التعريف الأكثر شيوعا والأساسي للأنثروبولوجيا

اقرأ في هذا المقال


يعيش الإنسان في المجتمع باتباع نمط ثقافي معين. ففي المجتمعات المختلفة تكون قواعد الثقافة مختلفة. وبشكل عام الأنثروبولوجيا تتعامل مع دراسة هذا جانب من جوانب الإنسان. ولكن كتخصص الأنثروبولوجيا لها معنى مختلف في دول مختلفة. فمن خلال انعكاس التنوع في الفكر البشري نجد الفكر المحيط بالأنثروبولوجيا مختلفاً. وهذا يعني أن للأنثروبولوجيا تعاريف مختلفة بختلاف المكان والزمان، وبختلاف الثقافة والعادات والتقاليد المتنوعة في مختلف شعوب العالم، ففي هذا المقال سنوضح التعريف الأكثر شيوعاً والأساسي للأنثروبولوجيا، كما سنتطرق إلى استخدام مصطلح علم الأعراق البشرية بدلاً من مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية.

التعريف الأكثر شيوعا والأساسي للأنثروبولوجيا:

يعتبر التعريف الأكثر شيوعًا والأساسي للأنثروبولوجيا هو القول أن الأنثروبولوجيا هي دراسة الإنسان عبر الزمان والمكان. فالأنثروبولوجيا تتعامل مع كل جانب من جوانب كائن بشري. كما إنها لا تدرس البشر في السياق الحالي فحسب، بل إنها تدرس أيضًا رحلة البشر عبر مسار التطور من عصر البليستوسين وحتى العالم اليوم المعولم وتحاول أيضًا تتبع مسار المستقبل.

فالدراسات الأنثروبولوجية للإنسان بغض النظر عن أي حدود جغرافية تدرس الإنسان ككل وتحاول أيضًا دراسة الاختلافات داخله. فالإنسان يعتبر هو أروع مخلوق في العالم الذي يحتوي على التنوع الثقافي والاجتماعي وتوطيني فيه. فلا مثيل له حيث تمثل الأنواع مجموعة متنوعة في حد ذاتها فيما يتعلق بالثقافة. كما يعطي الاختلاف الثقافي نظرة متنوعة لنفس نوع Homo sapiens.

وبيولوجياً يعتبر تعريف الإنسان العاقل هو مجتمع متزاوج، لكن ثقافياً يخلق الإنسان قواعد مختلفة للزواج. حيث لا تحتوي نفس الأنواع على سكان متزاوجين. ويعرف الحظر الثقافي نمط الحصير. وبالمثل، من الناحية البيولوجية جميع الأعضاء من نفس النوع، أي الإنسان العاقل له إمكانات متساوية بين أفراده.

لكن يميز الإنسان نفسه على أساس العرق. ويمكننا أن نذكر الكثير من هذه الأمثلة التي تقنعنا بتعريف الأنثروبولوجيا كعلم فريد لدراسة إنسان يضم جميع الاختلافات والتشابهات الداخلة. حيث يكتشف علماء الأنثروبولوجيا ذلك الاختلاف وفي نفس الوقت يحاول معرفة الخصائص العامة ضمن نفس النوع. فالأنثروبولوجيا تعترف بشكل منهجي في البحث في جميع مظاهر الإنسان والنشاط البشري بشكل موحد.

حيث يستخدم مصطلح الأنثروبولوجيا بشكل عام في بريطانيا العظمى وفي البلدان الأخرى. وبدعم من البروفيسور كلود ليفي شتراوس عالم الأنثروبولوجيا، فإن المصطلح واسع أيضًا ويستخدم في فرنسا وهولندا والدول الاسكندنافية. فالأنثروبولوجيا  تشير إلى معنى مختلف في بلدان مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا والبلدان الأخرى من القارة الأوروبية.

لذلك، غالبًا ما نرى طبيعة متنوعة يشار إليها بمصطلح الأنثروبولوجيا في بلدان مختلفة. حيث تشير الأنثروبولوجيا في بريطانيا العظمى إلى المادية الأنثروبولوجية التي تدرس الجانب البيولوجي للإنسان. أما الأنثروبولوجيا في إنجلترا فتفهم على أنها علم الأعراق أو علم الاجتماع كما هو الحال في البلدان الأخرى في القارة الأوروبية.

وباختصار، الأنثروبولوجيا في أوروبا نفسها لها معنيان مختلفان. أما من ناحية أخرى في الولايات المتحدة الأمريكية، تعتبر الأنثروبولوجيا أكبر وأشمل. وتغطي دراسة الإنسان من جوانب مختلفة. حيث لا تعتبر فقط دراسة للإنسان ككائن اجتماعي لكنها تركز أيضًا على الجانب الثقافي له.

مصطلح علم الأعراق البشرية بدلاً من مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية:

ففي القرن التاسع عشر، كان “علم الأعراق البشرية” هو المصطلح المستخدم بدلاً من مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية أو الثقافية. حيث أن المصطلح اليوناني ethos يعني العرق والمنطق يعني الدراسة. وهكذا، تمت الإشارة إلى علم الأعراق ليكون دراسة السلوك المتنوع للمجموعات العرقية. حيث يغطي التمييز الثقافي جزءًا كبيرًا من هذه الدراسة. إلى جانب ذلك، دراسة التغيرات الثقافية أيضًا.

ففي بعض الأحيان، يتم تعريف الأنثروبولوجيا الاجتماعية في سياق الإثنولوجيا. فعلماء الأعراق، الذين يركزون على العلاقات الاجتماعية، مثل الأسرة والقرابة والعمر والجماعات والتنظيم السياسي والقانون والأنشطة الاقتصادية والإدارة، هي نفسها الدراسات التي تسمى الأنثروبولوجيا الاجتماعية. حيث دعم موقف رادكليف براون إنكار علماء الأنثروبولوجيا الإنجليزية فائدة الدراسات التاريخية في الأنثروبولوجيا وركزت على البنية الاجتماعية.

وفي هذا السياق، تعتبر الأنثروبولوجيا الاجتماعية دراسات غير تاريخية من وجهة نظرهم بينما الإثنولوجيا هي دراسات تاريخية. وبامتياز، حيث أن الأنثروبولوجيا الاجتماعية تمثل الفكر الذي يتبع المدرسة البريطانية والتي يمكن تعريفها بحق على أنها دراسة شاملة للتركيب الاجتماعي والتنظيم الاجتماعي والبنية الاجتماعية للمجتمعات البريطانية.


شارك المقالة: