الحكم البريطاني لبورما

اقرأ في هذا المقال


في عام 1824 ميلادي سيطرت بريطانيا على بورما وكان ذلك عند قيام الحروب الأنجلو بورمية وتم من بعد ذلك الوقت اعتبار بورما مقاطعة من الهند البريطانية وتم فيما بعد تأسيس دولة بورمية مستقلة لكنها تابعة لبريطانيا وكانت تسمى باسم بورما البريطانية.

الحكم البريطاني لبورما

عند بداية حرب الأنجلو البريطانية الأولى قامت بريطانيا بضم جزء من أراضي بورما إليها ومن ضمن تلك المناطق كانت أراضي آراكان وتم ضم بورما السفلى إلى بريطانيا بعد نهاية حرب الأنجلو الثانية وتم تصنيف تلك الأراضي في عام 1862 ميلادي بأنّها جزء من بورما البريطانية، في عام 1885 ميلادي قامت بريطانيا بضم أراضي بورما العليا إلى أراضيها وتم فيما بعد ضم بورما إلى الهند البريطانية.

في عام 1897 ميلادي أصبحت بورما دولة منفصلة وبعد الحرب العالمية الثانية تمكنت بورما الحصول على الاستقلال والتخلص من الحكم البريطاني، وكان في بعض الوقت يتم تسمية بورما اسم المستعمرة الاسكتلندية؛ وذلك بسبب دور اسكتلندا في السيطرة عليها وإدارتها.

تميزت بورما بموقعها التجاري والذي يقع بين الهند والصين وقد ساعدها ذلك على جعلها منطقة تجارية غنية، تميزت بورما بنشاط القطاع الزراعي؛ ممّا جعلها منطقة مكتفية زراعياً وساعدها ذلك على تحسين اقتصادها، كما كان لبورما دور كبير في تنشيط  الثقافة الهندية، كما تعد بورما من أوائل الدول في جنوب شرق آسيا التي اعتمدت الديانة البوذية والتي استمرت حتى مع الحكم البريطاني في بورما.

قبل قيام بريطانيا بغزو بورما، قامت سلالة كونباونغ باتباع سياسية جديدة من الحكم المركزي، حيث كان الرئيس التنفيذي هو صاحب القرار في جميع الأوقات وفي جميع القرارات، كانت بورما في ذلك الوقت تحتوي على مركزين قانونين وكان كل مركز مقسم إلى ثلاثة أقسام المالي والقضائي والتنفيذي، وكانت البلاد مقسمة إلى عدة مقاطعات ولكل مقاطعة حاكمها الخاص وكان الحاكم يرجع إلى الرئيس التنفيذي في القرارات.

كانت بداية الصراع في بورما وبريطانيا عندما بدأت سلالة كونباونغ بإصدار قرارت في عملية توسعة حكمها في أراضي آراكان وكانت المنطقة قريبة من أراضي شيتاغونغ والتي كانت تحت الحكم البريطاني، في عام 1785 ميلادي تم هزيمة مملكة آراكان على يد بورما، وفي عام 1823 ميلادي بدأت القوات البورمية بالدخول إلى أراضي آراكان؛ ممّا أدى ذلك إلى قيام حرب الأنجلو البورمية الأولى.

قامت بريطانيا بعد ذلك بإرسال حملة عسكرية بحرية تتكون من عدد كبير من القوات العسكرية إلى أراضي رانغون ولم يتم القتال حينها، وبدأ القتال في عام 1824 ميلادي وتم هزيمة الجيش البورمي وقتل قائدها العسكري، الأمر الذي دفع بورما التنازل عن ولاية آسام والمناطق الشمالية في بورما.

في عام 1826 ميلادي تم عقد معاهدة باندابو والتي تم من خلالها إنهاء الحرب الأنجلو البورمية الأولى والتي كانت من أطول الحروب التي خاضتها بريطانيا تكلفتها كثيراً من الأموال وخيرت فيها الكثير من الجنود والذين كان معظمهم من الهند وأوروبا، وقد أدت تلك الحرب إلى وقوع بريطانيا في أزمة اقتصادية وخاصة في مستعمرة الهند البريطانية.

في عام 1852 ميلادي قادت بريطانيا حرب أخرى بقيادة الحرب الأنجلو البورمية الثانية، حيث كانت بريطانيا السيطرة على غابات الساج الكبيرة الموجودة في بورما السفلى والسيطرة على الميناء الموجود بين سنغافورة وكلكتا وذلك بعد أنّ استمر السلام لمدة خمسة وعشرون عاماً وتمكنت بريطانيا من السيطرة على جميع أراضي بورما السفلى وتمكنت بريطانيا من تحقيق النصر وسيطرت على البترول والياقوت.

بقيت بورما العليا غير خاضعة للحكم البريطاني، حاول الملك ميندون الاستمرار في الحكم والمشي حسب النظام الإمبريالي، حيث قام بإصدار عدد من القرارات والتي تم من خلالها إصلاح البلاد وجعل الشعب يتقبل الحكم البريطاني، إلا أنّ بريطانيا كانت تسعى إلى خوض حرب وبدأت بعد ذلك حرب الأنجلو البورمية الثالثة والتي كانت في عام 1885 ميلادي.

قالت الحكومة البريطانية بأنّها تقوم بذلك التصرف، بسبب الحاكم الظالم الذي يحكم بورما وأنّها تريد مساعدة الشعب البورمي وتخليصهم من الظلم، في عام 1885 ميلادي دخلت القوات البريطانية إلى أراضي ماندالاي وبعد الحرب سيطرت بريطانيا على أراضي ميانمار وتم ضمها إلى الهند البريطانية، قررت بريطانيا ضم بورما العلياء مستعمرة إلى أراضي الهند البريطانية.

على الرغم من ذلك إلا أنّ المقاومة البورمية استمرت ضد الحكم البريطاني وقد استمرت المقاومة حتى عام 1890 ميلادي وفي النهاية الصراعات سيطرت بريطانيا على كافة أراضي بورما.


شارك المقالة: