التنظيم الذاتي كأحد استراتيجيات تعميم السلوك والمحافظة عليه

اقرأ في هذا المقال


التنظيم الذاتي كأحد استراتيجيات تعميم السلوك والمحافظة عليه:

في العلاج النفسي، يفترض أن لدى الفرد مشکلات سلوكية لا يستطيع هو نفسه معالجتها، فالمعالج هو الذي يضع خطة العلاج وينفذها، وهذا هو الحال في تعديل السلوك، فالمعالج السلوكي يوجه عملية العلاج بشكل مباشر ونشط.

مما دفع بالبعض إلى وصف تعديل السلوك بالاتجاه الموجة، وبسبب ذلك اتهم البعض تعديل السلوك، بأنه لا يولي اهتمام كبير بدور الفرد المتعالج وبقدرته على المساهمة في عملية العلاج.

والحقيقة هي أن المعالجين السلوكيين يؤكدون باستمرار أن الهدف النهائي من عملية تعديل السلوك، هو مساعدة الشخص المتعالج على ممارسة الضبط الذاتي أو ما يسمى أيضاً بالتنظيم الذاتي، فالتحليل النظري للضبط الذاتي في الاتجاه السلوكي، هو امتداد لقوانين السلوك الإجرائي.

إذ يقال أن الفرد يضبط سلوكه إذا استطاع ضبط المتغيرات ذات العلاقة الوظيفية به، وقد يكون من المناسب أحياناً الاعتماد على الفرد نفسه لتحقيق التعميم، إذ قد يجد المعالج أنه من الصعب لسبب أو لآخر.

وتستند أهمية الضبط الذاتي بوصفها وسيلة لتعميم السلوك إلى حقيقة، أن هناك سلوكيات عدة لا يستطيع أحد مراقبتها، أو التحقق منها إلا الفرد نفسه.

وبالرغم من أن الضبط الذاتي قد يبدو غير واقعي، ومن الصعب تحقيقه إلا أن نتائج البحوث العلمية، أوضحت إمكانية تطبيق هذا الإجراء بفعالية في كثير من الأحيان ومع فئات عمرية مختلفة.

فلقد راجع (أوليري ودوبي) الدراسات ذات العلاقة بالضبط الذاتي في أدب تعديل السلوك، واستنتج أن عدد كبير جداً من تلك الدراسات، أوضحت أن الضبط الذاتي ليس أقل فعالية من إجراءات تعديل السلوك بشكل عام.

إلا أن (جروس ووجنیلور) اقترحا أن التحليل الحذر للإجراءات التي أطلق عليها اسم الضبط الذاتي التي استخدمت، وفي تلك الدراسات تبين أنها قد تأثرت بالمتغيرات البيئية الخارجية، وطالباً بالتوقف عن تعريف الضبط الذاتي من منظور قيام الفرد نفسه بضبط سلوكه دونما تأثير خارجي.

إذ أن من غير الممكن ألا يتأثر سلوك الفرد بالظروف البيئية، وإن الفرد قادر على ضبط ذاته، واستناداً إلى هذه الحقيقة فقد شهد مجال تعديل السلوك اهتمام متزايد بدراسة استراتيجيات الضبط الذاتي وتطويرها في السنوات الماضية.

وما يجب تأكيده هنا هو أن ضبط الإنسان لسلوكه، كما يعتقد السلوكيون لا يختلف عن ضبط الإنسان السلوك الآخرين، ففي كلتا الحالتين يحدث الضبط، إذا استطاع الفرد تحديد العوامل البيئية ذات العلاقة بالسلوك وضبطها.


شارك المقالة: