الاستعمار البرتغالي في الشرق الأوسط

اقرأ في هذا المقال


الاستعمار البرتغالي:

استأنف البرتغال والإسبان صراعهم الصليبي وتم نقله من المغرب العربي نفسه، فمنذ غارات القرصنة الإسبانية على المغرب العربي وقبل الاسترداد النهائي انتزع الإسبان مدينة سبتة. وبعد ذلك بقليل بدأ البرتغاليون في إقامة مستعمرة في الساحل الإفريقي للمغرب مقابلة لمقاطعتهم، وهكذا كانت البرتغال بموقعها من أفريقيا يسمح لها بالمخاطرة جنوباً في بحر الظلمات، ثم كانت هناك الرغبة العارمة في انتزاع تجارة الشرق الثمينة من للعرب والوصول إلى جُزر التوابل بالدوران حول اليابس الأفريقي؛ أي بطريق بحري بديل.
وقد خرج أول استعمار كاثوليكي، حيث أن البابوية باركت أكثر من مرة امتلاك البرتغال والإسبان لكل ما يكتشفونه خارج العالم المسيحي، كما أنها هي التي قسمت العالم بعد قليل ما بين القوتين الجديدتين، وهكذا في مدى عقد واحد من الاسترداد والذي كان منذ عام 1497 حتى عام 1499 ميلادي.
وكان البرتغال قد داروا حول منطقة الطيب ووصلوا إلى الهند، وقد استفادوا من التجاريات الشمالية والشرقية منذ بداية الرحلة. وقد كانت النتيجة المباشرة لهذا الكشف عملية أسر كامل للعرب في الطريق البحري الجديد؛ بحيث سرقوا الموقع الجغرافي البؤري للعرب ومعه سرقوا تجارة الشرق، ومع هذا وذاك سرقوا قوتهم السياسية بالكامل. وينبغي أن نذكر جيداً حقيقة هامة وهي أن توسع البرتغال إنما قام على حساب العرب أساساً سواء تجارياً أو استراتيجياً.
وقد شاركت أيضاً المدن الإيطالية في تحديد ذلك المصير؛ وذلك باعتبارها المكمل الأوروبي الثانوي في سلسلة تجارة الشرق القديمة، ففي خلال العقد الأول من عودة فاسكو دا غاما (من أنجح مستكشفي البرتغال في عصر الاستكشاف الأوروبي) من الهند كانت سفن العرب من الإسكندرية وبيروت تدخل البندقية فارغة لأول مرة، وفي خلال العقد نفسه كان غزو البرتغال لجُزر الهند الشرقية قد اكتمل، وتم هزيمة العرب في بحر العرب في مدينة ملقا واستقرت قوة البرتغال على كل سواحل الهند والمحيط الهندي.
فبدأوا بمطاردة دول المدن العربية على طول ساحل شرق أفريقيا. وفي العقد الأول من القرن السادس عشر ميلادي استولت البرتغال على جزر البحرين وعملوا على إقامة الحصون والمواقع فيها وظلوا بها نحو قرن كامل حتى تمكَّن العرب من طردهم، وفي العقد الثاني من نفس القرن هاجموا مدينة عدن مرتين ولكن دون جدوى، وفعلوا نفس الأمر في مسقط حيث نجحوا في البقاء نحو نصف قرن.


شارك المقالة: