اقرأ في هذا المقال
- حركة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ضد حكم مروان بن محمد
- حركة سليمان بن هشام بن عبد الملك ضد حكم مروان بن محمد
حركة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ضد حكم مروان بن محمد:
أدَّت الفوضى التي كانت داخل البيت الأموي لتحريك المطامع في نوس أفرادها، ووجد كل منهم نفسه أنه هو صاحب الحق، وكان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز والياً على العراق وكان مركزه في الكوفة، وكان عبد الله ذا نزعات استقلالية وأضحى له من السلطان والقوة بعد أن تغلب على عبد الله بن معاوية ما بدا له أنه باستطاعته الخروج عن حكم مروان بن محمد.
قام عبد الله بن عمر بنقض البيعة لمروان الثاني واعتد في تحركاته على القبائل اليمانية الذين كانوا من أهل اشام المقيمين في الكوفة، ولم يكن مروان يعضي هذه الانتفاضة أي التفاتة جدية في بداية الأمر، فقام بترك عبد الله على راحته؛ لاعتقاه بأنه لا يشكل أي خطر عليه، ولكن عندما رأى أنه عبد الله أصبح لديه القوة والاستقلالية، وأن مطامعه وصلت لحد الخطر أرسل له جيشاً من الشام.
كان الجيش الموجه لقتال عبد الله بن عمر بقيادة النضر بن سعيد الحرشي وهو أحد رجال قيس المشهورين، وحصل تصادم بينهم ووقعت العديد من المناوشات الخفيفة بين القوتين، ولم تصل هذه الحروب لأي نتيجة للطرفين، وظلَّ الحال هذا حتى حدوث المشكلة الأكثر خطورة، وهذه المشكلة تمثلت في الخوارج الذين ظهروا على مسرح الأحداث في العراق حديثاً، وقد أرهقوا مروان بن محمد وهو يتصدى لهم، وترك أمر عبد الله بن عمر.
حركة سليمان بن هشام بن عبد الملك ضد حكم مروان بن محمد:
استهلَّ سليمان بن هشام بن عبد الملك حركته ضد مروان بن محمد، وذلك عندما قام إبراهيم بن الوليد بإرساله على رأس قوة عسكرية لوقف تقدمه عند عين الجر، إلا أنه كان قد خسر في المعركة، وقام مروان الثاني بعد أن تسلم الحكم بنقله إلى حرَّان مع بعض الوجوه البارزة من بني أمية، وكان يريد من هذا الفعل أن يظهر لأهل الشام وحدة صف الأمويين.
ولكن العداوة كانت بينهم شديدة، ولم تجدي هذه التظاهرة نفعاً في رأب الصدع، ودليلاً على ذلك أنه عندما وقعت الثورة في العراق ضد حكم مروان بن محمد قام الناس بالانتداب في السير معه، وكان سليمان بن هشام واحداً من الذين خرجوا، وعندما وصل إلى الرقة طلب من الخليفة أن يقيم أياماً بها ليقوى ويلحق به.
ومن الظاهر أنه كان مع نسَّق مع القوة الشامية التي قامت بمرافقته، فقام الجنود بدعوته حتى يقوم بخلع مروان بن محمد وأن يبايعوا سليمان بن هشام بن عبد الملك للخلافة، وأن يقوم بترأس الحرب ضد مروان بحجة أنه محبوب أكثر من مروان عند أهل الشام، فقبل عرضهم وقام بالخروج مع إخوته وولده ومواليه، وسار مع رجاله وقام بالاستيلاء على قنسرين.
تلقت دعوته قبولاً في دمشق واجتمع معه جيش كبير، وعسكر في قرية بالقرب من دمشق، ونفذ العديد من الغارات على جيش مروان فتصدَّى لهم مروان قرب قنسرين وانتصر عليهم، وهرب سليمان بن هشام مع من تبقى من جيشه إلى حمص ثم تدمر وثم إلى الكوفة حتى انضم إلى حركة الضحاك بن قيس الفهري الخارجي.