الخرافات العنصرية بين الأجناس

اقرأ في هذا المقال


يختلف الناس كلياً في مظاهرهم وأشكالهم الخارجية؛ إذ يوجد بعض صفات خارجية تنتقل من الآباء إلى الأبناء، وتعتبر الأجناس البشرية مجموعات تشبه بعضها بشكل نسبيّ في صفات معينة، وتلحق كل نظريات التفرقة والتباعد العنصري في كل مرحلة من مراحل تطورها من هذه الاختلافات فيما بين هذه المجموعات.

الاضطهاد العنصري وخرافاته:

لا يتشابه العهد القديم والعهد الجديد في أخذهما بمسألة انحطاط جماعات بعينها، ففي العهد القديم ترتقي جماعات معينة ولا يشبهه العهد الجديد في ذلك.
بات جليًّا أن أفكار التفريق العنصري معرضة لأن تتغير دائمًا؛ فهذا الفيلسوف الروماني شيشيرون قد ناقض نظرية أرسطو وعارضها ورأى أن جميع البشر متساوون في استطاعة التعلم؛ إذ وصف جماعات الكلت التي استوطنت بريطانيا بالغباء وعدم استطاعة التعلم، ومع ذلك فإن النظرية العنصرية لم تكتمل قبل القرن الخامس عشر، أما قبل ذلك فقد كان جزءًا من التفريق يقوم على أسس دينية وفجوة إنسانية يمكن الابتعاد عنها وتجاوزها على العكس تمامًا من الفجوة البيولوجية.
كانت النظرة العنصرية تخدم الطموحات الاقتصادية، وبُررت على أسس نظرية أرسطو، ومع ذلك وُجد من وقف لتلك النظريات بالمناهضة والرفض، أمثال: دي لاس كازاس، ومونتاني، وفولتير، وروسو وبفون. وفيما بعد وأثناء القرن الثامن عشر والتاسع عشر صار الرق نظامًا مقدسًا في مناطق السكن الأمريكي حتى كان علماء الاجتماع مضطرون إلى ابتداع خرافة شبه علمية للتوضيح والتبرير، فحتى البيض قد رحبوا بنظرية دارون المختصة بالبقاء للأصلح حيث تم تعديلها لتخرج بما يسمى “الداروينية الاجتماعية” التي على أساسها أنشأت حقها فيما خصت لنفسها من مميزات اجتماعية واقتصادية.
لقد كانت فكرة الجنس مفعمة بالقوة العاطفية حتى بات من الصعوبة دراسة أهميتها، ولم يكن هناك أساس علمي لتقسيم الأجناس على أسس من الرقي النسبي، ولم يكن التمييز الجنسي وخرافاته إلا وسيلة لأن يجدوا كبش فداء وتضحية إذا تهدد تماسك الجماعات، ولم يكن الأفراد المختلفين في المظاهر الجسمية إلا أهدافًا سهلة للأعمال العدوانية خاصة إذا أسبغ على العدوان أسسًا من الغطاء العلمي.


شارك المقالة: