الاتجاهات المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


الاتجاهات المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية:

أثار المفهوم النظري للمسؤولية الاجتماعية موجهة من التوقعات المفرطة في التفاؤل بين كثير من الباحثين على ضوء الظروف الاجتماعية المتغيرة التي دعت إليه وألحت عليه، حتى أن البعض اعتبر المسؤولية الاجتماعية ثورة سليمة هادئة في الفكر التقليدي، يمكنها أن تحقق كثيراً من الآمال التي عجزت عن تحقيقها كثير من الأجهزة القائمة، بما تحدثه من تجديد الكثير من العناصر الجامدة في أيديولوجية الصناعة الأمريكية، بحيث تصبح أكثر مرونة وحيوية في مواجهتها لهذه الظروف الاجتماعية المتغيرة.

غير أن التطبيق العملي للمسؤولية الاجتماعية بكل سلبياته أحبط كثيراً من هذه التوقعات، ونتجت عنه فجوة من الشك وعدم الثقة في مستقبل المسؤولية الاجتماعية للمشروعات الصناعية، وأن كان البعض استطاع ببعد نظره أن يعبر هذه الفجوة ويصل بتصوره إلى مستقبل أفضل لها، وما بين الشك واليقين كانت هناك درجات من التردد بين الاقدام المتفائل والتراجع المتشائم، وعلى ذلك نستطيع أن نحدد ثلاثة اتجاهات رئيسية الاحتمالات المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية في المجتمع.

اتجاهات رئيسية للاحتمالات المستقبلية للمسؤولية الاجتماعية في المجتمع:

1- يرى اتجاه أصحابه في المسؤولية الاجتماعية خطراً على المصالح الخاصة المشروعات الصناعية ويطالب بالعودة إلى التركيز على الرسالة الاقتصادية لهذه المشروعات، ويمكن أن نطلق عليه الاتجاه نحو التحرر من المسؤولية الاجتماعية.

2- يرى أصحاب اتجاه أنه لا بأس من المسؤولية الاجتماعية ولكن داخل نطاق محدود لا يهدد المصالح الخاصة للمشروعات الصناعية ويخفف عنها ضغط الحكومة والجماهير، ويمكن أن نسميه بالاتجاه نحو المسؤولية الاجتماعية المحدودة ويمثل الاتجاهين الأول والثاني عدد من الباحثين المدافعين عن النمط التقليدي ﻷيديولوجية الصناعة.

3- يرى أصحاب اتجاه في المسؤولية الاجتماعية الإطار الذي ينبغي أن يتشكل داخله الدور الجديد للمشروعات الصناعية في المجتمع برغم كل السلبيات التي تردى فيها التطبيق العملي لها، ولكن ينبغي أن توضع لها الأسس التي تضمن لها سلامة التطبيق مستفيدة في ذلك من التجربة الواقعية التي مرت بها خلال السنوات القليلة الماضية، ويمثل هذا الاتجاه الباحثون المدافعون عن النمط الاجتماعي ﻷيديولوجية الصناعة ويمكن أن نسميه بالاتجاه نحو المسؤولية الاجتماعية الشاملة.

ولا شك أن لكل اتجاه من هذه الاتجاهات الثلاثة دعاويه الخاصة التي يدافع بها عن رؤياه وتوقعاته المستقبلة، ولقد عبرت هذه الاتجاهات دعاويها دراسات كثيرة يمكن أن نستشهد ببعضها لتحليل الجوانب الإيجابية والسلبية في كل منها وما يمكن أن تنتهي إليه مستقبلاً.

المصدر: أصول البحث الاجتماعي، عبد الباسط حسن.علم الاجتماع الريفي، غريب سيد سيد أحمد.محاضرات في تصميم البحوث، سعيد فرح.مناهج البحث العملي، محمد الجوهري.


شارك المقالة: