قامت الهند وأثناء الحرب الأهلية السريلانكية بنشر قواتها في سريلانكا؛ وذلك بعد الاتفاق الذي تم عقده في عام 1987 ميلادي بين سريلانكا والهند، وكان الهدف من تلك الاتفاقية مساعدة سريلانكا في وقف الحرب الأهلية السريلانكية التي كانت بين الحكومة السريلانكية ونمور إيلام التاميل، لتقوم الهند بعد ذلك بنشر قواتها لحفظ السلام، وكانت الهند تسعى من خلال ذلك التصرف العمل على جعل لها مكانة قوية في المنطقة.
التدخل الهندي في الحرب الأهلية السريلانكية
حسب ما ذكر العلماء السياسيين أنّ التدخل الهندي في الحرب الأهلية السريلانكية أصبح أمراً ضرورياً وخاصة انّ الحرب الأهلية السريلانكية اصبح لها تاثير كبير على الأمن الداخلي والخارجي للهند وكان شكل ذلك التهديد على النحو التالي، من حيث الناحية الخارجية فأنّ القوى الخارجية سوف تقوم بإنشاء قواعد عسكرية لها في سريلانكا والذي سوف يؤدي بدوره ذلك على تشكيل تهديد إقليمي للهند، أما من الناحية الداخلية فأنّ نمور إيلام تاميل أسست لها قواعد عسكرية ومسيطرة عليها في الهند وسريلانكا وسوف يشكل ذلك تهديد أمني للأراضي الهندية.
تمكنت جماعة نمور إيلام تاميل من إقامة علاقات سياسية قوية لها مع الأحزاب السياسية الموجودة في جنوب الهند والتي كانت تقوم بدعمها سياسياً وعسكرياً ومن ثم بدأت تلك الجماعات المطالبة بالانفصال وبدأت بعد ذلك بتكوين علاقات أكبر مع جميع الأحزاب السياسية الهندية والتي بدأت تشكل على الأمن القومي الهندي، على الرغم من انّ سريلانكا كانت معتمدة نظام عدم الانحياز، إلا أنّها اتجهت بعد ذلك إلى اتباع سياسة الدعم للدول الغربية واعتمدت نظاماً اقتصادياً مفتوحاً، لتكون أول دولة في جنوب شرق آسيا تعتمد نظام الاقتصاد الحر المفتوح.
لم تكن العلاقات بين الهند وسريلانكا بعد ذلك جيدة، فقامت الهند في عام 1983 ميلادي بدعم الجماعات المتمردة في شمال سريلانكا وقامت بإرسال الأسلحة والأموال لهم وعَملت على تدريب قواتهم على القتال، وكانت تقوم بإرسال قواتها الجوية من أجل إرسال الطعام للمقاتلين وذلك كونهم كانوا في منطقة محاصرة، الأمر الذي أغضب سريلانكا وقررت خوض حرب ضد الهند في حال لم تتوقف عن دعم المتمردين، تم بعد ذلك توقيع اتفاقية بين الهند وسريلانكا بعدم التدخل.