التغير الاجتماعي والحضاري

اقرأ في هذا المقال


التغير الاجتماعي والحضاري:

أحدثت التغيرات التكنولوجية والاقتصادية في القرون القليلة الماضية تغييرات جوهرية وشكلت عالماً جديداً بالكامل ومن الأمثلة على هذه التغييرات:

تغير نظام تقسيم العمل من نظام مزدوج قائم على الجنس (ذكر وأنثى) إلى نظام متشعب يعتمد على العمل المتكافئ والمتباين.

لقد تغير نمو اقتصاد الخدمات؛ لأن الأفراد وجدوا أن أنشطة العمل تنقسم إلى:

1- الصناعة الأولية التي تتعامل مباشرة مع استخراج المواد الخام.

2- الصناعة الثانوية وتشمل المواد الخام المستخدمة في الصناعة.

3- الصناعة الثالثة مثل الخدمات الشخصية ومستحضرات التجميل والترفيه والتجارة.

دور الأنشطة الاقتصادية في التغير الاجتماعي:

نقوم بتحويل الأنشطة الاقتصادية البشرية من الزراعة إلى الصناعة ثم إلى صناعة الخدمات ولهذه التغيرات الاقتصادية تأثيرات اجتماعية عديدة على الحياة اليومية للفرد بما في ذلك ما يلي:

1- التغيرات الوظيفية لكل جيل؛ لأن الجيل الحالي يشتعل في صناعة الخدمات بينما الجيل السابق يعمل في الصناعة الثانوية.

2- تتطلب صناعة الخدمات مهارات عالية بما في ذلك التعليم العالي والتدريب التقني أكثر بكثير من الصناعة الثانوية والصناعات الأولية التي يخدمها الجيل السابق.

3- نظراً لتطور صناعة الخدمات فقد ظهرت الأعمال التي يعمل بها الجيل الحالي مقارنة بالجيل السابق فإنهم يتمتعون باعتبارات اجتماعية وعائدات مالية أعلى.

4- تظهر الإدارة البيروقراطية في المؤسسات المعاصرة فمثلاً المؤسسات الاقتصادية الحديثة لا يديرها شخص واحد بل عدة أشخاص أو مجموعة من مالكي الأسهم والسندات، وهذه الميزة تجعل الخصائص الفعالة للسياسات التي تتحرك نحو أهداف أفضل بدلاً من أن يديرها شخص واحد.

التغيرات الثقافية ودورها في التغير الاجتماعي:

التغيرات الثقافية تعني تغييرات في العناصر المادية وغير الملموسة للحضارة أي المعرفة والأفكار والفن والدين والأخلاق والآلات والتكنولوجيا، تعتقد سالي وايت أن التغيرات في الحضارة حدثت في ثلاثة زاويا:

1- الزاوية الفنية.

2- ركن اجتماعي.

3- منظور فكري.

رأي وليم أوجبرن بالتغير الحضاري:

يعتقد ويليام أوجبرن أن التغيير الثقافي قد مر بثلاث مراحل وهي:

1- الاختراع والإبداع:

يشير هذان العنصران إلى قدرة الحضارة على خلق أشياء جديدة وهذه الأشياء الجديدة إما ذاتية مستمدة من أفكار وقدرات الإنسان أو مشتقة من قدرات أخرى أو قدرات خارجية وقد تم عمل ابتكارات إبداعية على هذا الأساس أو تعزيزها على سبيل المثال الابتكار التكنولوجي والإبداع للبشرية في اختراع عجلة الغزل ثم القارب لا يعتمد على الابتكارات السابقة بينما تعتمد آلات النسيج والورق والطباعة والكتابة على ابتكارات سابقة.

2- التراكم:

يشير إلى الحصول على إبداعات سابقة وزيادة نشاطات إبداعية حديثة أخرى إليها.

3- الانتشار:

وهذا يعني أن نمو الحضارة وتغيرها لا يعتمد فقط على الابتكار والاختراع ولكن أيضًا على التواصل بين الدول والمؤسسات الدبلوماسية والمهاجرين والرحالة وانتشار التجارة والزواج المختلط والاتفاقيات الثقافية التي تطلق بشكل مباشر أو غير مباشر ابتكارات جديدة.

يشير مصطلح التغير الاجتماعي إلى التغييرات في الطريقة التي يتفاعل بها الأفراد والتي بدورها تؤدي إلى تغيرات في سلوكهم الاجتماعي وأدوارهم ووضعهم الاجتماعي، وهناك نوع آخر من التغيير هو التغيير الثقافي ويشير إلى التغييرات في الأنظمة الاجتماعية والقواعد التي تغير حياة الناس اليومية.

أساس هذا التغيير هو ابتكار جديد مثال على التغير يمثل اختراع السيارة نوعًا من يمثل ابتكار النقل ووسيلة النقل تغييرًا ثقافيًا يؤثر على العلاقات الشخصية وكذلك الأصدقاء جنبًا إلى جنب مع أصدقائه وآثار نمط التفاعل الأسري ووضع السكن والإقامة.

مصادر التغير الاجتماعي:

هناك مصادر مختلفة للتغير الاجتماعي ولكن يمكن القول أن هناك مصدرين رئيسيين للتغيير:

1-المصدر الداخلي:

بمعنى آخر هذا هو نتيجة التفاعل الداخلي للمجتمع أو النظام الاجتماعي ووظيفته جمع الإحساس بالحاجة أو حتى التغيير مثل: القرارات الإداريه والتعليم والمشاريع الكبرى وبعض الحركات التي تتطلب تحديثات أو إصلاحات.

2- المصادر الخارجية:

بسبب انفتاح المجتمع وارتباطاته بالمجتمعات الأخرى وما ينتج عن ذلك من واردات أو معلومات أو مهام أو تدخلات من المنظمات الدولية فهي تأتي من خارج المجتمع.

بغض النظر عما إذا كان المصدر من مصادر داخلية أو خارجية فإن هذا يعتمد على آليات محددة وهذه الآليات هي:

أ- الاختراع والاكتشاف:

يظهر في خلق أشياء جديدة لم تكن موجودة من قبل مثل: اكتشاف النفط والاختراعات ووسائل النقل والاتصالات والتقنيات المختلفة.

ب- الذكاء والبيئة الثقافية:

لا شك أن الاختراع أو الاكتشاف يتطلب درجة عالية من الذكاء والإبداع والمبادرة الواعية من الأفراد والجماعات.

ج- الانتشار:

يعني قبول الاكتشافات من قبل أفراد المجتمع والتفاعل مع الاختراعات والابتكارات ومع ذلك فقط عندما يتم نشر المخترعات على نطاق واسع في المجتمع بأسره يمكن أن يؤدي بنجاح إلى عملية التغيير.


شارك المقالة: