الإمارات في عهد الخليفة القائم بأمر الله

اقرأ في هذا المقال


الخليفة القائم بالله:

هو عبد الله بن أحمد القادر، أبو جعفر، ولد عام (391 هجري)، من أم ولد أرمنية اسمها (بدر الدجى) وقيل: (قطر الندى)، ولي أمر الخلافة عام (422 هجري)، فكان عمره إحدى وثلاثين سنة بعهد من أبيه، وأبوه هو الذي لقبه القائم بأمر الله.

إمارة الأندلس:

تفرّقت كلمة المسلمين في الأندلس، وأصبح في كل مدينة ملك ولعل أهم هؤلاء الملوك هم: بنو جهور في قرطبة بعد بني حمود، وبنو عباد في إشبيلية، وبنو الأفطس في بطليوس، وبنو هود في سرقسطة، وبنو أبي عامر في بلنسية، ومُجاهد العامري في دانية.

إمارة اليمن:

كانت دولة بني نجاح في تهامة، وقد توفي مؤسسها الأمير نجاح عام (452 هجري)، فخلفه ابنه سعيد بن نجاح الذي يُلقب بالأحول، وقد استمر حتى عام (481 هجري)، وقد أغار وهو في طريقه إلى مكة عام (458 هجري)، على علي بن محمد الصليحي وقتله. أما الصليحيون فقد قامت دعوتهم الإسماعيلية عام (439 هجري)، إذ أظهرها علي بن محمد الصليحي بعد أن تحصّن يجبل مسار بناحية حراز.

وكانت قد انفصلت بعد اختلافات علي بن الفضل وابن حوشب، إذ حكم الأول على المنطقة، وأعلن كفره الصريح حتى مات مسموماً عام (303 هجري)، على حين اعتزل ابن حوشب في مغارب اليمن، وتبعه ابنه جعفر، ثم ابن أبي الفضل حتى كان سليمان بن عبد الله الزواحي الذي أوصى تلميذه علي الصليحي أن يكون خليفته.

أظهر الصليحي التدين، وقد فعّل عملية توطيد منطقة اليمنيين فأطاعته القبائل المحيطة بحراز، وشكل قوة انتصر على عددٍ من الزُعماء، ودخل سما ووصل إلى عدن ودانت له سائر بلاد اليمن. ثم ثار عليه من أيّده بالأمس وهم رؤساء همدان عام (448 هجري)، ودعا الصليحي للمستنصر العبيدي فولّاه أمر مكة.

وفي عام (458 هجري)، اتجه نحو مكة ويريد الموسم، وبعدها زيارة المُستنصر في مصر، فسار في موكب، وأناب ولده (المكرم) على البلاد، وكان الصليحي قد تأخر عن الركب، ولم يكن معه غير ابنه الموفق، وزوجته أسماء بنت شهاب، وأخواه عبد الله، وإبراهيم، وجماعة قليلة من الحادي عشر من ذي القعدة.

وقام خلفه ابنه المكرم فقد تمكّن من قتال بني نجاح والانتصار عليهم، وإطلاق سراح من كان أسيراً من الصليحيين وذلك عام (460 هجري)، ومن هؤلاء الأسرى أمه أسماء بنت شهاب على حين نجا سعيد الأحول من المعركة وفَّر إلى جُزر دهلك. واستمر المكرم في حكمه حتى عام (482 هجري).

اشتدت وهانة أمر بني رسّ فبعد موت الداعى يوسف (403 هجري)، وموت المهدي الحسين بن القاسم في العام نفسه، وقد كانا إمامين في وقت واحد، انقطعت دولتهم حتى عام (426 هجري)، أي مُدة ثلاث وعشرين سنة إذ قام أبو هاشم الحسن بن عبد الرحمن، واستمر أمره حتى عام (431 هجري)، ثم انقطعت الدولة ثانية مُدة ست سنوات أُخرى حيث قام أبو الفتح الديلمي عام (437 هجري)، ثم قتل عام (444 هجري)، في معركة (فيد) في أثناء حروبه مع علي بن محمد الصليحي، وتوقّف أمر الأئمة ما يقرب من مائة سنة بعد ذلك.


شارك المقالة: