التغير الثقافي الموجه

اقرأ في هذا المقال


التغير الثقافي الموجه:

من المعروف أن للتعديلات التي تختص بالثقافة السياسية وما يطرأ عليها من تغيير للأعمال التي تختص بالمجتمع ونتيجة النزاعات والحروب والتحولات العالمية الكبرى، أثر كبير في المجتمع.

وإذا اسـتمرت آلية التطوير هذه لوقت طويل، فمن الممكن أن يظهر إنسان حديث يتصف بمجموعة صـفات أبرزها: القبول بالتغيير السياسي، والاهتمام بالقضايا التي تثور سواء في محيطه المباشر أوفي خارجه، وعدم التقبل التلقائي لآراء من هم أعلى منه في هرم السلطة وعـدم الـرفض التلقـائي لآراء من هم أدنى منه.

والإسهام في الترتيبات السياسية، والاتجاه بالتفكير إلـى الحاضر والمستقبل، والشعور بالقدرة على التحكم في قوى الطبيعة، والإيمان بالمساواة، والعقلانيـة فـي التفكير والسلوك السياسي، والوعي بالعمليات الحكومية والميل إلى احترام الآخرين والإحـساس بالانتماء الوطني.

وقد تقصدت ما كان يعرف سابقاً بالدول الشيوعية وأغلب الدول حديثـة الاسـتقلال إلـى تغيير ثقافاتها السياسية التقليدية كجزء من استراتيجية خلق المجتمع الجديد وإعادة بناء الإنـسان وإن تفاوتت خطوط هذه الدول من النجاح تبعاً لظروف وأوضاع الدول الشيوعية الـسابقة وأوضاع الدول التي استقلت عقب الحرب العالمية الثانية.

وينجز التغيير الثقافي الموجه من خلال مجموعة من المؤسسات أبرزها المدرسـة والحزب ووسائل الاتصال الجماهري، والجيش ويمكن مناقشة الدور الذي يمكن أن يؤديه كل منهـا في مستوى تعديل قيم واتجاهات وسلوكيات الأفراد.

ففي الاتحاد السوفيتي السابق، تـدرس للتلاميـذ مـواد معينـة وبعد ثورة ٢٣ يوليـو ١٩٥٢ اتخـذت القيـادة أسلوباً تدريسياً إلى تربيتهم عقائدياً وتوعيتهم سياسياً، ففي إطار التوجه نحو جعـل السياسية الثقافية من المدرسة إحدى قنوات التحويل القيمي.

النظام المدرسي ضمن النظام الثقافي:

وأما بما يخص النظام المدرسي ضمن النظام الثقافي المتغير تم ملاحظة أن المدرس كلما كان متيقناً بقيم النظام الـسياسي، كان أكثر قدرة على وضعها في نفوس التلاميذ والعكس صحيح، وإذا كانـت علاقـة المـدرس بتلاميذه من طبيعة سلطوية، بات متوقعاً أن يتعمق لديهم الشعور بالسلبية.

ويمكـن أن يحـدث العكس في إذا ما كانت العلاقة بينهم تقوم على الديمقراطية، وكلما تم تشجيع الطلاب من قبل المدرسة علـى ممارسـة أنشطة اجتماعية وثقافية ورياضية وترفيهية، أصبح من المنتظـر أن ينمـو لـديهم الاسـتعداد للمشاركة الاجتماعية والسياسية والميل إلى العمل بروح الفريق والعكس بالعكس.


شارك المقالة: