الإفاضة بالواقع كإحدى طرق علاج الإفاضة في خطة تعديل السلوك

اقرأ في هذا المقال


الإفاضة بالواقع كإحدى طرق علاج الإفاضة في خطة تعديل السلوك:

يسمى هذا أيضاً بإجراء لمنع الاستجابة من حيث المبدأ عن الإفاضة بالتخيل، فهو يتضمن على إجبار المريض على مواجهة الأحداث المخيفة بطريقة مباشرة وحرمانه من فرص تجنبها.

أظهرت البحوث إمكانية علاج العديد من الاضطرابات السلوكية، باستعمال هذا الأسلوب كالخوف والقلق والانطواء الاجتماعي، إلا أن هذا الإجراء يبدو مناسباً بالذات في حالة الأفعال القهرية، وهذه السلوكات قد تأخذ أحد الشكلين التاليين التلوث والتحقق.

فإذا كان التلوث هو السلوك المستهدف، فالإفاضة بالواقع تستعمل على أن يلوث الشخص نفسه بالأداة التي يحاول تجنبها، ومنعه من القيام بالاستجابات التي تهدف إلى تخفيف مستوى القلق، كما هو الحال مثلاً في حالة تنظيف اليدين.

ويهدف ذلك إلى مساعدة الشخص على أن يدرك بدوره النموذج، ليوضح للمتعالج أن مرة واحدة تكفي للتأكد ويمنعه من التأكد بشكل متكرر، لقد استخدم (ماير) وزملاؤه الإفاضة بالواقع لمعالجة امرأة كانت تعاني من القلق من كل ما هو ذي علاقة بالموت.

وابتدأ العلاج بإعداد قائم بالمثيرات والمواقف التي تخيف المرأة، وكانت الجثث على رأس تلك القائمة، وبما أن الإفاضة بالواقع تبتدئ بأكثر المواقف إثارة للمتعالج، فلقد ذهب أحد المعالجين برفقة المرأة إلى مشرحة أحد المستشفيات.

حيث طلب منها لمس جثة وتم منعها من تنظيف يديها بعد ذلك، وبعد ذلك واجهت القلق، فعلى سبيل المثال، طلب منها حمل صورة رجل كان قد قتل بالرصاص، وبالتالي أدى إلى إيقاف السلوكيات المستهدفة بنجاح.

وهكذا يتضح لنا أن أساليب المواجهة الإجبارية تقدم أدلة يتعارض لفرضية (جوزيف وولبي) والتي كانت تنص على أن محو الاستجابة الانفعالية يحتاج إلى خفض مستوى القلق، بينما تظهر البحوث فاعلية إجراءات المواجهة الإجبارية، والتي تتضمن على المواجه المطولة للمواقف التي تسبب على القلق الشديد.

وكما هو الحال بالنسبة لعدم اتفاق الباحثين حول أسباب نجاح تقليل الحساسية التدريجي، لا تزال أسباب فاعلية المواجهة الإجبارية غير واضحة أيضاً، ولقد دفعت هذه الحقيقة بالكثيرين إلى التأكيد على أن الإشراط الإجرائي وليس الكلاسيكي العنصر الحاسم في عملية المعالجة.

فلعل فاعلية هذه الإجراءات على اختلاف أشكالها تأتي من خلال التأثير في العلاقات الارتباطية بين الاستجابات الانفعالية ونتائجها، وهذا ما يركز عليه نموذج الإشراط الإجرائي.

المصدر: 1- جمال الخطيب. تعديل السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.2- فاروق الروسان. تعديل وبناء السلوك الإنساني. عمان: دار الفكر.3- فاروق الروسان. دراسات وبحوث في التربية الخاصة. عمان: دار الفكر.4- عادل محمد. مدخل إلى التربية الخاصة. الرياض:دار الزهراء.


شارك المقالة: