اقرأ في هذا المقال
ما هو التحالف الفرنسي العثماني؟
كان التحالف الفرنسي العثماني، وهو الذي يُعرف أيضًا بالتحالف الفرنسي التركي، وهو تحالفًا وقع في عام (1536) بين فرنسا وكان ملكها آنذاك فرانسيس الأول و الدولة العثمانيّة وكان سلطانها سليمان القانوني، وقد كان تحالف استراتيجي مهم، وكان مؤثرًا بشكل خاص خلال الحروب الإيطاليّة.
كم استمر التحالف الفرنسي العثماني؟
بلغ التحالف العسكري الفرنسي العثماني ذروته حوالي عام (1553) في عهد هنري الثاني ملك فرنسا، كان هذا التحالف استثنائيًا، كأول تحالف بين دولة مسيحيّة وإسلاميّة، وتسبب في فضيحة في العالم المسيحي، أطلق عليها كارل جاكوب بوركهارت (1947) اسم “الاتحاد المقدس بين الزنبق والهلال”. استمرت بشكل متقطع لأكثر من قرنين ونصف، حتى الحملة النابليونية على مصر العثمانية في 1798-1801.
ما قبل التحالف الفرنسي العثماني:
بعد الفتح التركي للقسطنطينيّة عام (1453) من قبل السلطان محمد الثاني وتوحيد مساحات من الشرق الأوسط تحت حكم السلطان سليم الأول، تمكّن السلطان سليمان الأول ابن سليم، من توسيع الحكم العثماني إلى صربيا في عام (1522)، وهكذا دخلت إمبراطورية هابسبورغ في صراع مباشر مع العثمانيّون.
الأمير العثماني جيم مع بيير دوبسون في بورجانوف، (1483-1489)، يبدو أن بعض الاتصالات المبكرة حدثت بين العثمانيّين والفرنسيّين، أفاد فيليب دي كومينيس أن بايزيد الثاني أرسل سفارة إلى لويس الحادي عشر في عام (1483)، عندما تم احتجاز جيم شقيقه ومنافسه على العرش العثماني في فرنسا، في بورجانوف من قبل بيير دوبسون.
رفض لويس الحادي عشر مقابلة المبعوثين، لكن المبعوث عرض مبلغًا كبيرًا من المال والآثار المسيحية حتى يظل جيم محتجزًا في فرنسا، تم نقل جيم إلى عهدة البابا إنوسنت الثامن عام (1489) كانت فرنسا قد وقعت أول معاهدة أو استسلام مع سلطنة المماليك في مصر عام (1500)، في عهد لويس الثاني عشر والسلطان بايزيد الثاني، والتي قدم فيها سلطان مصر تنازلات للفرنسيّين والكتالونيّين، والتي تم تمديدها لاحقًا من قبل السلطان سليمان القانوني.
كانت فرنسا تبحث بالفعل عن حلفاء في أوروبا الوسطى، تم تعيين سفير فرنسا أنطونيو رينكون من قبل فرانسيس الأول في عدة بعثات إلى بولندا والمجر بين (1522) و (1525) في ذلك الوقت، بعد معركة بيككو عام (1522)، كان فرانسيس الأول يحاول التحالف مع الملك سيجسموند الأول القديم في بولندا.
أخيرًا، في عام (1524)، تم توقيع تحالف فرنسي بولندي بين فرانسيس الأول وملك بولندا سيجيسموند الأول حدث تكثيف كبير للبحث عن حلفاء في أوروبا الوسطى عندما هُزم الحاكم الفرنسي فرانسيس الأول في معركة بافيا في (24) فبراير (1525)، على يد قوات الإمبراطور تشارلز الخامس وهو ملك إسبانيا وإمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
بعد عدة أشهر في السجن، أُجبر فرانسيس الأول على ذلك، التوقيع على معاهدة مدريد المهينة، والتي اضطر من خلالها إلى التنازل عن دوقية بورغوندي وشاروليه للإمبراطوريّة، والتخلي عن طموحاته الإيطاليّة، وإعادة ممتلكاته وأوسمه إلى الخائن كونستابل دي بوربون وهو أحد القادة العسكريين الفرنسيين، أجبر هذا الموقف فرانسيس الأول على إيجاد حليف ضد إمبراطور هابسبورغ القوي، وكان قد وجد ذلك في شخص السلطان سليمان القانوني.