اقرأ في هذا المقال
الحرب اليونانية التركية عام 1897، تسمى أيضًا حرب الثلاثين يومًا والمعروفة في اليونان باسم (Black ’97) أو الحرب المؤسفة، كانت حربًا بين مملكة اليونان والإمبراطوريّة العثمانيّة، كان سببها المباشر هو السؤال حول وضع مقاطعة كريت العثمانيّة، التي رغبت أغلبيتها اليونانية في الاتحاد مع اليونان.
على الرغم من النصر العثماني في الميدان، تمّ إنشاء دولة كريتية مُستقلة تحت السيادة العثمانيّة في العام التالي (نتيجة لتدخل القوى العظمى بعد الحرب)، مع الأمير جورج من اليونان والدنمارك كأول مفوض سامٍ لها، كان هذا أول جهد حربي تمّ فيه اختبار الأفراد العسكريين والسياسيين في اليونان منذ حرب الاستقلال اليونانيّة عام 1821.
بالنسبة للإمبراطوريّة العثمانيّة، كان هذا أيضًا أول جهد حربي يتم فيه اختبار الأفراد العسكريين المُعاد تنظيمهم، كان الجيش العثماني تحت إشراف مهمّة عسكريّة ألمانيّة بقيادة كولمار فرايهر فون دير جولتز، الذين أعادوا تنظيمها بعد الهزيمة في الحرب الروسيّة التركيّة (1877-1878).
أثبت الصراع أنّ اليونان لم تكن مُستعدة تمامًا للحرب، كانت الخطط والتحصينات والأسلحة غير موجودة، ولم تكن كتلة فيلق الضباط ملائمة لمهامها، وكان التدريب غير كافٍ، ونتيجة لذلك، دفعت القوات العثمانية المتفوقة عدديًا، والمنظمة بشكل أفضل، القوات اليونانية جنوبًا من ثيساليا.
في عام (1878)، وقعت الإمبراطوريّة العثمانيّة، وفقًا لأحكام كونغرس برلين، ميثاق هاليبا الذي ينطوي على تنفيذ القانون العضوي لعام (1868)، الذي وعدت به الحكومة العثمانيّة ولكنّها لم تُنفذه أبدًا، والذي كان من أجل منح كريت وضعًا واسعًا – الحكم الذاتي، ومع ذلك، تجاهل المفوضون العثمانيون الاتفاقية مرارًا وتكرارًا، ممّا تسبب في ثلاثة تمردات متتالية في (1885 و 1888 و 1889).
في عام (1894) أعاد السلطان عبد الحميد الثاني تعيين ألكسندر كاراثودوري باشا حاكمًا لجزيرة كريت، ولكن حماس كاراثودوري للتنفيذ والغضب من قبل السكان المسلمين في الجزيرة وأدت إلى تجدد الاشتباكات بين الجاليتين اليونانيّة والتركيّة هناك في عام (1896) (تميل الأخيرة في الواقع إلى أن يكونوا مسلمين يونانيين من أصل يوناني كريتي متحول). لتهدئة الاضطرابات.
وصلت التعزيزات العسكريّة العثمانيّة بينما هبط المتطوعون اليونانيون على الجزيرة لدعم السكان اليونانيين في الوقت نفسه، قامت أساطيل الدول العظمى بدوريّات في المياه الكريتيّة ممّا أدَّى إلى مزيد من التصعيد، ومع ذلك تمّ التوصل إلى اتفاق مع السلطان عبد الحميد الثاني وانحسر التوتر.
في يناير (1897) اندلع العنف بين الطوائف حيث حاول كلا الجانبين تعزيز قبضته على السلطة، أُضرمت النيران في حي خانيا المسيحي وفرّ الكثيرون إلى الأسطول الأجنبي الراسية خارج المدينة.
أُعلن الكفاح من أجل الاستقلال والوحدة مع اليونان من قبل الثوريين الكريتيين، تعرّض رئيس الوزراء اليوناني ثيودوروس ديليجيانيس لانتقادات شديدة من قبل خصمه ديميتريوس راليس بسبب عدم قدرته المزعومة على معالجة القضية.
اتهمت المظاهرات المُستمرة في أثينا الملك جورج الأول والحكومة بخيانة قضية كريت، ممّا دفع الجمعيّة الوطنيّة، وهي منظمة قوميّة عسكريّة، تسللت إلى جميع مستويات الجيش والبيروقراطيّة، إلى مواجهة فورية مع العثمانيين.