البرامج التربوية لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين

اقرأ في هذا المقال


الطفل الموهوب والمتفوق:

وبالتأكيد أنّ لكل طفل ميزة خاصة تميزه عن غيره من الأطفال من نفس العمر سواء، كانوا إخوة أو أقارب أو زملاء في الدراسة.

نؤمن بأنّ كل أسرة تحب أن يكون لها طفل موهوب أو متفوق تفتخر به وبإنجازاته، لكن الحب شيء والرعاية شيء آخر، فالرعاية تحتاج إلى إدارة فعالة، وتحتاج الإدارة إلى معرفة واعية بما يتميز به الطفل.

وكما تحتاج أيضاً إلى رؤية ثاقبة وقدرة على الكشف المبكر عن هذه المواهب، ورعايتها ودعمها وتطويرها وترشيدها في حدود الإمكانات المتاحة.

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن بعض البرامج التربوية التي يمكن تقديمها للأطفال الموهوبين والمتفوقين، لدعم وتطوير قدراتهم المتميزة.

البرامج التربوية لرعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين:

1- دور المنزل في رعاية الطفل الموهوب والمتفوق:

اكتشاف وتحديد جوانب الموهبة والتفوق لدى الطفل علمياً أو قيادياً أو لغوياً أو فنياً، وأيضاً يميل الأطفال الموهبين والمتفوقين إلى التجديد والتطوير.

ولذلك يجب على أسرة الطفل التعاون معه لوضع جدول تنظيمي لأنشطته، ومحاولاته الدراسية المبكرة وأوقات الراحة بشرط أن يكون الشرط هذا الجدول مرناً.

الابتعاد عن القصور الذاتي قد يؤدي إلى الضغط على الموهوب، ممّا يسبب له الملل واللامبالاة، وزرع المبادئ الإسلام في نفسه من حيث أداء الشعائر وضبط السلوك، بالإضافة إلى أساليب السيطرة على النفس في مواجهة المجتمع.

وقد لا يدرك معنی الموهبة والتفوق استعمال أساليب التعزيز الإيجابي المفيد والمشجع للطفل، ونعني هنا التعزيز المعنوي والتشجيع النفسي.

وإن منح الطفل لقباً يحبه كأن يطلق عليه بالعبقري أو المبدع أفضل من أن تشتري له هدية مادية، وتجنب العقاب اللفظي والبدني.

وكذلك تجنب القسوة في معاملته؛ لأنّ الطفل الموهوب يتميز بالحساسية المفرطة، فمن الأفضل للأسرة ضبط اللسان وتجنب الانفعال في حالات الغضب؛ لأنهما القدوة التي يحاول الطفل التعلم منها والاقتداء بها.

يتميز الطفل الموهوب بشخصية منفتحة قادرة على استيعاب أصغر التفاصيل خاصة ما يتعلق بالموضوعات التي لا يستطيع الأطفال الآخرون فهمها، لذلك يجب على الوالدين تكوين علاقة خاصة معه تتجاوز مفهوم الأبوة والأمومة وتقترب من مفهوم الصداقة والأخوة.

وتميز الطفل الموهوب بالنشاط الحركي المفرط، لذلك يفضل إعطائه الفرصة له لممارسة أنواع متعددة من الأنشطة التي تتفق مع هواياته وميوله، ومدح إنجازات الطفل ومساعدته على المشاركة في المعارض الفنية، وإبراز نشاطاته بشتى الطرق، مما يدعم ثقته بنفسه ويؤكد على تحمل المسئولية.

توفير الوسائل التكنولوجية الحديثة التي تنمي قدرات الطفل الموهوب كالكمبيوتر وغيرها، وتحفيزه على إنشاء مكتبة منزلية تشمل العديد من الكتب في التخصصات التي يميل إليها.

2- دور المدرسة في رعاية الأطفال الموهوبين والمتفوقين:

تهتم المدرسة برعاية النمو الطبيعي للطفل، وتهيئته للحياة بالإضافة إلى تزويده بالخبرات العلمية والثقافية، من أجل تحقيق ذلك تقوم المدرسة جاهدة على توفير الظروف الملائمة لرعاية هذا النمو من ناحية.

ومن ناحية أخرى لمنحه مفاتيح العلم والمعرفة المتمثلة في استخدام المهارات الأكاديمية الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب، بجانب توفير أنشطة الحياة اليومية.

وتحرص المدرسة التي يوجد فيها مدير واعي ومعلمون ملتزمون  على رفع معدل تحصيل طلابهم لتكون مثلاً مشرفاً أمام الجميع، وبالتالي فهي تهتم بالتلاميذ الموهوبين والمتفوقين باعتبارهم مصدراً من مصادر الخير وسمعه للمدرسة.

وأيضاً إيماناً منها بأهمية إعدادهم ليكونوا مكسباً للوطن وعاملاً من عوامل رقيها وتقدمها، ودعماً للدور المهم الذي تلعبه المدرسة في هذا المجال.

ومن الاستراتيجيات التي يمكن تقديمها في المدرسة لرعاية ودعم التلاميذ الموهوبين والمتفوقين التي يمكن تطبيقها في مجال التعليم، التعجيل الدراسي والإثراء العلمي وتوزيع المواد الدراسية في الصفوف المناسبة وتصنيف التلاميذ.

ما هو الفرق بين الموهبة والتفوق؟

أن كلا من الموهبة والتفوق نتاج تفاعل نمطي بين البيئة والعوامل الوراثية، قد تكون الموهبة موروثة فتغلب العوامل البيئية دورها في تنمية هذه الموهبة أو إضعافها.

يوجد هناك فرق بين الطفل الموهوب والمتفوق، حيث تظهر الموهبة لدى الطفل في أي مجال ومنها التفوق، بينما الطفل المتفوق يرتبط بالمجال العلمي والتحصيل الدراسي.

والموهبة تعني قدرة الفرد على الأداء العالي وهي طاقة كامنة ونشاط مهياً، بينما التفوق يعني أداء الفرد في المستوى العالي وتحقيق لتلك الطاقة أو نتاج لهذا النشاط.

ترجع الموهبة لأسباب وراثية إذ يولد الطفل موهوباً وتقاس الموهبة باختبارات رسمية للتأكد من تواجدها، بينما التفوق معظم أسبابه بيئية، حيث يلعب البيت والمدرسة دوراً هاماً في تنميته، ويلاحظ التفوق على أرض الواقع.


شارك المقالة: