الإمارات في عهد الخليفة المُعتمد على الله

اقرأ في هذا المقال


الإمارات في عهد الخليفة المُعتمد على الله:

ظلّت الإمارات كما هي في العهد القديم ليست على توافق أو ترابط بشكل كبير أو على تماس مع الخلافة، وإن ظهرت حالة من الوهن والضعف يظهر عليها بشكل أكبر أو أنها أصبحت في مرحلة الهرم، ونشأت إمارات جديدة دخلت في صراع مع الخلافة وإن كانت أحياناً تتحسن العلاقات بينهما، ويُعطى الأمير الولاية أو يُضاف إليه مقاطعات أخرى إرضاءً له.

إمارة الأموية في الأندلس:

كان أمير الأندلس الأموي محمد الأول بن عبد الرحمن الثاني، وقد حكم منذ عام (238 هجري)، واستمر حتى وفاته عام (238 هجري)، حيث خلفه ابنه المنذر، وفي أيام محمد الأول توطد الأمن، وأرسل حملاتٍ إلى الإمارات النصرانية، وقد تكلّلت أكثر حملاته بالنصر. ولم تطل أيام المنذر إذ لم يدم حكمه سوى سنتين توفي بعدها عام (275 هجري)، وقد أحبه الناس، وكان عادلاً، وخلفه أخوه عبد الله وكان قاسياً، انتشرت الفوضى في أيامه، وخرج
الولاة عليه، وأعلنوا استقلالهم عنه، واستمر حتى عام (300 هجري)، حيث خلفه حفيده عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله.

إمارة الأدارسة:

كان الخلاف يعم منطقة المغرب الأقصى، إذ يتنازع على الحكم أبناء الأسرة الواحدة ويستعين بعضهم بغيرهم على بعض.

إمارة الخوارج الأباضية الرستمية:

توفي أفلح بن عبد الوهاب عام (258 هجري)، ووراءه ولده أبو بكر، وفي أيامه استبد محمد بن عرفة بالأمر، أو كان هو المتنفذ، واستاءت قبيلة نفوسة من هذا باستثناء بطن منها وهو (هوارة)، وتسلّم أخو الإمام أبي بكر بعض المسؤوليات وهو أبو اليقظان محمد بن أفلح، فأحسن فيها العمل، ولما ارتفعت أسهمه وخاصة عند قبيلة نفوسة، وعند أسرته بالذات بدأ يُحرّض أخاه أبا بكر على قتل محمد بن عرفة، وتم هذا.

واعتزل أبو بكر الإمامة عام (260 هجري)، وتولى أمرها أخوه أبو اليقظان، فحدثت خلافات عصبية اضطر إثرها أبو اليقظان أن يغادر (تاهرت)، وتسلّم الجند الأمر بعد أن سيطروا على المدينة، ولكن لم يلبث أن اقتحم بدو (هوارة) المدينة، ونصبوا عليها محمد بن مسالة، وقد اتسم حكمه بالهدوء، ووقع خلاف بين قبيلتي (هوارة) و (لواته)، فأخرجت الأخيرة من المدينة فانضمت إلى أبي اليقظان فاستطاع من العودة إلى حكم تاهرت عام (268 هجري)، واستقر له الأمر حتى عام (281 هجري).

إمارة الخوارج الصفرية المدرارية:

كان أمير بني مدرار ميمون بن بقية أو إمام الصفرية في (سجلماسة)، وبقى حتى عام (263 هجري)، وكان قاسياً، وقد اضطر إلى هذا السلوك لمواجهة الخوارج الأباضيين في إمارته، والذين يدعمون أخاه ابن الرستمية، وقد هجر أكثر الأباضيين مدينة (سجلماسة)، واتجهوا نحو وادي (درعه)، وخلفه ابنه محمد بن ميمون، وقد طارد الأباضيين، وبقي حتى توفي عام (270 هجري)، وخلفه اليسع بن ميمون بن مدرار بن اليسع بن أبي القاسم، ولُقِبَ بالمنتصر، واستمر حتى مقتله على يد العبيديين عام (297 هجري).

إمارة الأغالبة:

كان يحكم إمارة الأغالبة (250 – 261 هجري)، محمد الثاني بن أحمد، ويُلقب بأبي الغرانيق، وتابع فتح جزيرة صقلية، كما حاول مدّ الفتح إلى جنوبي إيطاليا، وعندما توفي خلفه ابنه، لكن لم يلبث بالإمرة سوى عدة أيام حتى أخذ عمه الإمارة، وهو إبراهيم الثاني، الذي فتح المسلمون في عهده مدينة (سرقوسة)، في صقلية عام (274 هجري)، واستمر حكمه حتى عام (289 هجري).

وقد قاتل العباس بن أحمد بن طولون الذي خرج عن طاعة أبيه، واتجه نحو الغرب، وراسل إبراهيم الثاني هذا، وادّعى أن الخليفة قد قلّده أمر المغرب، وطلب أن يُدعى له على منابرها، وسار العباس حتى وصل إلى مدينة (لبدة) فاستقبله أهلها فاستباحها، وغرّته نفسه فتابع السير نحو الغرب فقاتله إبراهيم الثاني أمير الأغالبة وهزمه واضطره إلى العودة إلى برقة.

وكان إبراهيم الثاني حازماً يعدل في أمور حياته، أمّن استقرار البلاد، وقام بقتل أهل البغي والفساد وكان يجلس للعدل في جامع القيروان يوم الخميس والاثنين، يسمع شكوى الخصوم ويصبر عليهم، وينصف بينهم. وكان عاقلاً حسن السيرة مُحباً للخير والإحسان، تصدّق بجميع ما يملك ووقف أملاكه جميعها.

إمارة بني زياد:

وكان يحكمها إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن زياد (242 – 289 هجري)، أي مُدة سبع وأربعين سنة، وكان مقره زبيد، وقد كانت اليمن كلها تحت نفوذهم، ثم استولى بنو يعفر على صنعاء عام (225 هجري)، وبنو الكرندي على الجند.

إمارة بني يعفر:

وكانت في صنعاء، واستمر حكم مؤسسها إبراهيم بن يعفر (225 – 260 هجري)، وجاء ابنه عبد الرحيم الذي خلفه ابنه يعفر ودام ملكه (260 – 282 هجري).


شارك المقالة: