الطريق إلى التسامح

اقرأ في هذا المقال


كي نكون متسامحين الأمر ليس شاقاً والطريق ليست طويلة، في كلّ مرّة نفكر فيها بالشخص الآخر، علينا أن نستعين بقانون الاستبدال من خلال استبدال أفكارنا السلبية بأخرى إيجابية، فلنتحدث مع أنفسنا بقولنا ” إنّني أسامحه، على كلّ شيء فعله، وأتمنى له الخير”، فليس مُخجلاً أو ممنوعاً أن ندعو الله من أجل شخص آخر أو أن نقوم على مسامحته.

التسامح يبدأ بالاعتراف:

بوسعنا أن نسرّع من عملية التحرير الشخصي، عن طريق تحمّل المسؤولية بالاعتراف عن الدور الذي قمنا به في الحَدث الذي تخاصمنا به مع غيرنا، إنَّها حفنة قليلة من الأحداث السلبية التي تستدعي الغضب والنقمة وتحدث بمعزل عنّا، أو دون إرادة منّا، لا هروب تقريباً من مساهمتنا بأمر ما في الأمور التي تحدث، وعلى هذا فنحن بحاجة ﻷن نكون أكثر نضجاً بما يكفي للاعتراف بنصيبنا من المسؤولية.

في بداية الأمر قد يكون من الصعب علينا أن نسامح، إلّا أنَّ تكرار حديث النفس بعبارات إيجابية عن التسامح قد يساعد على عملية الشفاء من الحقد وتقبّل التسامح، فقد قام العديد من الأشخاص ببناء حياتهم كراشدين انطلاقاً من مآسيهم وجراحهم، فهم يخشون من عدم بقاء شيء لديهم ليتحدّثوا عنه، إذا هم توقّفوا عن الشكوى من أسرهم وأصدقائهم أو من زيجاتهم التعيسة، ولكن كلّ ما عليهم فعله، هو الابتعاد عن القلق والتسامح فقط.

شعورنا عند مسامحة الآخرين:

عندما نسامح الآخرين ونصفح عنهم، فسرعان ما سنشعر بالسعادة والسَّكينة، فعندما تتبدد مشاعر الغضب والاستياء، ستمتلئ عقولنا بالأفكار الإيجابية، وتصبح أكثر طاقة وحيوية، كما أنَّنا سنشعر أنَّنا أكثر قوة وثقة، وسوف يُشرق المستقبل أمامنا، كما تُشرق شمس الصيف.

علينا ألّا نقلق بشأن ما سيفكّر فيه الأصدقاء أو ما يقولونه، عندما نقرّر مسامحة الأشخاص الذين أساءوا إلينا.

كثيراً ما سئم أصدقاؤنا من سماع شكوانا بسبب الأحداث المؤسفة لماضينا، والحقيقة أنَّه عندما نبدأ بالتسامح غالباً ما نجد أنَّ الرابط الوحيد الذي يكان يجمعنا ببعض الأشخاص السلبيين، هو التشاكي والتباكي، وقتها نعرف أين نحن بالضبط، ونحدّد علاقاتنا لنبدأ صفحة جديدة عنوانها الطريق نحو التسامح، وبناء علاقات جديدة مع أشخاص إيجابين، بعيداً عن الأشخاص الذين يعززون فينا معاني الحقد والكراهية والبُعد عن التسامح.

المصدر: غير تفكيرك غير حياتك، بريان تراسي، رقم الطبعة 2007.المفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم افقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.


شارك المقالة: