الحرب القشتالية: هي حرب قامت في عام 1578 ميلادي بين إسبانيا وجزيرة بورنيو، وكان سبب الصراع؛ عندما حاولت إسبانيا السيطرة على الطرق التجارية الموجودة في جنوب شرق آسيا وذلك من أجل نقل التوابل والسيطرة على التجارة في المنطقة، بالإضافة إلى سعي إسبانيا نشر الديانة الإسلامية في المنطقة وقد أدى ذلك إلى خوض صراعات بين تلك الأطراف ودخول كلاً من إسبانيا وبورنيو في صراعات عسكرية عديدة.
الحرب القشتالية
مع بداية القرن السادس عشر ميلادي سعت أوروبا الدخول إلى أراضي جنوب شرق آسيا؛ وذلك بسبب غنى تلك المنطقة بالتوابل، كما كانت إسبانيا تسعى إلى نشر الديانة المسيحية والذي كان الدين الرسمي في أوروبا حينها، في عام 1453 ميلادي سقطت القسطنطينية، فقام الهنود وشعوب الملايو و العثمانيون بالسيطرة على الطرق البرية في شرق البحر المتوسط والذي يمتد إلى جنوب شرق آسيا وصولاً إلى الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.
فكرت إسبانيا والبرتغال بأنّه لا بد من وجود طريق آخر إلى جنوب شرق آسيا؛ وذلك من أجل أنّ يتمكنوا من السيطرة على تجارة التوابل والتجارة مع شعب الملايو، قامت البرتغال في عام 1511 ميلادي بالسيطرة على أراضي ملقا وقد ساعدها ذلك في تحسين تجارتها، مع منتصف القرن السادس عشر ميلادي وصلت إسبانيا إلى الأرخبيل والتي تعد جزء من أراضي الفلبين، وكانت إسبانيا تسعى من خلال ذلك نشر الديانة المسيحية وقد أدى ذلك إلى دخولها في صراعات مع سلطنة بروناي؛ ممّا أدى إلى قيام حرب قشتالة بعد ذلك.
قامت إسبانيا بإرسال سفنها الموجودة في المكسيك إلى أراضي الفلبين واستقرت تلك السفن في مدينة سيبو وقد تم اتخاذ تلك المدينة عاصمة الأرخبيل وكانت أهم المناطق التجارية في المنطقة وتم نشر الديانة المسيحية فيها، أدى التصرف الإسباني إلى غضب سلطنة بروناي والتي كانت تنوي السيطرة التجارية على المنطقة، في عام 1485 ميلادي قامت سلطنة بروناي بتأسيس ولاية كوتا؛ وذلك من أجل أنّ تخوض صراعاً ضد مملكة توندو، وقد أدى ذلك إلى انتشار الديانة الإسلامية في إندونيسيا وماليزيا.
على الرغم من القوة التي كانت تتمتع بها سلطنة بروناي، إلا أنّ إسبانيا تمكنت من فرض سيطرتها على أراضي الفلبين الحديثة ونشرت الديانة المسيحية فيها وسيطرت إسبانيا على منطقة مانيلا ونشرت الديانة المسيحية فيها وتم اتخاذها عاصمة للجُزر الفلبينية وشكل سكانها تحالفاً مع إسبانيا ضد سلطنة بروناي، بدأت حرب قشتالية في الوقت الذي كانت فيه سكان أوروبا يعتنقون الديانة المسيحية ومنعت أوروبا المسلمين واليهود من الاستمرار في دينهم وأجبرتهم على اعتناق المسيحية.
كانت إسبانيا تحمل كرهاً كبيراً ضد المسلمين وذلك بعد قيام المسلمين في القديم بغزو إسبانيا والسيطرة عليها، فقد كانت إسبانيا تسعى من خلال تلك الحرب القضاء على المسلمين واستعادة أراضيها التي تم سلبها منها في السابق وأطلقت على تلك الحرب اسم حرب الاستعادة، في عام 1576 ميلادي وصل الحاكم الإسباني وقام بإرسال مبعوثين إلى بروناي وطلب من حاكمها الدخول في مباحثات وإقامة علاقة ودية بين الدولتين وطلب من حاكم بروناي التوقف عن نشر الإسلامي في الفلبين، إلا حاكم بروناي رفض ذلك، الأمر الذي أغضب إسبانيا واعتبرته تحدياً لها.
حاولت إسبانيا التفاوض بشكل ودي مع سلطنة بروناي وأخبرتها بأنّ تصرفها يعارض حملتها التبشيرية في المنطقة وأنّ لا بد لا لها من التراجع عن نشر الإسلام وإلا سوف تدخل معها في صراع كبير، في ذلك الوقت كان السلطان سيف الدين رجال هو السلطان في سلطنة بروناي وأخبرهم أنّ أراضي الفلبين تعد جزء من أراضي الإسلام ولن يقوم بالتنازل عنها ولن يسمح بنشر الديانة المسيحية، أغضب ذلك الأمر إسبانيا كثيراً ووجدت فيه تهديداً لوجودها في المنطقة.
كانت من الأهداف التي تسعى إليها إسبانيا؛ هو إثبات وجودها في المنطقة والسيطرة على الطرق التجارية في جنوب شرق آسيا مثلها مثل باقي الدول الأوروبية والتي كانت حينها تملك شركات تجارية كثيرة في المنطقة ولم تكن إسبانيا تملك مثلها، وقد كانت مادة التوابل والحرير من أهم المواد التي تشتهر فيها جنوب شرق آسيا وكانت تجلب الكثير من الأموال من خلالها.
لعل تلك الأهداف هي الأهداف الأولى التي كانت إسبانيا إلى تحقيقها، بالإضافة إلى كره إسبانيا الشديد للإسلام بسبب الغزوات الإسلامية السابقة عليها، أدت تلك الأمور إلى دخول إسبانيا في صراعات مع سلطنة بروناي وحدوث الحروب القشتالية.