من الذي قاد الانقلاب العثماني لعام (1912)؟
الانقلاب العثماني في (1912) (17 يوليو 1912) كان انقلابًا عسكريًا في الإمبراطوريّة العثمانية ضد حكومة لجنة الاتحاد والترقي (المنتخبة خلال الانتخابات العامة لعام 1912) من قبل مجموعة من الضباط العسكريين يطلقون على أنفسهم الضباط المنقذون ( التركية العثمانية: Halâskâr Zâbitân ؛ التركية الحديثة: Kurtarıcı Subaylar) أثناء فترة تفكك الإمبراطوريّة العثمانيّة.
غالبًا ما يُشار إلى الضباط المنقذون على أنهم الجناح العسكري لحزب الحرية والاتفاق (الاتحاد الليبرالي أو الوفاق الليبرالي)، وهو حزب المعارضة الرئيسي بعد انتخابات عام (1912)، والذي اشتهر بالدعاية الانتخابيّة وتزوير الناخبين من قبل جمعية الاتحاد والترقي (CUP).
أحداث الانقلاب العثماني لعام (1912):
جند أعضاء الحرية والوفاق عناصر مثل الضباط لقضيتهم احتجاجًا، كان الانقلاب أحد الأحداث المركزيّة في سنوات الاضطرابات السياسيّة (1912-13)، والتي شهدت عدم الاستقرار السياسي بسبب الصراع على السلطة بين (CUP) و (Freedom and Accord)، بالإضافة إلى حروب البلقان التي اندلعت حديثًا.
كانت حركة تركيا الفتاة حركة ثورية كانت القوة الرئيسيّة وراء ثورة تركيا الفتاة، أسفرت الثورة عن إعلان السلطان عبد الحميد الثاني عن استعادة الدستور العثماني لعام (1876) في (3) يوليو (1908)، كانت الانتخابات العامة العثمانيّة لعام (1908) سارية خلال نوفمبر وديسمبر (1908).
انعقد مجلس شيوخ الإمبراطوريّة العثمانيّة للمرة الأولى منذ أكثر من (30) عامًا، في (17) ديسمبر(1908)، مع الأعضاء الأحياء من المنطقة الدستوريّة الأولى، كما انعقدت الجلسة الأولى لمجلس النواب في (30) يناير (1909).
وضعت انتخابات (1908) حزب الاتحاد والترقي في الحكومة كحزب أغلبية حيث كانت الأقلية الرئيسيّة هي الاتحاد الليبرالي، كانت الانقلاب العثماني المضاد عام (1909) (13 أبريل 1909) محاولة لتفكيك الحقبة الدستوريّة واستبدالها بحكم مطلق تحت حكم السلطان عبد الحميد الثاني.
تم إخماد الانقلاب المضاد من قبل جيش العمل (Hareket Ordusu)، حادثة (31) مارس (24 أبريل 1909)، بعد انتخابات عام (1912) التي اشتهرت بالتنافس والعنف ضد الاتحاد الليبرالي، زادت جمعية الاتحاد والترقي (CUP) قوتها وشكلت الغالبية العظمى من البرلمان.
ومع ذلك، لم تسيطر جمعية الاتحاد والترقي (CUP) بشكل كامل على الحكومة، وأصيبت عناصر في البلاد بالقلق من الطريقة التي زور بها (CUP) الانتخابات لصالحهم، علاوة على ذلك، بسبب الحرب الإيطاليّة التركيّة في ليبيا وبدء الثورة الألبانيّة، فقدت (CUP) دعمها ومكانتها السابقة.
بدأت مجموعة من الضباط برئاسة الرائد كمال (لاحقًا لُقِيَت بجنكيل) الذين كانوا ضد الحكومة المدعومة من (CUP)، ثورة مضادة، أطلقوا على أنفسهم اسم “الضباط المنقذون” (هالاسسكر زبيتان)، تمكن الضباط من إجبار الحكومة على الاستقالة.
الحكومة الجديدة، المعروفة باسم “الحكومة الكبرى” (بالتركية: بويوك كابين)، شكلها غازي أحمد مختار باشا، بطل الحرب، كان أعضاء الحكومة من رجال الدولة المرموقين، وحصلوا بسهولة على تصويت بالثقة، على الرغم من الأغلبية في البرلمان، فقد CUP سلطته التنفيذيّة.
على الرغم من أنّ أحمد مختار باشا وحكومته كانوا غير حزبيين، إلا أنّ الضباط المخلصين ضغطوا على حكومة أحمد مختار باشا لتأجيل البرلمان، وخسروا CUP معقلها الأخير، ابتداءً من صيف عام (1912)، حكمت الإمبراطوريّة العثمانيّة حكومات مدعومة من المنقذ.
في أكتوبر بدأت حروب البلقان، وهُزمت الإمبراطوريّة العثمانيّة على جميع الجبهات، أعطى هذا (CUP) فرصة لاستعادة قوتها، في يناير (1913)، نظمت قيادة (CUP) انقلابًا؛ ممّا أجبر حكومة الوفاق والحريّة المدعومة من المنقذ على الاستقالة تحت تهديد السلاح، هرب قادة الضباط المخلصين إلى مصر وألبانيا، واستمرت حكومات (CUP) حتى نهاية الحرب العالميّة الأولى.