الدول في عهد الخليفة المعتضد بالله

اقرأ في هذا المقال


الإمارات في عهد الخليفة المعتضد:

هو أحمد بن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل على الله، أبو العباس، أُنشئ في ذي القعدة من عام (242 هجري)، ووالدته أم ولد تُسمى (صواب)، وقد تم مُبايعته بالخلافة لعشر بقين من رجب من عام (279 هجري)، بعد عمه المعتمد على الله. كان ملكاً شجاعاً، مُهيباً، ظاهر الجبروت، وافر العقل، شديد الوطأة، من أفراد خلفاء بني العباس.

دولة الأمويون في الأندلس:

كان الأمير عبد الله بن محمد غير محبوباً، فزدادت الفوضى في أيامه، وانفصلت مُقاطعات عن الدولة، واشتدت وطأة النصارى في الشمال، ولعل أبرز ما في الأندلس حركة عمر بن حفصون الذي ارتد إلى النصرانية، وأثار سُكان الجبال في مقاطعة غرناطة، وهزم جيوش الأمير عبد الله أكثر من مرة. وأضحت إشبيلية تنافس قرطبة.

دولة الأدارسة:

كانت في عدم توازن واستقرار نتيجة الحروب بين أبناء إدريس والخوارج من الصفرية وبسبب هذه الحروب فقد ساءت الحالة الاقتصادية والاجتماعية.

دولة الخوارج الصفرية في سجلماسة:

وكان أميرها المنتصر اليسع بن ميمون بن اليسع بن أبي القاسم وقد بدأ يُقاتل الأدارسة لأن قرية (مطغرة)، كانت تحت سُلطة الأدارسة، وعدد كبير من السكان في هذه القبيلة يحمل الفكر الخارجي، وبدأ الأدارسة يضطهدون الخوارج الصفرية فاستنجدوا بالمنتصر اليسع حيث يُعد إمام الصفرية، فأخذ على عاتقه حرب الأدارسة.

دولة الخوارج الأباضية في تاهرت:

كان أبو حاتم يوسف بن أبي اليقظان إمام الخوارج الأباضية وقد عمَّ الخلاف، وكثُرت الفوضى، وطرد أبو حاتم من المدينة ومعه أُسرته وأعوانه من قبيلة نفوسه غير أنه لجأ إلى قبائل صنهاجة ولواتة وجمع منها ومن أنصاره السابقين وهاجم مدينة تاهرت وحاصرها وكادت المدينة تستسلم لولا تعنت أبي حاتم وطلبه بتسليم زعماء المدينة، وعندها رفض أهل المدينة الاستسلام.

واستدعوا عمه يعقوب بن أفلح من (زواغة) وبايعوه بالإمامة عام (282 هجري)، وعمل أبو حاتم على استمالة بعض زعماء المدينة عن طريق الأموال فانحازوا إلى جانبه، ولما شعر عمه يعقوب بن أفلح بذلك غادر المدينة بعد أن حكمها مُدة أربع سنوات، ودخل أبو حاتم مكانه عام (286 هجري)، وأصدر عفواً عاماً عن الأهالي.

وأضحى زُعماء العامة يحشرون أنفهم في جميع شؤون الدولة، وكذلك فإن يعقوب بن أفلح قد عمل في دعم الطيب بن خلف بن السمح في زواغة في منطقة طرابلس، وحدث احتكاك بين زواغة ونفوسة فهما متجاورتان وأصبحتا تؤيدان زعيمين مُتنافسين كل واحدةٍ منهما تدعم واحداً منهما. حتى قبض على الطيب وسُجن بجبل نفوسة من قبل الياس بن منصور عامل أبي حاتم على الجبل.

وأخيراً اغتال أبو حاتم عام (294 هجري)، على يد أبناء أخيه، ومالت الإمامة إلى يقظان بن أبي اليقظان، وعدّه الأباضية مُغتصباً، واتسم عهده بالفتن والفوضى التي كانت تُثيرها الفرق غير الأباضية أو أبناء أخيه أبي حاتم للأخذ بثأر أبيهم حتى إن دوسر بنت أبي حاتم وأخاها قد توجها إلى أبي عبد الله ودعواه إلى تاهرت ودخولها انتقاماً من قتلة أبيهما، كما أن الصفرية تضايقوا من أمرهم ووجدوا في أبي عبد الله منقذاً لهم.

دولة الأغالبة:

كان إبراهيم الثاني أمير الأغالبة (261 – 289 هجري)، وكان عادلاً، وعندما توفي خلفه ابنه عبد الله الثاني، ولم يدم حُكمه أكثر من سنة.

الدولة الطولونية:

حكم خمارويه بن أحمد بن طولون (270 – 282 هجري)، وكان صلته بالمعتضد جيدةً، إذ تزوج الخليفة قطر الندى بنت خمارويه، وكانت الثغور الشامية تحت إشراف الطولونيين، ويقوم الغزو إلى بلاد الروم منها، وبإمرة أمراء من قبل الدولة الطولونية. وقُتِلَ خمارويه عام (282 هجري)، بيد أحد خُدّامه وهو نائم، وكان يومذاك بدمشق، وسار ابنه جيش أبو العساكر بجُنده إلى مصر، وتولى الأمر إلا أن الناس قد أخذوا عليه أموراً أثارتُهم عليه.

كما زين وزخرف له كبار الأُمراء العسكريين وخلع طاعته (طغج بن جف)، ووثب عليه الجند وخلعوه، وسجنوه فمات بالسجن بعد أيام (283 هجري)، كما تبرأ العلماء من بيعته، وبايعوا أخاه هارون بن خمارويه أبا موسى، وكان صغيراً لم تزل سنّه دون الخامسة عشرة، غير أن بعض الجند استقدموا عمه ربيعة بن أحمد بن طولون من الإسكندرية، ووعدوه بالنصر فسار ربيعة بجيش إلى الفسطاط فلما اقترب منها خرج إليه جند هارون بن خمارويه وغلبوه، وأسروه، وضربوه حتى مات تحت العذاب وذلك عام (284 هجري).

أرسل هارون جيشاً إلى الشام لقتال القرامطة لكن حلت به الهزيمة وذلك عام (290 هجري)، وعندها استغلت الدولة العباسية فرصة لإبادة الدولة الطولونية واستعادة السيطرة عليها وبعثت جيشاً بقيادة محمد بن سُليمان فوصل إلى فلسطين ودخلها واتجه نحو مصر، وفي الوقت نفسه سار أسطول عباسي، وخرج الأسطول المصري لمُلاقاة الأسطول العباسي والتقيا في تينس وهُزِمَ الجيش المصري والأسطول على يد محمد بن سُليمان ومولاه أحمد بن فضلان بن العباس.

وفرَّ هارون بن خمارويه إلى العباسة وهو مُنشغل باللهو فقتله عمّاه شيبان وعدي ولدا أحمد بن طولون، ولم يناهز الثانية والعشرين من عمره. ورجع شيبان ليتولى أمر الفسطاط إلا أن العسكريين قد غضبوا عليه لما فعل وكتبوا إلى محمد بن سليمان يستقدمونه إلى الفسطاط، فسار إلى العباسة وهناك استقبله طغج بن جف بجموع القادة. وانتهت الدولة الطولونية.

دولة بني زياد في زبيد:

كان إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد أمير الدولة إلى نهاية أيام المُعتضد بالله عام (289 هجري)، حيثُ مات، وخلفه ابنه إسحاق بن إبراهيم، وفي أيامه هاجم علي بن الفضل القرمطي مدينة زبيد وانتهبها.

دولة بني يعفر في صنعاء:

كان يعفر بن عبد الرحيم يحكم صنعاء (260 – 282 هجري)، وخلفه أسعد بن أبي يعفر حيث دام أمره حتى عام (331 هجري)، وقد هاجم صنعاء علي بن الفضل القرمطي، وقد قام بطرده منها عدة مرات منها عام (293 هجري)، و (298 هجري)، كما كان في حرب مع الهادي الزيدي الذي أنشأ له إمارة في صعدة عام (284 هجري).

الدولة الزيدية في صعدة:

كان يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب يمكث في المدينة المنورة فأتى وفد من اليمن يدعوه إلى بلادهم ليقوم بأمرهم فسافر إليهم عام (280 هجري)، غير أنه لم يجد ما كان يتوقعه لذا رجع إلى المدينة المنورة، فجاءه ثانية وفد آخر ووعدوه بالنصر، واعتذروا إليه عما كان منهم من تقصير فوافق ورجع إلى اليمن عام (284 هجري).

فأقام في صعده والتف حوله أهلها، فأراد التوسع فاصطدم بمقاومة حُكام اليمن وكان أشدهم عداءً له بنو يعفر في صنعاء التي أراد غزوها عام (285 هجري)، غير أنه عجز عن دُخولها، ولكنه دخلها عام (288 هجري)، بمُساعدة أبي العتاهية الطريفي الذي قُتِلَ في معركة حدّين قُرب صنعاء وهو يقاتل مع الزيود عام (288 هجري).

الدولة‏ الصفارية:

عندما تولى المُعتضد بالله أمر الخلافة العباسية بإزالة رافع بن هرثمة عن خراسان وكان محمد بن طاهر قد أنابه عليها، وأعادها إلى عمرو بن الليث، غير أن رافعاً قد رفض ذلك وشق عصا الطاعة وحارب عمرو بن الليث إلا أنه هُزم، ودخل عمرو بن الليث نيسابور عام (280 هجري)، وخرج عمرو منها فرجع إليها رافع، وخطب لمحمد بن زيد الطالبي فرجع عمرو إلى المدينة وحاصرها وأخيراً قُتِلَ رافعاً عام (283 هجري).

وطلب عمرو بن الليث ولاية ما وراء النهر وكانت بيد إسماعيل بن أحمد الساماني، ولم يجد الخليفة بُدّاً من موافقته غير أن إسماعيل بن أحمد الساماني حاول صدّه عن هذا الطلب، وأن يقنع بما تحت يده فلما لم يقبل جرت الحرب بين الطرفين ووقع عمرو بن الليث أسيراً بيد إسماعيل بن أحمد الساماني الذي سيّره إلى الخليفة، ولم يلبث أن مات.

فمال سُلطة الدولة الصفارية بيد ابن ابنه طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث عام (288 هجري)، وكان عمره صغير فتسلط بالسيادة (سبك السبكري) صاحب عمرو بن الليث ودخلت جيوشه فارس. ثم إن السبكري قد امسك بطاهر وأخيه يعقوب، وبعث بهما إلى بغداد عام (296 هجري)، ولكن الليث بن علي بن الليث الصفاري قد طرد السبكري من فارس عام (297 هجري).

فاستنجد السبكري بالخليفة فأمدّه بجيش فحلت الهزيمة بالليث. واستبد السبكري بما تحت يده، واستعصى على الدولة فأرسلت له الجيش إثر الجيش حتى كان باستطاعة أحمد بن إسماعيل الساماني من القبض على السبكري ومحمد بن علي بن الليث الصفاري وإرسالهما إلى بغداد عام (298 هجري)، ودالت الإمارة الصفارية .

الدولة السامانية:

أصبح إسماعيل بن أحمد الساماني سيد السامانيين بعد وفاة أخيه نصر عام (279 هجري)، وكان فيه الخير ومن الأشخاص الذين يحبون أهل العلم ويُقدرهم، كما كان واعياً ويعدل بين الناس، حسن السيرة في رعيته، حليماً. وطمع محمد بن زيد الطالبي صاحب طبرستان بخراسان وسار إليها فأرسل إليه إسماعيل جيشاً بإمرة محمد بن هارون وفي المعارك بين الطرفين أصيب محمد بن زيد، وأسر ابنه زيد.

ودخل محمد بن هارون طبرستان وذلك عام (287 هجري)، غير أن محمد بن هارون لم يلبث أن خالف إسماعيل واستبد بما سيطر عليه فسار إليه إسماعيل وجرت معركة بالريّ هرب إثرها محمد بن هارون والتجأ إلى بلاد الديلم ودخل إسماعيل الري، وتوفي إسماعيل عام (295 هجري).

الدولة الطالبية في طبرستان:

كان محمد بن زيد الطالبي أمير هذه الدولة في هذه المرحلة وقد هُزِمَ أمام محمد بن هارون قائد إسماعيل بن أحمد الساماني فخرج من طبرستان عام (287 هجري)، ثم عاد إليها بعد مُدة خليفته إذ توفي هو بعد إصابته بقتاله مع محمد بن هارون.


شارك المقالة: