التراث ودوره في حدوث التغير الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


تشمل بعض الثقافات على أهمية كبيرة التي تؤثر على عملية الابتكار والتغير الاجتماعي، وبالتالي ترى أن الشيء الجديد له مبرر من أجل تقبله وفحصه وتطبيقه.

التراث ودوره في حدوث التغير الاجتماعي:

إن عملية التراث تشجع على التطوير والأخذ بالجديد في جميع الوسائل المتاحة، في حين أن التراث في بعض المجتمعات له سيطرة كبيرة عليها ويتصف بالمحافظة الثقافية والاجتماعية، ويرجع ذلك إلى الطابع النسقي المتكامل للثقافة.
مثال أن الفلاح أو القروي يشكك بما هوجديد ولا يقبل به عندما يكون غير متأكد منه، وأن الأمثال الشعبية لها دور كبير في عملية التثبيت الأتنوجرافي وبالتالي فإنه يحد من حدوث التغير الاجتماعي والثقافي السريع ومن الأمثلة عليه ما هو منتشر في المجتمعات الأمريكية والآسيوية والأفريقية.
فعند الأسبان والأمريكان الذين يكونون من أصول أسبانية ينتشر عندهم المثل الذي يقول “قديم أعرفه خير من جديد لا أعرفه” ولكن في ايطاليا ينتشر لديهم المثل القائل ” ثق وارضى بما فعله أبوك وإلا حالفك الفشل” “لو سرت على تهج السلف ما عضك كلب أبداً”.
هناك العديد من العناصر من التراث غير الامثال ولها أهمية في حدوث التغير الاجتماعي والثقافي ومنها المعتقدات والعادات والتقاليد الشعبية، حيث أن العادات والتقاليد تساهم في إعاقة التغير الاجتماعي والثقافي وتزيد من المقاومة تجاه التجديد ورفضه بشكل كامل وتمثل حواجز في المجتمعات يقف في وجه عملية التغير الاجتماعي.

التراث في المجتمعات النامية ودوره في التغير الاجتماعي:

إن محاولة إعادة صياغة وبناء التراث أمر ضروري لأن المجتمعات النامية هي مجتمعات تراثية والنموذج الاجتماعي التراثي يعاني من العديد من المشاكل والعيوب وهو وسيلة معيقة لعملية التقدم والتغير في المجتمعات وعملية نهضة المجتمعات النامية.
حيث أن التراث يعد منفصل عن الواقع الاجتماعي وليس شيء محدد وليس له موجه لأن التراث يعد فكر وواقع في نفس الوقت، ويتم أخذ التراث كله أو يتم إلغاؤه كله ولا يقبل النقل والتجزئة، فإن التراث يعد حقيقة أبدية لا يمن أن تتطور أو تتغير فلا فرق بين الماضي والحاضر والمستقبل.
فإن عملية التقدم نحو ما هو جديد يتطلب أن يتم التخلص من ما هو قديم، وهناك وجود جماعتين جماعة تطلب التجديد والتغير والتخلص من ما هو قديم ومتخلف وجماعة تطلب المحافظة على التراث وما هو قديم وترفض التغير بجميع أشكاله، وتم إيجاد نمط ثالث وهو إعادة بناء التراث أو ما يعرف بـالتراث والتجديد.
إذ أن النمط التراثي يرفض التغير الاجتماعي ويضحي به وذلك من أجل المحافظة على التراث والنمط غير المحافظ على التراث من أجل حدوث التغير، فإن عملية تجديد التراث وإحيائه وذلك حسب احتياجات العصر وهو الذي يقوم بالمحافظة على التراث ويهدف إلى التقدم والقضاء على معوقات التغير الاجتماعي.


شارك المقالة: