ألمانيا خلال فترة حكم الملك لويس الطفل

اقرأ في هذا المقال


أجمع أمراء ألمانيا والأساقفة على اختيار لويس الطفل ملكاً عقب وفاة أبيه في عام 899 ميلادي، إلا أن لويس كان وقتها في السادسة من عمره.

حكم الملك لويس الطفل لألمانيا:

عندما تولى لويس الحكم كان صغيراً، الأمر الذي جعل السنوات التي حكم فيها البلاد حكماً اسمياً من أصعب عصور التاريخ الألماني، ففي تلك الحقبة قويت النزعة الإقطاعية عند الأمراء الألمان، وقد جاءت تلك النزعة مصحوبة بروح عنصرية قوية وعصبية قبلية واضحة؛ ممّا ساعد على استمرار الحروب والمنازعات فيما بينهم، والذي أدى إلى وحدة المنازعات هو أن منصب الدوقات والكومنتات أصبحت وراثية.
ممّا جعل لكل قسم من الأقسام الأربعة الرئيسة التي تألفت منها ألمانيا، والتي كانت تتكون من “فرانكونيا، سوابيا، بافاريا، سكسونيا”، دوقاً يرثه ابنه في منصبه، ولم تكن النزعة الانفصالية أقل وضوحاً عند الأساقفة الألمان، والذين بلغوا هم أيضاً درجة كبيرة من الثروة واتساع الأملاك والنفوذ، حتى أصبحت لهم سيطرة على التاج كما ناضلوا الأمراء لتحقيق أطماع سياسية بحتة، ويبدو أن هؤلاء الزعماء المحليين من دينيين وعلمانيين، ظلوا لا يجرؤون على الحركة؛ ممّا أدام هناك ملك قوي على رأس الدولة.
وعندما توفي أرنولف وخلفه أبنه لويس الطفل، أخذوا يتحركون ويشتبكون بعضهم مع بعض في منازعات طويلة وحروب أهلية دامية لحقت بالبلاد أضراراً جسيمة، وممّا زاد الخطر على ألمانيا هو استمرار غارات المجريين والتي لم تنقطع على ألمانيا منذ وفاة أرنولف في عام 896 ميلادي، وقد بدأ المجريون بالإغارة على بافاريا وكارنتيا.
وانتهز المجريين فرصة الحرب الأهلية في فرانكونيا، ومن ثم تطرقوا إلى سوابيا حتى وصلوا سكسونيا، وقام المجريين بإلحاق هزيمة كبرى بالقوات البافارية وذلك في عام 907 ميلادي، كما قاموا بقتل “ليوبولد” دوق بافاريا وقاموا بقتل رئيس أساقفة سالزبر وأسقفي فريزنج وسين، وهكذذذا تمكَّن المجريون من اجتياح بافاريا، كما دخلوا ثورنجيا في العام التالي وعملوا على قتل دوقها وأسقف ورزبرج.
ونتيجة تلك الأحداث وما تعرضت له ألمانيا من غزوات من قِبل المجريين، اضطر لويس الطفل وهو يبلغ من العمر السادسة عشر من عمره إلى النزول إلى الميدان بنفسه من أجل صدّ خطر المجريين، وبالفعل اتحد كل من البافاريون والسلبيون والفرانكو نيون تحت قيادة لويس الطفل، إلا أن الكارثة بعد ذلك حلَّت بهم جمعياً وما لبث إلى أن توفي لويس الطفل عقب ذلك في عام 911 ميلادي.


شارك المقالة: