التحول الرقمي في علم الاجتماع الرقمي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر التحول الرقمي بأنه عبارة عن تحدي استراتيجي، تلعب فيه الثقافة دورًا حاسمًا والثقة هي المكون الرئيسي، والهدف منه هو تعظيم قيمة التكنولوجيا والبيانات والأشخاص.

التحول الرقمي في علم الاجتماع الرقمي

هذه التكنولوجيا ضرورية الآن أكثر من أي وقت مضى ولا شك فيها، وغالبًا ما يتم تجاهل أهمية وجود استراتيجية واضحة للتعامل مع التحول الرقمي وقائد يتمتع بالمهارات والقدرات اللازمة لتوجيه المؤسسة الاجتماعية نحو ثقافة جديدة تسمح لها بالتنقل في بيئة اليوم التي يسودها عدم اليقين المستمر.

مراحل الكفاءة الرقمية في علم الاجتماع الرقمي

يمكن تقسيم تكامل الكفاءات الجديدة على المستوى التنظيمي إلى أربع مراحل، على غرار المراحل الأربع لتعلم مهارة أو قدرة جديدة أو مراحل التطور الرقمي في المنظمات، ويتمثل هذه المراحل من خلال ما يلي:

1- رؤية القناة: عدم الكفاءة اللاواعية، تحاول الشركات الاجتماعية إدارة نموذج توزيع واحد من خلال قنوات مختلفة، وتصبح القنوات بديلاً لكفاءة التوزيع، في هذه المرحلة الأولية تشن كل قناة حربها الخاصة، مما يؤدي غالبًا إلى درجة معينة من المنافسة بين القناة التقليدية والقناة الرقمية، من منظور المستخدم لا معنى لهذا الخلل الداخلي؛ لأنه يحدث في نفس تجربة العلامة التجارية، لقد فسرت هذه المنظمات التحول الرقمي على أنه تمرين في الكفاءة يؤثر على الجزء الأثخن من بيان الدخل.

2- الرؤية عبر القنوات: عدم الكفاءة الواعية، تبدأ الشركات الإجتماعية في قبول أن الرقم الرقمي هو أكثر من مجرد تجربة مستخدم متعددة القنوات وأن التكنولوجيا يمكن أن تسهل وتعزز أجزاء متعددة من نموذج التوزيع أو سلسلة القيمة، بدأوا في اكتشاف أنه يمكنك حقًا الجمع بين التحسين الرقمي على مستوى نموذج الأعمال التقليدي وإمكانيات الابتكار الأخرى الأكثر جذرية أو التخريبية، يبدأون في الاستغلال والاستكشاف، استغلال نموذج العمل الحالي من خلال زيادة الأرباح بينما يستكشفون في نفس الوقت نماذج أعمال جديدة بهدف ضخ الربحية في المستقبل.

3- رؤية تتمحور حول المستخدم: الكفاءة الواعية، تلك الشركات الإجتماعية التي تنظر بالفعل إلى كل تفاعل مع المستخدمين على أنه شيء يمكن قياسه، أدركت أن التكنولوجيا هي عامل تيسير لكن الرافعة الحقيقية للتحول الرقمي هي الأشخاص، نتيجة لنضجهم فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا وتحسين إمكانيات تتبع البيانات فهم يعرفون أن بعض المهارات والقدرات ستولد تمايزًا في المستقبل، لقد اكتشفوا أن ثقافة الشركة هي واحدة من أقوى أدوات التغيير.

4- الرؤية المترابطة: الكفاءة اللاواعية، في هذه المرحلة النهائية نجحت الشركات الإجتماعية في تطوير نموذج أعمالها، التكنولوجيا والبيانات هي ميسرات الاستراتيجية، لقد طوروا أفضل طريقة لتسريع تحويل الثقافة إلى عمليات وأشكال جديدة من العلاقات بين المهنيين، المهارات التقليدية والجديدة لم تعد مصدر احتكاك، في هذه المرحلة الأخيرة تعرف الشركات الإجتماعية التكنولوجيا التي يجب دمجها بناءً على احتياجاتها الخاصة بدلاً من الضجيج الأخير، كل شركة قادرة على ترجمة التكنولوجيا إلى الاحتياجات بناءً على خارطة طريق، من بين أمور أخرى هذا لأنهم حددوا بالفعل إلى أين يرغبون في الانتقال إلى التحول الرقمي بدلاً من مجرد الاستجابة للتحول أو إلى الرقم الرقمي نفسه.

التكنولوجيا والبيانات والأشخاص في التحول الرقمي في علم الاجتماع الرقمي

يعني التحول الرقمي ببساطة تعظيم قيمة التكنولوجيا والبيانات والأشخاص، العنصر الرئيسي في هذا التعظيم هو الثقة، ويتمثل ذلك من خلال ما يلي:

الثقة على مختلف المستويات

الثقة بين الأشخاص الذين يتشاركون مساحة استراتيجية ورؤية فريدة، ثقة الناس في التكنولوجيا بشكل عام وكميسر للرؤية والاستراتيجية، ثق في إمكانية تتبع جميع المعلومات والبيانات في هذا السياق الجديد، تعتمد كل هذه الثقة على تحقيق التوازن الصحيح بين استخدام البيانات لبناء القيمة والمخاطر التي يمثلها استخدامها على الأمان، نحن نعيش في بيئة سهلت فيها التكنولوجيا نقل البيانات إلى الخارج والتي تسمح لنا فيها البرامج والأنظمة الأساسية والبنى التحتية كخدمات، باتخاذ مسار أطول نحو الكفاءة والفعالية، ومع ذلك فإن أمان البيانات التي نحتفظ بها في السحابة يجعلنا أكثر عرضة للخطر، وكل شيء هو عملية توازن دقيقة في بيئة أقل محلية بشكل متزايد.

فيما يتعلق بحماية البيانات تضع الدول قدر أكبر من الحماية  على البيانات، وأن التطوير الرقمي من قبل الشركات محدود للغاية، بسبب القيود المفروضة على استخدام بيانات الطرف الثالث، وبالنظر إلى أنه في العصر الرقمي يعد استخدام المعلومات والبيانات التي توفرها التكنولوجيا حافزًا للتغيير، البيانات هي إحدى الروافع ذات التأثيرات المضاعفة الأكبر في التحول الرقمي، ويسمح لنا بالتعلم والتحسين، وحتى إنشاء نماذج أعمال جديدة وتوليد قيمة للاقتصاد، من المنطقي أكثر تصميم إطار قانوني يشجع التنسيق ويسمح للمنافسة بتوجيه القدرة على الابتكار كأداة للتمايز.

إن قيادة التغيير الرقمي مسألة تتعلق بالأشخاص والمهارات، وقد تكون التكنولوجيا ضرورية أكثر من أي وقت مضى لكنها وحدها لا تكفي، الاستراتيجية أكثر أهمية والمدير التنفيذي هو الذي يجب أن يقود عملية الانتقال.

التكنولوجيا

نحن جميعًا على دراية بمفاهيم مثل البيانات الضخمة أو الواقع المعزز، وهي مفاهيم يتم التخلي عنها بسرعة وتفسح المجال لتقنيات جديدة لا يمكن نطقها، في هذا العام بالذات  قد نشهد دمج استخدام البيانات والتقنيات وروبوتات الدردشة والتقنيات مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأن التقنيات الجديدة تنفجر على الساحة يجب على جميع المحترفين أن يقرروا بناءً على معرفتهم بقطاعهم الخاص، قدراتهم الإستراتيجية المحددة ومهاراتهم الإبداعية والتنفيذية فيما يتعلق بالابتكار، التقنيات التي تساعدهم بالفعل في تحقيق أهدافهم الاستراتيجية.

بالإضافة إلى البيانات والتكنولوجيا هناك أشخاص، على الرغم من أنه من الممكن اليوم إنشاء أنظمة ذكية ذكاء اصطناعي ذات قدرة مذهلة على التعلم والتطور، إلا أن لم نتمكن بعد من بناء نظام قادر على محاكاة الحدس البشري، تستمر قدرت الإبداعية وحدس وشغف في أن تكون هي ما يشحذ عجلات أي عملية تحول، ومن المستحيل أن تغير المنظمة استراتيجيتها عندما تسحبها ثقافتها نحو مساحة من عدم التعاون، ويمكن للثقة أن تمنع أو تحفز محور الأشخاص في معادلة التحول الرقمي، ويتطلب الانتقال المستقبلي ثقافة جديدة يجب أن يكون فيها الاختبار والتعلم جزءًا من الحمض النووي لكل موظف.

قبل كل شيء يعد التحول الرقمي تحديًا استراتيجيًا تلعب فيه الثقافة دورًا حاسمًا، إن سبب إدراج التحول الرقمي على جدول أعمال الرؤساء التنفيذيين والحكومات على حد سواء يرجع إلى القيمة الاقتصادية والاجتماعية التي ينطوي عليها التحدي هو قدرة مبادرة التحول الرقمي الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي.


شارك المقالة: