الحرب الإنجليزية السيخية الأولى: هو صراع قام بين شركة الهند الشرقية البريطانية وبين إمبراطورية السيخ وقد قامت الحرب في عام 1845 ميلادي واستمرت لمدة عام ونتج عنها خضوع جزء من أراضي إمبراطورية السيخ للحكم البريطاني، كما تنازلت إمبراطورية السيخ عن كشمير وجامو لصالح بريطانيا.
الحرب الإنجليزية السيخية الأولى
مع بداية القرن التاسع عشر ميلادي كانت مملكة السيخ تحت حكم المهراجا رانجيت والذي قام خلال فترة حكمه بالعمل على توسعة أراضي مملكة السيخ، في ذلك الوقت كانت بريطانيا تقوم بتوسعة مستعمراتها والتي كانت محاذية لأراضي مملكة السيخ والتي وصلت إلى حدود أراضي البنجاب، وعلى الرغم من ذلك حاول رانجيت سينغ المحافظة على علاقة الصداقة التي تربط مملكته مع بريطانيا، حيث قام بالتنازل عن أراضي جنوب نهر سوتليع، فلم يكن يريد الدخول في صراع ضد بريطانيا.
على الرغم من علاقة الصداقة، إلا أنّ رانجيت سينغ قام بتدريب قواته العسكرية في حال تعرضت للهجوم البريطاني وقام بشن هجوم على الأفغان، كما قام باستئجار جنود مرتزقة من أوروبا وقارة أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية؛ وذلك من أجل تدريب الجيش على استخدام المدفعية، ومن الأعمال التي قام بها أيضاً هو العمل على توحيد قوات المسلمين والهندوس في جيش مملكة السيخ.
كان الأفغان في ذلك الوقت يخوضون صراعات داخلية، الأمر الذي شجع مملكة السيخ إلى استغلال ذلك الوضع وقامت بإرسال قواتها العسكرية وغزت مدن مولتان وبيشاور وقاموا بضم ولاية كشمير وجامو إلى إمبراطورية السيخ، وبعد أنّ عاد النظام في أفغانستان، عادة الأفكار البريطانية للانتقام من الأفغان وخاصة بأنّهم كانوا مقتنعين بأنّ الأمير محمد خان قد قام بالتحالف مع الإمبراطورية الروسية ضدهم وقاد حرب الأنجلو الأفغانية الأولى وذلك من أجل أن يسيطر على الحكم.
وضعت بريطانيا خطتها لغزو أفغانستان وقد دعمت مملكة السيخ تلك الفكرة وذلك في مقابل التنازل الرسمي عن شوجا شاه عن مملكة السيخ، في البداية كان الغزو البريطاني ناجحاً ولكنه أصبح يتجه غلى نحو كارثي وذلك بعد مذبحة جيش الفينستون والتي كان له أثر سلبي على بريطانيا، لتقوم بريطانيا بالانسحاب من أراضي أفغانستان وبيشاور.
في عام 1839 ميلادي توفي رانجيت سينغ وبعد وفاته وقعت مملكة السيخ في صراعات وحالة من الفوضى، وكان ابنه هو الوريث الشرعي للحكم من بعده، ولكنه لم يكن يحظى بشعبية مثل والده ليتم طرده من السلطة بعدة وفاة والده بعدة شهور وتم وضع أخاه الأصغر كانوار ناو نيهال والذي توفي على أثر سقوطه من مكان مرتفع أثناء عودته من مراسم حرق جثة والده، في ذلك الوقت كان الصراع قائم بين الهندوسي دوجراس والسيخي السندهانوالياس على الحكم.
خلال ذلك الصراع على الحكم تمكن دوغراس الهندوسي من السيطرة على الحكم في مملكة السيخ، ليقوم السندهانوالياس ومعه الكثير من قوات جيش البنجاب بالتوجه إلى بريطانيا، بدأ الجيش يصبح أكبر بعد وفاة رانجيت سينغ وأصبح يضم أصحاب الأملاك وحرسهم والذين أعلنوا عن أنفسهم سوف يكونوا الروح التي تحمي مملكة السيخ، لاحظت بريطانيا القوة التي يتمتع بها جيش البنجاب وقالت أنّها قوة عسكرية ديمقراطية خطيرة وأنهم يحافظون على النظام ولكن في حالة من التمرد والثورات.
لم يتمكن مهراجا شير سينغ من دفع أجور الجنود، على الرغم من أنّه تم منحه الأموال من محكمة منحلة، وفي عام 1843 ميلادي تم قتله، تعهدت أرملته الانتقام من قام بقتل زوجها.
بدأت شركة الهند الشرقية البريطانية بعد وفاة رانجيت سينغ بزيادة قوتها العسكرية وقامت بنشر قواتها العسكرية في جميع المناطق والذين كانوا بشكل كثيف في بنجاب، حيث أقام الجيش البريطاني قواعد عسكرية في فيروز بوز وذلك بالقرب من نهر سوتلج الذي كان يفصل حدود الهند التي كانت تحكمها البنجاب وبريطانيا، وفي عام 1843 ميلادي قامت بريطانيا بضم أراضي السند والأراضي الجنوبية من البنجاب إلى أراضيها، الأمر الذي أغضب البنجاب واعتبروها حركة غير مدروسة وذات دوافع شخصية بريطانية شخصية.
بالفعل كانت بريطانيا تسعى في السيطرة على أراضي مملكة السيخ وخاصة أنّها كانت تتمتع بوجود الموارد الطبيعة، كما انّها لم تكن تمتلك القوة العسكرية الكافية للدفاع عن نفسها.
الحرب الإنجليزية السيخية الثانية
بعد قيام بريطانيا بهزيمة مملكة السيخ في الحرب الإنجليزية السيخية الأولى، قامت السيخ في عام 1848 ميلادي بتجهيز قواتها العسكرية وقادة ثورة ضد بريطانيا، إلا أنّهم تم هزيمتهم من قِبل القوات البريطانية، وفي عام 1849 ميلادي أعلن جيش السيخ استسلامه وتم ضم البنجاب إلى الإمبراطورية البريطانية.