ديناميكيات الانفجار السكاني

اقرأ في هذا المقال


ديناميكيات الانفجار السكاني:

تضاعف عدد سكان جنوب الكرة الأرضية أكثر من أربع مرات منذ عام 1950 مما أدى إلى العديد من العواقب، يؤكد المنظور المالثوسي الجديد أن عواقب النمو السكاني السريع سلبية في الغالب وتشمل المساهمة في الفقر المدقع، والاكتظاظ الريفي، والضغط على البنى التحتية المادية والاجتماعية، فضلاً عن تقويض النظام الاجتماعي، ووظائف الدولة والعلاقات الدولية.

كما أن الانفجار السكاني يرتبط بمفهوم التحول الديموغرافي ويتضمن مناهضة الولادة التي يتم تنفيذها من خلال برامج تنظيم الأسرة، إنه يشكل أساس السياسات الدولية التي تتبعها العديد من الحكومات الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، على الرغم من أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تستطع تبني هذا المنظور بسبب القيود السياسية، وعندما تم ذلك في سبعينيات القرن الماضي، توجهت مساعدات فنية ومالية أمريكية وافرة للبرامج السكانية إلى البلدان النامية، مما مهد الطريق للعديد من الدول الغربية الأخرى.

بشكل عام، كان تأثير برامج تنظيم الأسرة على الخصوبة كبيرًا، وانتشرت في جميع أنحاء العالم، وتعمل مناهضة (Malthusianism) على مستوى أعلى من التجريد؛ لأنها تفترض وجود علاقة إيجابية بين النمو السكاني والتنمية، والتي ليس لها إثباتات تجريبية.

في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، رفعت حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ 77 راية مناهضة المالتوسية في مواجهتهم مع الغرب، ومع ذلك، فقد توصل مؤتمر الأمم المتحدة الأول للسكان (1974) إلى إجماع شجاع نسبيًا كان له دور فعال في نزع فتيل القنبلة السكانية، وبعد ذلك، تم إضعاف هذا الإجماع من خلال فصل النمو السكاني عن الحاجة إلى إخضاعها من خلال السياسات المناهضة للإنجاب.

النمو السكاني:

كانت القضية العالمية الرئيسية للنمو السكاني السريع غائبة عن المداولات والوثائق الختامية المعتمدة في مؤتمري الأمم المتحدة لعامي 1984 و 1994، وفي الوقت نفسه، تستمر البرامج العملية في الانتشار والتطور، ولكن ليس في جميع البلدان التي تشتد الحاجة إليها، يكشف تلاشي اهتمام الدول المانحة عن نهج قصير النظر، لأنه في بعض مناطق العالم، وخاصة في بلدان جنوب الصحراء الكبرى، من غير المرجح أن ينتهي التحول الديموغرافي من تلقاء نفسه، في غضون ذلك، ستؤدي الزيادة السكانية إلى عدة أضعاف إلى تعريض آفاق تنميتها للخطر، مما يضع بعضها على حافة الكوارث الإنسانية.


شارك المقالة: