الإمارات في عهد المعتصم:
لم تتغير حالة الأوضاع الإمارات المُستقرة عن الدولة العباسية أو المُتجزئة عما كانت عليه أيام المأمون.
1– الدولة الرستمية: كان يحكُمها أفلح بن عبد الوهاب.
2– دولة بني مدرار: فقد خلع مدرار بن أبي المنصور نفسه من الحكم، وولّى مكانه ابنه ميمون بن الرستمية، وطرد ابنه الآخر ميمون بن بقية وذلك عام (221 هجري)، فنشأ خلاف بين الطرفين استمر ثلاث سنوات، تغلب إثر ذلك ميمون بن بقية حيث كانت الصفرية تدعمه، وعندما استقر الوضع لميمون بن بقية طرد أخاه ميمون بن الرستمية إلى وادي درعه.
ونصّب أباه ثانية إماماً وهكذا عاد مدرار بن أبي المنصور مرةً أُخرى حاكماً للدولة غير بقية على قبول الإمامة، وطرد أبيه، فُطرد إلى إحدى قرى سجلماسة حيث بقي فيها حتى توفي عام (253 هجري). وبقي ميمون بن بقية حاكماً لدولة بني مدرار وإماماً للصفرية حتى عام (263 هجري).
3– كان يحكم الأندلس عبد الرحمن الأوسط (الثاني)، وقد أرسل إليه تيوفيل بن ميخائيل ملك بيزنطة وفداً وهدايا فى محاولةٍ لعقد حلف بينهما ضد العباسيين، وقد كان ذلك عام (225 هجري)، بعد الهزيمة التي مُني بها الروم أمام المعتصم في أنقرة وعمورية. وقد ذكر تيوفيل عبد الرحمن بمُعاداة العباسيين لبني أُمية وتخليص الحكم منهم، وما قُتل من الأمويين على أيدي بني العباس، وردَّ عبد الرحمن بإرسال وفدٍ إلى القسطنطينية، ونال من العباسيين، ولكن لم تتعد الوفود الكلام المعسول الذي يُلائم كلا الطرفين.
4- دولة الأدارسة: توفي محمد بن إدريس الثاني عام (221 هجري)، فخلفه ابنه علي بن محمد، وكان عمره تسع سنوات عندما تولى الحكم، ولُقَب باسم حيدرة، واستمر في الحكم ثلاث عشرة سنة حيث توفي عام (234 هجري). ولم يحدث في أيام علي بن محمد ما يستحق الذكر.
5- دولة الأغالبة: توفي زيادة الله بن إبراهيم عام (223 هجري)، ولم يتمكن المسلمون من فتح (قصر يانه) إذ ساروا إليها عام (219 هجري)، ولم يستولوا عليها، وكانوا يعودون إليها مره بعد أُخرى ثم يرتدون عنها فيحاولون دخول غيرها من المدن.
نهاية الإمارات في عهد المعتصم:
وعندما توفي زيادة الله خلفه أخوه أبو عفان الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب فأزال المظالم، ومنع الخمر في القيروان، وأرسل الجند إلى صقلية، وأخذ المسلمون عدة حصون في الجزيرة في أيامه، كما انتصروا على أسطولٍ رومي فعاد إلى القُسطنطينية مهزوماً، وسارت سرية إلى (قصر يانة)، فحاصرتها، وتوفي أبو عفان عام (226 هجري)، وهو في الثالثة والخمسين من عمره وخلفه ابنه أبو العباس محمد الأول.