الإمارات في عهد الخليفة المستنجد بالله

اقرأ في هذا المقال


الخليفة المستنجد بالله:

هو يوسف أبو المظفر المستنجد بالله بن محمد المقتفي لأمر الله ولد سنة (518 هجري)، وأُمه أم ولد كرجية تدعى (طاووس). كان المستنجد أسمر طويل اللحية، كان من خيار الخلفاء وأعدلهم، وأرفقهم بالرعايا، ومنع عنهم المكوس والضرائب، ولم يترك بالعراق مكساً، وكان شديداً على المُفسدين، سجن رجلاً كان يسعى بالناس فساداً مُدة، وقد شفع له بعض أصحابه، وبذل فيه عشرة آلاف دينار، فقال له الخليفة: أنا أعطيك عشرة آلاف دينار ودلني على آخر مثله لأحبسه، وأكُفّ شرّه عن الناس.

إمارة السلاجقة:

قد حل أمر وهن السلاجقة كثيراً، واشتدت شوكة أمر الخلفاء نسبياً، وإن كانت السلطة الحقيقية إنما هي بيد أُمراء الولايات أو الذين عرفوا باسم الأتابكة، حيث تعني كلمة أتابك الوالد الأمير. توفي السلطان ملكشاه بن محمود عام (555 هجري)، وحرص على تسلم السلطنة عمه سليمان بن محمد بن ملكشاه غير أنه قتل عام (556 هجري)، وبويع ابن أخيه أرسلان شاه بن طغرل.

إمارة خوارزم:

كان إيل إسلان بن اتسز هو شاه خوارزم، وكانت الأمور مستقرةً له، والبلاد التي يُسيطر عليها واسعة الأرجاء، وبقي في حُكمه حتى توفي عام (568 هجري).

إمارة الغوريون:

مات علاء الدين حسين عام (556 هجري)، فكان وراءه أبنه سيف الدين محمد الذي قام بطرد من كان يعرف من الإسماعيلية من دولته، وذهب إلى مُحاربة الغز الأتراك في بلخ فهُزِمَ وقُتِلَ عام (558 هجري)، ولم يتجاوز من العمر العشرين عاماً. وتولّى بعده ابن عمه غياث الدين محمد بن بهاء الدين سام الذي أرسل جيشاً كبيراً بإمرة أخيه شهاب الدين فأنقذ غزنة من الأتراك الغز، وقد حكموها خمس عشرة سنة، كما سار إلى السند، غير أن الترك الغز قد عادوا إلى غزنة وحكموها.

وسار شهاب الدين عام (559 هجري)، مع جيش قوي فاستولى على لاهور بعد حصارٍ لها، وقضى على الدولة الغزنوية إذ أسر فيها خسرو شاه وأرسله إلى أخيه غياث الدين فقتله. اتسعث دولة غياث الدين، وقوي أمره، وامتدت أيامه.

إمارة آل زنكي:

تابع نور الدين محمود مهمته في قتال الصليبيين وقد كان القتال بينهما سجالاً في المرحلة الأولى، ثم حَرِصَ على حصرهم بين جبهتين عندما ضَعِفَ العبيديون فنال منهم كثيراً. لقد هزم نور الدين محمود أمام الصليبيين عام (558 هجري)، عند حصن الأكراد حيث فاجأته قواتهم، واضطر المسلمون إلى الفرار.

وسار الصليبيون في العام التالي (559 هجري)، إلى مصر بأعدادٍ كبيرةٍ نجدةً لشاور وفي نيتهم التسلط على مصر، فهاجمهم نور الدين محمود عندها في الشمال وأرسل قائده أسد الدين شيركوه بن شادي إلى مصر. لقد سار نور الدين محمود إلى حصن حارم، وأسر صاحب أنطاكية (بيمند)، وصاحب طرابلس (القومص)، وأمير جيوش القسطنطينية إذ تجمّع كُلّهم ضده فنصره الله عليهم، واتجه نحو بانياس ففتحها، وكان معه أخوه نصر الدين أمير ميران وفقد يومها إحدى عينيه في المعركة.

وبعد أن ضعفت الدولة العبيدية وجّه نور الدين محمود جُهده إلى الجنوب لدعم مصر ضد الصليبيين الذين ركزوا جيوشهم إلى تلك الجهات ليبسطوا نفوذهم على مصر بإيجاد الفرقة بين المتنازعين في مصر وفي الوقت نفسه لم ينسَّ نور الدين محمود تقديم الجُهد للقتال في الشمال للتخلص من الصليبيين في إماراتهم الشمالية وجعل الصليبيين في بيت المقدس بين جبهتين فيُضّعف أمرهم ويمكن القضاء عليهم وهذا ما تم بالواقع عندما أصبحت مصر وأكثر بلاد الشام تحت نفوذ نور الدين محمود.

إمارة الموحدون:

مات عبد المؤمن بن علي عام (558 هجري)، عندما قام بالإستعداد للإبحاره نحو الأندلس للجهاد فيها، وخلفه ابنه الأكبر محمد غير أن أمره قد اضطرب، فاتفق الموحدون برأي أخويه يوسف، وعمر على خلعه وتولية يوسف بن عبد المؤمن، غير أن إخوته الآخرين لم يقبلوا بهذا الرأي، ومنهم أبو عبد الله صاحب قرطبة وأبو محمد صاحب بجاية، وبقيا على خلافهما مُدةّ سنة ثم أعلنا الخضوع والطاعة.

وعندما بويع يوسف أبو يعقوب سار على نظام أبيه في حملاته الجهادية. ونازعه (مَرْزدغ)، الصنهاجي فانهى على حركته عام (559 هجري)، وبعث أخوه أبو حفص للقتال في الأندلس فذهب ومعه عشرين ألفاً من الجنود وذلك عام (565 هجري)، فغزا طليطلة، وأحرز النصر، وحصل على غنائم كثيرة وسبي. كما حدث قتال بين يوسف أبي يعقوب وبين محمد بن سعيد بن مردنيش الذي كان يحُكم شرقي الأندلس، وقد امتنع على عبد المؤمن، وعلى ابنه من بعده، وذلك عام (565 هجري).

إمارة اليمن:

لم يتغير شيء في اليمن إذ بقي بنو زريع في عدن، وبنو حاتم في صنعاء، وبنو مهدي في زبيد، وبنو الرسّ، يُسيطرون أحياناً على صعده، وبرز منهم يومذاك المتوكل أحمد بن سُليمان. برزت أُسر فى جهات مختلفة من الجزيرة العربية فقد حكمت الحجاز أُسرة بني موسى التي تنتسب إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، عام (359 هجري)، بعد زوال القرامطة، وبقيت حتى عام (453 هجري).

وتُعدّ هذه الأُسرة من عُمال العبيديين، وقامت بعدها أسرة بنو فليتة (بنو هاشم)، وتنتسب أيضاً إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبقيت حتى عام (958 هجري)، وقد سارت في الناس في بداية أمرها سيرة حسنة، ثم أساءت المُعاملة، ونهبت قوافل الحجاج، وخاصة في عهد آخر أُمراء هذه الأسرة وهو مكثر.

وفي اليمامة زال حكم الأخيضريين ُمال القرامطة عام (467 هجري)، وتجزأت المنطقة إلى عدد من الإمارات. وفي البحرين حكم العيونيون بعد زوال القرامطة عام (467 هجري)، وكان عبد الله بن علي العيوني أول أُمرائهم وينتسب إلى بلدة العيون، وهو من قبيلة بني عبد القيس المعروفة.


شارك المقالة: