقراء، وبتحويل هذه النسب المئوية إلى أرقام فإنها تمثل 19.6 مليون من 46.2 مليون فقير.
ومع ذلك أن العرق والعنصرية يؤثران على فرص الحصول على العمل، وبالتالي فإن النمط الاجتماعي العرقي للفقر يظهر أن الفقراء هم أكثر عرضة بثلاثة أضعاف من غيرهم لمشاكل الفقر وأخطاره.
النمط الاجتماعي لمشكلة الفقر على أساس الجنس البشري
الشيء الوحيد الذي يعرفه الكثير من علماء الاجتماع جيدًا هو أن النساء أكثر عرضة للفقر من الرجال، وبحسب التعداد فإن 16.2٪ من جميع الإناث تعيش في فقر مقابل 14.0٪ فقط من جميع الذكور، وتُترجم هذه الأرقام إلى فجوة كبيرة بين الجنسين في العدد الفعلي للفقراء، حيث تعيش 25.2 مليون امرأة وفتاة في فقر مقارنة ب 21.0 مليون رجل وفتى فقط، بفارق 4.2 مليون شخص، ويُطلق على المعدل المرتفع لفقر الإناث تأنيث الفقر، وهذا النمط الاجتماعي لمشكلة الفقر له علاقة ببنية الأسرة.
النمط الاجتماعي على أساس السن لمشكلة الفقر
بالانتقال إلى العمر فأن 22 في المائة من الأطفال دون سن 18 سنة فقراء، ويصل عددهم إلى 16.4 مليون طفل، وهو رقم يرتفع إلى حوالي 39 في المائة من الأطفال، ويعيش حوالي 37 في المائة من جميع الأطفال في فقر لمدة عام واحد على الأقل قبل بلوغ سن 18 عامًا، ومعدل الفقر للأطفال في جميع الديمقراطيات هو في الواقع أكبر من 1.5 إلى 9 مرات من المعدلات المماثلة للفقراء من غير الأطفال، ومع ارتفاع معدل فقر الأطفال يقوم علماء الاجتماع برسم بيانات الفقر مرتين على صورة أكثر إحباطًا.
ويُطلق على الأطفال الذين يعيشون في أسر ذات دخل أقل من ضعف مستوى الفقر الرسمي اسم الأطفال ذوي الدخل المنخفض، وتسمى أسرهم الأسر ذات الدخل المنخفض، ويعيش ما يقرب من 44 في المائة من الأطفال أو حوالي 32.5 مليون طفل في مثل هذه العائلات، وهناك حقائق أساسية عن الأطفال ذوي الدخل المنخفض يقوم العلماء من مختلف التخصصات بدراستها لمعرفة مدى خطورة هذه المشكله على سلوكهم.
وفي الطرف الآخر من التوزيع العمري فإن 9 في المائة من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر فقراء، ويبلغ عددهم حوالي 3.5 مليون من كبار السن، وبالعودة إلى هذه الأرقام العمرية فإن ما يقرب من 36 في المائة من جميع الفقراء في العالم هم من الأطفال ونحو 8 في المائة من الفقراء يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر، وبالتالي فإن أكثر من 43.4 في المائة من الذين يعيشون في فقر هم من الأطفال أو كبار السن.
النمط الاجتماعي لمشكلة الفقر على أساس المنطقة
معدلات الفقر تختلف في جميع أنحاء البلاد، فبعض المناطق لديها معدلات فقر أعلى من مناطق أخرى، وبعض المقاطعات تكون أفقر من المقاطعات الأخرى داخل تلك المناطق، وتتمثل إحدى الطرق الأساسية لفهم الاختلافات الجغرافية في الفقر في فحص معدلات الفقر في المناطق الأربع الرئيسية للأمة، ولتوضيح ذلك فإن الجنوب هو أفقر منطقة بمعدل فقر يبلغ 16.9 في المائة، ويليه الغرب 15.3٪، ويليه الغرب الأوسط 13.9٪ ثم الشمال الشرقي 12.8٪.
ويُعتقد أن معدل الفقر المرتفع في الجنوب سبب مهم لارتفاع معدل الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى التي يعاني منها مقارنة بالمناطق الأخرى، فهناك مشاكل صحية كبيرة مرتبطة بالفقر.
النمط الاجتماعي لمشكلة الفقر على أساس هيكل الأسرة
توجد أنواع عديدة من الهياكل الأسرية بما في ذلك الزوجان اللذان يعيشان مع أطفالهما والزوجان غير المتزوجين ويعيشان مع طفل واحد أو أكثر وأسرة معيشية مع أطفال يرأسها والد واحد فقط، وعادة ما تكون امرأة وأسرة مع شخصين بالغين وليس لديهم أطفال وأسرة مع شخص بالغ واحد فقط يعيشون بمفردهم، وفي جميع أنحاء البلاد تختلف معدلات الفقر من نوع واحد من هيكل الأسرة إلى نوع آخر.
وليس من المستغرب أن تكون معدلات الفقر أعلى في العائلات التي تضم شخصًا بالغًا مقارنة بالعائلات التي لديها شخصان بالغان لأنهم غالبًا ما يجلبون دخلين، وفي العائلات المكونة من شخص بالغ تكون معدلات الفقر أعلى في العائلات التي تعولها امرأة عنها في الأسر التي تعيلها من قبل الرجل لأن دخل النساء بشكل عام أقل من دخل الرجال، ومن بين جميع الأسر التي ترأسها امرأة فقط يعيش 31.6 في المائة في فقر مقارنة ب15.8 في المائة فقط من الأسر التي يرأسها رجل فقط.
وفي المقابل يعيش 6.2 في المائة فقط من الأسر التي يرأسها زوجان في فقر، ويوفر رقم الأسر التي تعيلها نساء دليلاً إضافياً على مفهوم تأنيث الفقر الذي تم تقديمه سابقاً، كما أن 22 بالمائة من الأطفال فقراء، ويختلف هذا الرقم حسب نوع بنية الأسرة التي يعيش فيها الأطفال، في حين أن 11.6 في المائة فقط من الأطفال الذين يعيشون مع أبوين متزوجين يعيشون في فقر فإن 46.9 في المائة من أولئك الذين يعيشون مع أمهاتهم فقط يعيشون في فقر.
ومع ذلك بغض النظر عن عرقهم أو هويتهم فإن الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم فقط معرضون بشكل خاص لخطر العيش في فقر.
النمط الاجتماعي لمشكلة الفقر على أساس وضع القوى العاملة
يعتقد العديد من علماء الاجتماع أن الفقراء كسالى ويفتقرون إلى الحافز للعمل، كما يعتقدون إنه يمكن حقًا أن ينجحوا إذا أرادوا ذلك، ومع ذلك تظهر البيانات الاجتماعية عن الفقراء أن معظم الفقراء هم في الواقع إما عاملين أو عاطلين عن العمل ولكنهم يبحثون عن عمل أو غير قادرين على العمل بسبب سنهم أو صحتهم.