إنّ عملية قبول التغيُّر عملية ليست سهلة في المُجتمعات الإنسانية، فالبعض منها يظهِرُ التغيُّر فيها على درجة عميقة ومنتشرة، وبعضها يضع العقبات في طريق التَّطور والتغيُّر الاجتماعي، ممّا يؤدي إلى بطء التّغيُّر أو إلى الجمود.
ما هي عوائق التغير الاجتماعي
١- الرغبة في المحافظة على الثقافة التقليدية: إنَّ الثقافة التقليدية لطبقاتٍ مُحافِظَةٍ من الناس تؤثّر بشكل مباشر على قطاع كبير من التجمُّعات السكانية في مجتمع معينٍ؛ حيث تقود هذه التجمُّعات إلى رفض الجديد والمحافظة على القديم، على الرغم من الانتقادات الموجّهة إليها إلَّا أنهم يُصرّون على ضرورة المُحافظة على هذا التراث والذي يُعتَبر ميراث المجتمع من الأجيال السابقة.
٢- العزلة الاجتماعية: إنَّ العزلة الاجتماعية التي يعيش فيها المجتمع قدْ تكون عائدة إلى أنَّ مستوى التَّجمّعات الإنسانية مُتدَنٍ إلى الحدّ الذي يكون فيه أقل من مستويات التَّقدُّم الحضاري العالمي، وإلى أنَّ مواقعها الجغرافية لا تسمح لها بالاحتكاك مع المجتمعات الأخرى، وربّما تكون هذه العزلة قسرية فرضتها قوى استعمارية خارجة عن إرادة الشعب.
٣- ركود حركة الابتكار والتجديد: تعود هذه الظاهرة إلى انخفاض المستوى العلمي والثقافي، وإلى عدم تقدير الباحثين ورعايتهم وتوجيههم، وعدم توفُّر القدرات المادية لامتلاك المخترعات التكنولوجية، ونقص الموارد الاقتصادية، والصورة المعدنية، وكذلك لا توجد حاجة مُلِحَّة للابتكار، وعدم الوعي الشعبي لمضامين التغير والتجديد والاختراع.
العوائق السياسية: عدم توافر الاستقرار السياسي يؤدي بالسلطة إلى توزيع جهودها، وإلى إعادة الأمن كما يؤدي إلى هجرة الأدمغة إلى الخارج، هذا بالإضافة إلى أنَّ تشجيع القادة للحروب الخارجية يؤدي إلى تدمير الثروة المادية والبشرية، وهذا يجعلها تجد مجتمعاتها في مشاكل اجتماعية واقتصادية تشغلها عن النهوض بمستوى معيشة أفرادها.
٥- عدم التَّجانس السُّكَّاني: قدّ يتكون المجتمع من أقلّيَّات وطبقات مُتعدِّدة، وقد تكون مُتعادية ومتصارعة وبينها تناقضات اجتماعية الأمر الذي يؤدي بالمجتمع إلى الانقسام والتَضادّ الاجتماعي وعدم تقدُّم المستويات الاجتماعية.
تحديات التغيير الاجتماعي: البحث عن طرق لتجاوز العوائق
تعتبر التغيرات الاجتماعية أمرًا حتميًا في تطور المجتمعات، حيث يعكس التطور والتغير الديناميات الحية التي تشكل الأساس للتحسين والتقدم. ومع ذلك، يتعرض هذا المسار لتحديات وعقبات متعددة تعوق تحقيق أهداف التغيير الاجتماعي. فيما يلي استكشاف بعض هذه التحديات والسعي إلى فهم كيف يمكن تجاوزها بفعالية من أجل تحقيق التقدم المستدام.
1. مقاومة الثقافة والتقاليد: تعتبر المقاومة للتغيير من أبرز التحديات، حيث يتسبب التمسك بالتقاليد والعادات في تثبيط الرغبة في التبني المجتمعي. يتطلب هذا التحدي تحديث وتغيير الأفكار والتصورات القديمة التي قد تكون عائقًا أمام التطور.
2. تفاوت الفرص والموارد: التفاوت في توزيع الفرص والموارد يعيق التغيير الاجتماعي، حيث يجد الأفراد في طبقات محددة من المجتمع صعوبة في الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل، مما يؤدي إلى تعقيد مسار التغيير.
3. الأوضاع الاقتصادية والفقر: تلعب الأوضاع الاقتصادية دورًا حاسمًا في تحديد قدرة المجتمع على تحقيق التغيير. الفقر وضيق الحال المالية يمكن أن يقللان من فعالية الإجراءات التغييرية ويجعلانها أكثر تعقيدًا.
4. نقص التوعية والتعليم: تحديات التغيير الاجتماعي تتزايد عندما يكون هناك نقص في التوعية والتعليم. الوعي بأهمية التغيير والفهم الشامل للفرص المتاحة يلعبان دورًا كبيرًا في إزالة العقبات.
5. القضايا السياسية وسوء الحكم: تؤثر القضايا السياسية وسوء الحكم على فعالية التغيير الاجتماعي، حيث قد يكون التشريع غير فعّال أو يعجز عن تحقيق التوازن بين مختلف الفئات والقضايا الاجتماعية.
6. التحديات التكنولوجية: رغم أن التكنولوجيا تعتبر دافعًا للتغيير، إلا أن التحديات التكنولوجية مثل انقطاع الاتصال أو التفاوت في وصول التكنولوجيا يمكن أن تعيق جهود التغيير.
في النهاية، يبرز أهمية التفاعل مع هذه التحديات بطرق مبتكرة ومستدامة. من خلال التفهم العميق لأصل التحديات واستخدام الحوار والتواصل الفعّال، يم