اقرأ في هذا المقال
- الديوانية وتأثيرها على المجتمع الديمقراطي
- الطابع الأساسي الذي تقوم عليه الديوانيات
- المرأة الكويتية المعاصرة والديمقراطية
الديوانية وتأثيرها على المجتمع الديمقراطي:
الديوانية: هي مجلس يومي أو أسبوعي يتجمع فيه الأصدقاء والمعارف، بحيث يكون تابع للمنزل أو يكون منفصلاً عنه، وتعود تقاليد وجود الديوانية بأساسها إلى تاريخ الكويت، وهي تشير إلى صفة مميزة يتمتع بها الكويتيون، وهي صفة التسامح والاعتراف وتقبل الرأي الآخر، فالديوانية ليست فقط التمسك بتقاليد الأجداد والقدماء، أو فرصة للتلاقي بين الأصدقاء، بل تحولت مع مرور الوقت إلى مؤسسة لها غايتها المجتمعية التي تهدف إليها، وقواعدها المتفق عليها من الجميع، بل هي تمثل الخطوة الأولى للمجتمع الكويتي الديمقراطي.
فالديوانية تشكل خطوة أبعد من ذلك فهي تشكل مرتكز أساسي لاستمرار العملية الديمقراطية في الكويت، فتتميز الديوانية بالعديد من الصفات وكانت أولها حرية التفكير والتعبير عن الرأي، وليس لوجاهة أو لمنصب أي تأثير عليها، فيتم فيها المساواة بين المواطنين العاديين بالوزير أو بأحد أبناء الأسرة الحاكمة، بحيث لا يفرق بينهما، ولا يتخاطب الناس فيها إلا بأبي فلان، وأبواب الديوانية مفتوحة فليس أمامها حارس أو مراقب.
الطابع الأساسي الذي تقوم عليه الديوانيات:
إنّ رواد الديوانية في دولة الكويت لا يمكن أن تضيق صدورهم، ولا تنطق ألسنتهم خوفاً من محاسبتهم على الكلام، ونشير في هذا السياق إلى أنّ الديوانية تشكل مرتكز قوي للتجربة الديمقراطية في المجتمع الكويتي، وتعبر الديوانية في جميع الحالات عن أفكار أصحابها وروادها، حيث يتجسد في معظمها الطابع الاجتماعي، ويدور الحديث فيها حول أمور مختلفة، وفي أحدى الديوانيات تناقش قضايا التربية والثقافة بالأساس الأولى، كما في ديوانية المرحوم عبد العزيز حسين.
وفي بعض الديوانيات يطغى الطابع السياسي عليها، بحيث تتحول العديد منها إلى منبر فكري سیاسي، حيث تلقى في القسم الأول من السهرة محاضرة ليتم التناقش بها، ثم تعود الديوانية إلى تقاليدها القديمة، وفي هذا النوع من الديوانيات يتم إلقاء محاضرة تتضمن مفهوم الحرية في الفكر العربي.
وفي أثناء الوقائع الكبرى مثل الانتخابات البرلمانية، فإنّ الديوانيات تتحول بجميع أنواعها إلى خلايا سياسية نشطة، وتعتبر الديوانية النواة الصلبة لتطور الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية في المجتمع الكويتي، ولا يتسنى لنا الإشارة في هذا الشأن إلى الدور الوطني الفعال الذي قامت به الديوانيات أيام الاحتلال العراقي، حيث قدمت للمواطنين خدمات اجتماعية وسياسية هامة جداً، وتحولت إلى خلايا نشطة للتشاور حول قضايا البلاد، ولتنظيم أعمال المقاومة والاستعداد لمرحلة إعادة البناء بعد التحرير.
وفي ذلك إشارة إلى أهم مظاهر التطور في تقاليد الديوانية الكويتية، حيث يعتبر ذلك نمط جديد ومتطور ومنفتح من الديوانيات، حيث نشير إلى واحدة من تلك الديوانيات التي يرتادها الرجال والنساء، ويؤمها أهل الثقافة والفن، وكبار رجال الدولة ورجال الأعمال.
إنّ الموقع الجغرافي للديوانية يطل على شواطئ الخليج العربي الجميلة، ويطل على أحد الآثار التاريخية المتمثلة بسور مدينة الكويت القديمة، فقد كانوا إخوان الصفا في دولة الكويت متحررين، فقد تنوعت اهتماماتهم الأدبية والفكرية والفنية، بجماعة تحت السور في مدينة تونس، وقد وسع انتشارها في الأربعينيات، بحيث نجد في صفوفها الكاتب والشاعر والفنان والإعلامي القدير، وأصبحت تعد من أهم وأبرز معالم الثقافة التونسية المعاصرة.
المرأة الكويتية المعاصرة والديمقراطية:
وهنا نشير إلى أهمية الدور الذي تغطيه المرأة الكويتية في المجتمع الديمقراطي في الدولة، فنشير بالتحدث هنا عن أصالة المرأة الكويتية وحداثتها، وفي نضالها المتواصل من أجل حصولها على حقوقها المدنية والسياسية، فلا يمكن للمرء فهم قضايا المجتمع الكويتي دون التعرف على رسالة المرأة في هذا المجتمع، فقد عرفت المرأة الكويتية المبدعة والفنانة التشكيلية والإعلامية والممثلة المسرحية والمناضلة في مؤسسات المجتمع المدني، فقد جاء اللقاء الأول مع المجتمع النسائي الكويتي صدفة، وكانت صدفة هادفة فقد تغيرت بشكل كلي النظرة الأولية عن المرأة في الكويت.
وفي تلك الفترة تم إقامة مؤسسة اجتماعية ثقافية اجتماع نسائي للمطالبة بحقوق المرأة السياسية، وكان يتمحور هذا اللقاء على مجموعة من الآراء، وكذلك تمت عملية تباحث بين وزير الإسكان والنساء حول السكن الحكومي ومشاكل المرأة الاجتماعية، فدل ذلك الاجتماع على مدى الوعي السياسي والمدني للمرأة الكويتية، بحيث خرج الوزير منهما في نهاية الحوار، ولم يكن المحاورات من نساء النخبة، بل من المواطنات من عامة السكان في الدولة.
وفي ذلك دليل على أنّ المجتمع الكويتي مجتمع ديمقراطي متطور، أشار إلى الدور البارز الذي ساهمة به المرأة، حيث تقف المرأة الكويتية في موقع متقدم عربياً، خاصة فيما يتعلق بحصولها على جميع حوقها السياسة والاجتماعية والاقتصادية، فقد استطاعت خلال العقود الماضية تحقيق الكثير من الإنجازات على مختلف المستويات.