الحرب الإنجليزية البورمية الأولى والثانية والثالثة

اقرأ في هذا المقال


الحرب الإنجليزية الأولى: هي حرب قامت في القرن التاسع عشر ميلادي بين الإمبراطورية البريطانية والإمبراطورية البورمية وقد بدأت في عام 1824 ميلادي واستمرت لمدة عامين، وكان سبب الصراع؛ هو سعي كلا الإمبراطوريتين السيطرة على شمال شرق الهند وانتهت الحرب انتصار الإمبراطورية البريطانية وتمكنت من السيطرة على جانتيا وكاتشار وأسام ومانيبور.

الحرب الإنجليزية البورمية الأولى

تعد الحرب الإنجليزية البورمية من أطول الحروب في تاريخ بريطانيا الهندي وقد كلفت بريطانيا كثيراً وتم فيها قتل خمسة ألف جندي وأوروبي، كما تعرضت بورما للكثير من الخسائر، وقد أدت الحرب وتكاليفها العالية إلى إدخال الهند البريطانية في أزمة مالية وخسرت شركة الهند الشرقية الكثير من ميزاتها الكثير بسبب الحرب.

كانت الحرب بالنسبة للإمبراطورية البورمية بداية نهاية استقلالها، حيث كانت بالسابق تشكل عامل رعب للهند البريطانية، كما أدى رفع الضرائب فيها إلى تدميرها اقتصادياً وفي عام 1885 ميلادي قادت بريطانيا حملتين عسكريتين ضد الإمبراطورية البورمية وتمكنت من احتلالها بشكل كامل.

أسباب قيام الحرب الإنجليزية البورمية الأولى

في عام 1822 ميلادي قامت الإمبراطورية البورمية بتوسعة أراضيها واستولت على مملكة أسام ومانيبور؛ ممّا أدى ذلك إلى وجود حدود بين الإمبراطورية البورمية والهند البريطانية، فقامت بريطانيا بدعم المتمردين المتواجدين في أراكان وأسام ومانيبور وتم إصدار قرار بضرورة نقل القوات العسكرية البريطانية إلى جانتيا وكاتشار وقامت بريطانيا بقصف الحدود التي تسيطر عليها بريطانيا وكانت مقتنعة بأنّ الحرب سوف تقوم وقامت بورما بتجهيز قواتها العسكرية للحرب وكانت القوات البورمية تنوي تحقيق النصر والسيطرة على البنغال الشرقية.

في عام 1823 ميلادي أعلنت بورما بأنّها تنوي السيطرة على جزيرة شاليوري وكما أعلنت أنّها تسيطر على شركة الهند الشرقية البريطانية، في عام 1824 ميلادي أرسلت بورما قادتها العسكرية لتفريق التمرد في جاينتيا وكاتشار، الأمر الذي فع بريطانيا إلى إرسال قواتها العسكرية إلى كاتشار لخوض صراع مع البورميين وبدأت الصراعات بين الطرفين وفي شهر أذار من عام آذار من عام 1824 ميلادي بدأت الصراعات على الحدود بين الطرفين.

كان السبب في دخول بريطانيا الحرب؛ هو سعيها توسعة أراضيها في البنغال البريطانية والعمل على توسعة الأسواق البريطانية في المنطقة، بالإضافة إلى خوف بريطانيا من دخول فرنسا إلى الموانئ البورمية وسيطرتها على مملكة أفا، حيث كانت بريطانيا تسعى السيطرة على تلك المملكة، فكانت هناك مجموعة من الصراعات بين بريطانيا وفرنسا؛ من اجل السيطرة على التجارة في جنوب شرق آسيا، بدأت بورما في البداية الدخول على ولايات صغيرة كانت تحت السيطرة البريطانية.

قامت بورما بدعم القائد الأعلى لجيشها وأرسلت إليه أفضل الكتائب العسكرية وكان القادة العسكريين المجهزين لتلك الحرب من أفضل القادة العسكريين في بورما وقد خاضوا الكثير من الحروب، عند بدء الحرب تمكنت بورما من دفع القوات البريطانية عن الحدود؛ ولعل السبب في ذلك هو القوة الحربية التي تمتع بها البورميين، بالإضافة إلى معرفتهم لطبيعة المنطقة وتعودهم على التضاريس، وقد أدت الانتصارات الأولية التي حققتها بورما إلى خوف السكان في كلكتا وشيتاغونغ وبنغال الشرقية.

كان السكان الأوروبيين في تلك المناطق يشكلون قوات شعبية، كما تم إرسال عدد كبير من السفن من قِبل شركة الهند الشرقية البريطانية وقامت تلك السفن بالدفاع عن منطقة كلكتا، على الرغم من القوة العسكرية التي كانت لدى بورما، لكنها كانت متخوفة من الدخول إلى شيتاغونغ وذلك كونها منطقة غير محمية لكنهم تمكنوا القوات البورمية من الدخول إليها، لتصبح الطريق أمام كلكتا مفتوحة وأصبح لدى بورما شروط أفضل لتحقيق السلام.

قامت بريطانيا بنقل الصراع بينها وبين بورما إلى الأراضي البورمية وتجنب الصراع في المناطق الوعرة؛ وذلك لعدم مقدرة جيشها القتال في تلك المناطق، وفي شهر أيار من عام 1824 ميلادي أرسلت بريطانيا قواتها البحرية وتمكنوا من الدخول إلى ميناء يانغون وكانت مدينة رانغون متروكة خلف بورما والتي كانت تسعى حينها إلى صنع حصن يحمي أراضيها، وتمكنت القوات البريطانية بعد ذلك من دفع القوات البورمية نحو كامايوت ولم تتمكن بورما من استعادة السيطرة على شويداغون.

نتج عن الحرب خسائر كبير لكلا الطرفين وتم فرض معاهدة السلام والتي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد البورمي وجعلته ينهار وخسرت بريطانيا نتيجة تلك الحرب الكثير من جنودها والأموال، كما دمرت تلك الحرب الاقتصاد في الهند الصينية ودخلت الهند في حالة انهيار اقتصادي، كما نتج عنها احتكار التجارة لصالح الصين.

الحرب الإنجليزية البورمية الثانية

قامت الحرب الإنجليزية البورمية الثانية في عام 1852 ميلادي وتعد تلك الحروب أحد الحروب الثلاثة التي قامت بين بريطانيا وبورما خلال القرن التاسع عشر ميلادي، ونتج عن الحرب صعوبة حصول بورما على الاستقلال.

في عام 1852 ميلادي أحد المستشارين إلى بورما، وذلك من أجل مناقشة عدة قضايا متعلقة بالمعاهدة بين الدولتين وقدمت بورما عدة تنازلات في البداية ومنها إزالة حاكم الشركة الهندية البريطانية، غضبت بريطانيا من ذلك القرار وقامت بمحاصرة ميناء يانغون وسيطرت على السفينة التابعة للملك باغان وقد أدى ذلك إلى بدء الحرب الإنجليزية البورمية الثانية وتمكنت الشركة السيطرة على مقاطعة باغو وقامت بتغير اسمها إلى ميانمار السفلى.

في شهر نيسان من عام 1852 ميلادي بدأت الشركة البريطانية الهندية بتنفيذ أول ضربة عسكرية في الحرب الإنجليزية البورمية الثانية وتمكنت من السيطرة على ميناء مرتبا، ومن ثم استولت على يانغون ومن بعدها استولت على معبد شويداغون ومع استمرار القتال انسحب الجيش البورمي نحو المناطق الشمالية ومع انتهاء الحرب سيطرت بريطانيا على مباني الباغودا والتي كانت تحتوي على الكثير من الذهب والفضة.

الحرب الإنجليزية البورمية الثالثة

الحرب الإنجليزية البورمية الثالثة: هي حرب قامت في عام 1885 ميلادي ودار في تلك الحرب صراعات كثيرة ونتج عنها فقدان بورما حكمها المستقل في عهد سلالة كونباونغ وتمكنت بريطانيا من السيطرة على بورما الدنيا وفي عام 1937 ميلادي أصبحت بورما وبعد الحرب مقاطعة تابعة للهند وتحت حكم الراج البريطاني وتمكنت بورما بعد الحرب العالمية الثانية تمكنت بورما من الحصول على الاستقلال.

سبب قيام الحرب الإنجليزية البورمية الثالثة

في عام 1878 ميلادي قامت أزمة الخلافة في بورما وتم سحب المقيم البريطاني؛ ممّا أدى إلى إنهاء العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، فكرت بريطانيا بعد ذلك شن حرب على بورما، لكنها في ذلك الوقت كانت تخوض حرب في أفريقيا وأفغانستان، الأمر الذي دفعها إلى تأجيل فكرة الحرب، في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي تخوفت بريطانيا من العلاقة بين فرنسا وبورما وانتقلت الحرب في الهند الصينية فرنسا إلى حدود بورما وتم إرسال وفد بورمي إلى أوروبا للمفاوضات.


شارك المقالة: