التصحيح الزائد في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة

اقرأ في هذا المقال


التصحيح الزائد في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

التصحيح الزائد، إجراء يتصف بالتعقيد وغير سهل تعريفه، وبشكل عام فهذا الإجراء يتضمن لوم الفرد بعد قيامه بالسلوك غير مناسب، وتذكيره بما هو مناسب، وما هو غير مناسب.

ومن ثم يطلب منه إزالة أضرار المخرجات السلوكية غير المناسبة، أو عمل سلوكات نقيضة للسلوك غير المناسب الذي ينبغي تخفيفه بشكل مستمر لفترة زمنية معينة.

النمط الأول الذي قد يأخذه التصحيح الزائد، والمتعلق بإزالة الضرر الذي ينتج عن السلوك بتصحيح الوضع، هو الطلب من الفرد إعادة الوضع إلى أفضل مما کان سابقاً قبل حدوث السلوك غير المناسب، أما النمط الآخر للتصحيح الزائد المتعلق بتأدية سلوكات لا تتوافق مع السلوك غير المناسب، فيسمى بالممارسة الإيجابية.

کان أول من استخدم التصحيح الزائد (ريتشارد فوكس وناثان أزرین) وكان المبدأ الذي انطلق منه في تطوير هذا الإجراء، هو أن على الشخص الذي يسلك علی نحو غیر مقبول، فيحدث ضرراً في البيئة أن يتحمل مسؤولية سلوكه، فيعيد الوضع إلى أفضل مما كان عليه سابقاً.

كذلك اقترح (فوت وأزرين) أن الهدف من التصحيح الزائد هو هدف تعلیمي، وليس مجرد تقليل السلوك غير المقبول، ولهذا اقترح الممارسة الإيجابية، والأمر المهم الذي يقوم على نجاح التصحيح الزائد، هو عدم تحفيز الفرد أثناء تأديته للسلوكات التي تطلب منه.

وفي السلوكات التي تسمى عادة بسلوكات التصحيح الزائد، كذلك يجب أن يقوم الفرد بتأدية تلك السلوكات خلال مدة كفاية، ولأن التصحيح الزائد نوع من أنواع العقاب، فهو أيضاً قد يؤدي إلى استجابات انفعالية مختلفة كالعدوان والهرب.

الدراسات التي بينت فعالية التصحيح الزائد في خطة تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة:

قد بينت مئات الدراسات فعالية التصحيح الزائد، كإجراء لتقليل السلوك غير المقبول، فمن أحد هذه الدراسات قام (أزرین وویسولوسكي) بإيقاف سلوك السرقة لدى مجموعة من الأشخاص المتخلفين عقلياً باستخدام التصحيح الزائد .

كانت المشكلة لدى هؤلاء الأشخاص هي أنهم يسرقون مأكولات بعضهم بعضاً، كالعصير  والبسكويت وغيرها، وفي البداية استخدم هذان الباحثان إجراء أسموه التصحيح البسيط، اشتمل على الطلب من الشخص السارق إعادة ما سرقه إلى صاحبه.

واستمرا في استخدام هذه الطريقة مدة خمسة أيام، فوجد أن معدل السرقات كان حوالي عشرين مرة في اليوم الواحد، وفي اليوم السادس ابتدأ المعالجان باستخدام التصحيح الزائد، فقاما بتوبيخ السارق وطلبا منه أن يعيد ما سرقه، والتوقف عن تناول الطعام.


شارك المقالة: