الحجاج بن يوسف الثقفي

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالحجاج بن يوسف الثقفي:

هو الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، يُكنَّى بأبو محمد، روى عن أنس وسُمرة بن جندب وعبد الملك بن مروان وأبي بُردى وثابت البناني وحميد الطويل ومالك بن دينار وقتيبة بن مسلم، وسمع من ابن عباس.

بداية ظهور الحجاج بن يوسف الثقفي:

كان الحجاج وأبوه يوسف الثقفي يُعلّمان الأولاد الصغار في الطائف ثُمَّ انتقل إلى دمشق، فكان عبد الملك بن مروان يشكو إلى وزيره روح بن زنباع أن الجيش لا ينزل نُزله، ولا يرحلوا لرحيله، فقال له روح: عندي رجل تولِّيه ذلك فقام عبد الملك بتولية الحجاج أمر الجيش، وعندما استلم زمام الأمور كان الجيش لا يتأخر عن رحيله ونزوله.

ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي على مكة المكرمة والمدينة المنورة:

كان أمراً طبيعياً أن يتولَّى الحجاج الولاية بعد قضائه على حركة عبد الله بن الزبير، وكانت ولاية الحجاج من أسوأ الأوقات التي مرَّت على أهل مكة والمدينة، فلم يكن الحجاج يحترم حرمة أصحاب النبي صلَّ الله عليه وسلم، وعندما تولَّى الحجاج أمر المدينة، أتى إليها وأقام بها لثلاثة أشهر، وبنى فيها مسجداً سنة 74هـ، وحجَّ الحجاج بالناس في نفس العام.

ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي وحكمه على العراق:

في عام 75هـ كتب عبد الملك بن مروان للحجاج بولاية العراق، فذهب إليها ومعه اثنا عشرة راكباً، ودخل الكوفة على غفلة من أهلها، ولبس ثيابه وتقلَّد سيفه، ولبس العمامة بين كتفيه، ثمَّ بعدها ذهب لدار الإمارة، وكان يومها يوم الجمعة، فدخل المسجد وصعد المنبر، وبقي أهل الكوفة صامتون ولم يفهموا صمته، وكانت عندهم عادة أن يقذفوا أمراءهم بالحصى، ولكن سكوت الحجاج جعلهم يجلسون على ركبهم وبيدهم الحصى استعداداً للرمي.
وكان سكوت الحجاج له أثر فعَّال في نفوس أهل الكوفة، فقال كلماته العظيمة التي سجلها التاريخ، يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق، والله إن كان أمركم ليهمني قبل أن آتي إليكم، وكنت أدعو الله أن يبتليكم بي، ولقد سقط مني البارحة سوطي الذي أؤدبكم به، فاتخذت هذا مكانه، وأشار إلى سيفه، والله لآخذنَّ صغيركم بكبيركم، وحركم بعبدكم، ثُمَّ لأرصعنكم رصع الحداد، والخباز للعجينة، فتساقطت الحصى من أيديهم من هول ما سمعوا.

أول ثورة على الحجاج بن يوسف الثقفي في البصرة:

بعد أن استقر الأمر للحجاج في الكوفة، وبعد أن قتل ابن ضابئ لتخويف الناس، اتجه بعدها إلى البصرة فقام بخطبة مثل خطبته التي في الكوفة، وأثار قتله للرجل فزع أهل البصرة، وخرجوا معترضين على خلافة الحجاج، ونزل بعدها الحجاج حتى وصل رستقباذ في سنة 75هـ، وقد ثار عليه الناس بقيادة عبد الله بن الجارود، وكانت هذه الثورة سهله للحجاج فقمعها بسرعة وعلق رأس ابن الجارود وأصحابه على باب برامهرمز لإرهابهم.
وكان سبب خروج ابن الجارود هو قسوة الحجاج لي استخدمها لإجبار الناس على القتال مع المهلب بن أبي صفرة، والسبب الآخر أنه قام بإزالة الأعطيات التي وهبها لهم عبد الله بن الزبير، وخلال فترة ولايته في العراق والحجاز واليمن أقام الكثير من الحروب ضد الخارجين عن حكمه، فقتل الآلاف منهم، وكل هذا يبين لنا مدى حبه لسفك الدماء من أجل السلطة.
وكان سبب نقمة الحجاج بن يوسف الثقفي على أهل العراق، هو ذنوبهم التي ارتكبوها مع من سبقه من الولاة، والخروج عن رأي الأئمة، وخذلانهم لأمرائهم وعصيانهم ومخالفاتهم الكثيرة.

رأي العلماء بالحجاج بن يوسف الثقفي:

رأي الذهبي في الحجاج بن يوسف الثقفي:

قال عنه الذهبي: أنه كان جباراً وظلوماً وخبيثاً ويحب سفك الدماء، وكان ذو شجاعة ودهاء وكر، وفصيح اللسان ومعظماً للقرآن، وقال عنه أيضاً: نسبُّه ولا نحبه، ونبغضه عند الله، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره لله تعالى.

رأي ابن كثير في الحجاج بن يوسف الثقفي:

كان يقول عنه: أنه ذو شهامة ، وسيفه فيه رهق، كان غضبه كغضب الملوك، وعنيداً ومقداماً على سفك الدماء، ولكنه أيضاً كان يكثر من قراءة القرآن.

مرض الحجاج بن يوسف الثقفي ووفاته:

كان الحجاج قد مات بسبب الأكلة في بطنه، سوَّغه الطبيب لحماً في خيط فخرج مملوءاً بالدود، وأيضاً تسلَّط عليه البرد، فكان يوقد النار من تحته إلى أن تحرق ثيابه ولا يحس بها، وكان يطلب من الله أن يعجل بموته؛ بسبب الآلام التيكان يحس بها، فلم يلبث إلا خمسة عشر يوماً. وكان عُمر الحجاج عند وفاته ثلاثةٌ وخمسون عاماً، وتوفي في ليلة سبع وعشرين من رمضان، ولم يترك وراءئه من مال إلا ثلاثمائة درهم ومصحف وسيفٌ وسرج ومائة درع.


شارك المقالة: