الحكم المغولي في مدينة مونجر الهندية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة مونجر من المدن الهندية التي تعرضت للكثير من الصراعات الداخلية والخارجية، فقد كان لها أهمية عسكرية وسياسية في القدم، وجرت الصراعات بين الحكام المغول من أجل السيطرة عليها.

حكم المغول في مدينة مونجر الهندية

خلال عام 1657 ميلادي كانت مدينة مونجر تحت حكم البنغال وكان يحكمها الإمبراطور شاه جهان شاه شجاع وعند توليه الحكم قام برفع مستوى الثورات، على الرغم من أنّ عاصمته كانت في راج محل إلا أنّه اختار مدينة مونجر المركز الذي يدير منه استعداداته وعاد في عام 1658 ميلادي، بعد هزيمته حاول أورنجزيب التوفيق بين شوجا من خلال منحه مقاطعة بيهارين بالإضافة إلى البنغال، برز مونجر بشكل كبير خلال هذه الفترة من الحرب الأهلية، يكتب البروفيسور كوانونغو أنّه بعد مسيرة الجيش الإمبراطوري كتب شوجا إلى دارا يطلب منحة مونجر التي شكلت جزءاً من مقاطعة دارا في بيهار.

حيث كان دارا مستعداً أيضاً للتخلي عن حصن مونجر بشرط تفكيك القلعة الحالية وعدم وجود ابن شجاع هناك، اضطر دارا إلى إرسال رسائل عاجلة إلى ابنه للتصالح مع عمه، نتيجة لهذه المعاهدة التي تم عقدها في عام 1685 تمت إضافة مونجر إلى نائب شجاع ولكن لم يسمح له بالإقامة هناك، في عام 1659 ميلادي تولى داود خان مسؤولية مقاطعة بيهار مير طارد جملا والأمير محمد شجاع حتى مونجر، تم إجبار شوجا بسبب خيانة رجا بيهروز خان من خراجبور وخزة كمال من بيربوم على التخلي عن مونجر في عام 1659 ميلادي، وفي هذا الوقت تم تعيين رجا بيهروز مسؤولاً عن منطقة مونجر بأكملها.

تشتهر مدينة مونجر بوجود خام الحديد الذي ينتشر في التلال المجاورة وإذا سقط على المنطقة، فمن الممكن بالتأكيد تدمير الحصن بسبب الانفجار، إلا أنّ القلعة تم تفكيكها الآن، تعد بواباتها وأسوارها وما إلى ذلك كلها من الهندسة المعمارية الآسيوية وتشبه أحد المدن الموجودة في موسكو.

عندما نصل إلى الفترة المغولية المبكرة نحصل على بعض الإشارات إلى المنطقة، حيث تم الذكر أنّ رجا مان سينغ الذي قيل أنّه أعاد احتلال البنغال وأوريسا كان لبعض الوقت مقيماً له، في عهد أورنجزيب، خلال فترة تفكك إمبراطورية موغال كانت مدينة مونجر تشهد تغييرات جديدة، انضمت بيهار إلى سوبا البنغال التي أصبحت عملياً مستقلة عن دلهي.

أما أليفاردي الذي كان فوزدار من راج محل أصبح الآن حاكم مقاطعة مونجر، كانت مدينة مونجر مهمة سياسياً واستراتيجياً لدرجة أنّه لم يفلت حتى من إنفاق المراثا للسيطرة عليها، وقع غزو المراثا الثاني تحت قيادة راغوجي بونسلا في عام 1743 ميلادي، دخل إلى مدينة بيهار وتقدم عبر مدينة تكريت وحتى وصل إلى مدينة مونجر، يذكر أيضاً أنّه خلال غزو المراثا الرابع في عام 1744 ميلادي، مر راغوجي عبر تلال خراجبور وذلك عندما كانت القوات البريطانية تلاحق جان لو المغامر الفرنسي ومن أنصار سراج أود دوالا الذي كان يطير شمالاً بعد معركة بلاسي.

وصل الرائد كوت إلى مدينة مونجر في عام 1757 ميلادي وسيطر على عدد من القوارب التي زوده محافظ مونجر بها، لكن قلعة مونجر كانت في حالة جيدة لدرجة أنّه لم يسمح له بدخول القلعة وعندما اقترب من الجدران وجد أنّ الحامية جاهزة لإطلاق النار، استأنف كوتي مسيرته بحكمة دون أي محاولة لدخول الحصن، بعد ما يقرب من ثلاث سنوات.

في عام 1760 ميلادي خرج جيش الإمبراطور شاه علم من المنطقة عندما كان يلاحقه الرائد كايود ميران، كان الإمبراطور قد هزم من قبل كايدو وميران في سيربور في عام 1760 ميلادي، تم تكليف يوهان ستابلز الذي خلف كايود بمدينة مونجر، وكان هو الذي وجه لمهاجمة خراجبور راجا الذي تحدى صراحة سلطة نواب الجديد  قاسم علي خان.

سيطرت المغول على أراضي مدينة مونجر

في بداية القرن القرن الثالث عشر ميلادي كان ظهور جنكيز خان في أرضي جنوب شرق آسيا، حيث امتدت إمبراطورية المغول من كوريا في آسيا إلى بولندا في أوروبا الشرقية، لتصبح أكبر إمبراطورية برية متجاورة في تاريخ العالم، اشتهر المغول بغزواتهم الوحشية وقمعهم، حيث غزا واستولوا على كل عاصمة رئيسية في عالم القرون الوسطى بما في ذلك مونجر الهندية، مع بداية منتصف القرن الثالث عشر ميلادي حاول المغول غزو الهند عدة مرات من الجبهة الشمالية الغربية، ومع ذلك  كان عليهم أنّ يواجهوا هزائم قاسية على يد سلطنة دلهي حتى القرن السادس عشر ميلادي، عندما غزا بابور الهند.

توحد المغول تحت قيادة الجنرال العسكري تيموجين  المعروف باسم جنكيز خان، في عام 1206 ميلادي حاولت إمبراطورية المغول مهاجمة شبه القارة الهندية ، وفي عام 1221 ميلادي عاد الغزو من جديد على يد القرعون من أصل مغولي، سيطروا على مشارف شبه القارة الهندية في الجزء الشمالي الغربي، بما في ذلك أفغانستان وجزء من باكستان الحالية واستمر حكمهم لعدة سنوات فيها.

في القرن التاسع عشر ميلادي استمرت الحرب الأهلية بطرق مختلفة عن الإمبراطورية المغولية، في وقت لاحق حاول البحث عن خانات الهند التي حكمت الأجزاء الرئيسية من آسيا الوسطى، في القرن الثامن عشر ميلادي سيطر داوا خان على أفغانستان ونفذ هجمات لاحقة على الحدود الشمالية للهند ، بما في ذلك السند وبلوشستان ومولتان.

كان هناك انزعاجاً هندياً من الغزوات المنتظمة وعدم وجود مراقبة على الحدود في الشمال الغربي طورت سلطنة دلهي استراتيجيات جيدة التخطيط؛ ممّا أدى إلى هزائم شديدة وصد للمغول في السنوات اللاحقة، بالإضافة إلى ذلك  أعطت الحرب الأهلية داخل إمبراطورية المغول دفعة كبيرة للسلطنة لبناء دفاعات في الشمال الغربي ورسم استراتيجيات فعالة لقمع الغزو المغولي.

كانت سلطنة دلهي في عهد غياث الدين بلبان منزعجة للغاية من الغارات المغولية وأعدت جيشه، نتيجة لذلك، توقفت الهجمات واسعة النطاق، ولم يتمكن المغول من عبور نهر السند، استعاد هو وحكام المستقبل المدن الحدودية مثل ملتان وأوش والسند ولاهور وعاقبوا راناس ورايس المحليين لتعاونهم مع المغول وفروعهم، مع بداية تسعينيات القرن التاسع عشر ميلادي، شهدت الهند تحولًا هائلاً في القوة من الأتراك إلى الهنود  الذين هاجروا مع غوري قبل قرن من الزمان، أدى هذا إلى صعود سلالة الخلجي.

بعد أكثر من عشرين عاماً من السلام بدأت الغزوات المغولية الكبرى مرة أخرى في عهد سلالة طغلق التي حلت محل خليجي، في عام 1327 ميلادي هاجم حاكم جغتاي ترماشيرين وحاصر دلهي، مع هزيمة إبراهيم لودهي على يد بابور في معركة بانيبات ​​الأولى عام 1526 ميلادي، بدأت حقبة جديدة في تاريخ الهند مع ظهور الإمبراطورية المغولية.

نستنتج أنّ مدينة مونجر عانت بشكل كبير من الصراعات التي تعرضت لها، وخلال بداية الحكم المغولي فيها زادت الصراعات بشكل كبير بين الحكام؛ من أجل حكمها.


شارك المقالة: