التنشئة الاجتماعية عند ابن باجة في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


التنشئة الاجتماعية عند ابن باجة في علم الاجتماع:

يرى ابن باجة أن التنشئة الاجتماعية تختلف باختلاف البيئة المنزلية، فالمنزل الفاضل الذي يتبع أصول العقل وأحكامه هو ذلك الذي يوجد في المدينة الفاضلة أما المنزل الناقص فيوجد في المدينة الناقصة ولكثرة ما يشوبه من أمراض وعلل ينتظر أن ينتهي إلى خراب وتفكك.

والإنسان في مراحل حياته المختلفة يقوم بأدوار مختلفة أيضاً وكل دور نتيجة للدور الذي سبقه، وفي نفس الوقت يمهد للدور التالي، وتتنوع الأعمال وفقاً ﻹختلاف الأدوار وتنوعها والفرد الذي يؤدي دوراً حالياً، يجب أن يكون أداة من قبل أن يكون مصاباً بالنقص، وأيضاً فرط الذكاء ينطوي على نقص مثله مثل انخفاض مستوى الذكاء، فالذكاء المفرط يخمد مبكراً كما تخمد جذوة النار.

والسلوك الإنساني نوعان: بهيمي وإنساني، الأول: هو الذي يقوم على الحاجة والانفعال، فمثلاً اندفاع الإنسان إلى الطعام بدافع الجوع فإنه يكون في هذه الحالة بهيمي السلوك، فالحيوان يتجه للطعام والشراب بدافع غريزي أيضاً، ولا تكون له غاية بعد الشبع، ولكن غاية الإنسان هي الأعمال الذهنية أو العقلية، وأيضاً في حالة الانفعال نجد الحيوان حينما يضرب يرد ما وقع عليه من اعتداء بطريقة انفعالية كالرفس دون تفكير في عاقبته، أما الإنسان فحينما ينفعل فيتصرف بعقله ويدرك أو يقدر جيداً نتائج فعله.

وفي الإنسان جزء بهيمي، فهو يمتاز عن الحيوان بأنه مؤلف من جزئين، أحدهما عاقل، أما الآخر فهو جسد له حاجات ضرورية لا بدّ من اشباعها، بينما نجد الحيوان مجرداً من الجزء الأول وهو الجانب العقلي، ومن هنا فإن فعل الإنسان لا يمكن أن يكون إنسانياً محضاً، بل يمتزج فيه الجانب البهيمي ولتأخذ مثلاً عملية الطعام فهذه العملية تنطوي على فعلين الأول هو الدافع الطبيعي الموجود عند الحيوان ثم الغاية النهائية التي تقوم عند الإنسان على إدارة عاقلة، ﻹمكان الاستمرار في بذل جهود الإنسانية وليحقق السعادة العقلية أو الروحية.

وهكذا يمكن أن نلمح أن آراء ابن باجة في هذه الناحية تنطوي على بعض الفهم لطبيعة السلوك الإنساني، ومع ذلك كانت مشوبة بالصبغة المثالية.


شارك المقالة: