تعد ظاهرة التنمر الإلكتروني (السيبربلينج) من المشاكل الاجتماعية الحديثة التي طرأت مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، ورغم أن هذه الظاهرة لا تفرق بين الجنسين من حيث القابلية للتطبيق، إلا أن هناك اختلافات ملحوظة في الطريقة التي يتعرض بها الرجال والنساء للتنمر الإلكتروني وكيفية تفاعلهم معها، فيما يلي تلك الاختلافات البارزة وتأثيرها على الفرد والمجتمع.
الاختلافات بين الجنسين في ظاهرة التنمر الإلكتروني
نمط التنمر الإلكتروني المختلف بين الجنسين
تتجلى أول اختلافات التنمر الإلكتروني بين الجنسين في نمط التنمر ذاته، على سبيل المثال، يميل الرجال إلى استخدام التنمر الإلكتروني المباشر والعدواني أكثر من النساء، قد يشمل ذلك نشر الإشاعات والتهديدات أو السب والشتم علنًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تميل النساء إلى استخدام أساليب غير مباشرة للتنمر، مثل نشر الشائعات بطريقة ضمنية أو استخدام الهجوم اللفظي بشكل مكتوم.
الأسباب المختلفة للتنمر بين الجنسين
تختلف الأسباب التي يدفع بها الرجال والنساء لممارسة التنمر الإلكتروني أيضًا، يرتبط التنمر الإلكتروني لدى الرجال بغالبية الوقت بالسعي للسيطرة والتفوق على الآخرين، في حين يمكن أن يكون التنمر لدى النساء مرتبطًا بالحفاظ على العلاقات الاجتماعية والثقافة الجماعية، وهذا يعكس الفروق الاجتماعية والثقافية بين الجنسين ودور كل جنس في المجتمع.
استجابة الجنسين للتنمر الإلكتروني
تختلف ردود الفعل لدى الرجال والنساء على التنمر الإلكتروني أيضًا، قد يميل الرجال إلى تجاهل التنمر وعدم التعامل معه بشكل مباشر، بينما تميل النساء إلى أن تكون أكثر عرضة للتأثر العاطفي والانكسار نتيجة التنمر.
وهذا يعود جزئياً إلى اختلافات الجنس في التعبير عن العواطف والمشاعر، وقد يؤدي إلى تباين في استجابة كل جنس للضغط النفسي الناتج عن التنمر الإلكتروني.
الحلول المحتملة والتوعية الجنسانية حول ظاهرة التنمر الإلكتروني
للتصدي لهذه الاختلافات في ظاهرة التنمر الإلكتروني، يجب على المجتمع أن يتبنى حلاً شموليًا يستهدف الجنسين على حد سواء، يجب تعزيز الوعي بين الشباب وتعليمهم حول تأثير التنمر الإلكتروني والطرق الصحيحة للتفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتطلب الأمر تعزيز التواصل بين الجنسين وتحسين فهمهم للتحديات والضغوط التي يواجهونها بشكل مختلف.
في الختام تعد ظاهرة التنمر الإلكتروني مشكلة جديدة تتطلب اهتمامًا من المجتمع بأسره. يجب أن نعمل جميعًا لتعزيز الوعي والتفاهم.